مقالات الرأي

أسس حل النزاعات السياسية

بقلم: محمد عبد الله طاهر (المخضرم)

يمكننا جميعا أن نضع أسس متينة لحل النزاعات السياسية التي نعيشها اليوم في ووطننا الحبيب ،فأصبحت مجتمعنا تعيش واقعا متنازعا جدا، نحن بالحاجة اليوم لأخذ قواعد المجتمع أن كانت قائمة علي النظام الاجتماعي اي العرف المنبثق من عمق السلام الاجتماعي اي التعايش السلمي وهي بمثابة نقطة تحول لنظام السياسي ولاسيما أن التنازع والمدافعة سمعة للمجميع البشري منذ وجوده أي التنافر بالفطرة هي طبيعة المجتمع نفسه، لكن لا يمكن أن تفوق هذه التنافر والمدافعة لمرحلة النزاع أي يتم تتطوره وتفاقمه لمرحلة الأزمة أو الفتنة العارمة.
فعلينا جميعا ان نرجع للأسس الثابتة والالتزام بها في حل النزاعات !
فالأسس أحيانا نجده في الأعراف مجتمعنا، وأديان العامة، لاسيما أن أسس حل النزاعات هي ثابتة غير متغير، لكن نهل المجتمعات من هذه الأسس فهو المتغير بين مجتمع وآخر، ومن وقت لآخر داخل مجتمع الواحد.
فذلك يمكن الإشارة إلى اهم قواعد وأساس في حل النزاعات بشكل نقاط :

  • فهم وتحليل طبيعة النزاع أي تحليل النزاع قبل الشروع في حله،كما نلاحظ اليوم في الحلول الجزئية لمشكلة السودان، وبرغم من أن المشكلة السودان منذ ٥٦ لحتي لحظه لن تجد حلول جذرية أي حل منصف ومستدام وهذا تأكد لنا نقطتين : ضألية فهم لجذور الأزمة التاريخية السودانية اما جود طرف مستفيد في الحرب الحالي من أجل مصالحه الخاصة وليست من أجل مصلحة الشعب السوداني .
    -البعد عن التعصب، فإن التعصب يقفل الأبواب الحل، النزاع الدائر اليوم هي نتيجة التعصب بين الطرفين حول السلطة وليس لا ،لكن تفاقمت الأمر وتحولت للكارثة ،وضحايتها الأول هي المواطن والوطن.
    -الوقاية من الوقوع في المنازعة، تعني حماية وصون مصالح من أطماع وعدوان الآخرين.
    -الالتزام بالعدل نهج وسلوكا بين أفراد المجتمع ونصر المظلومين،وهذا ما نفقده اليوم فإن العدل والأخلاق سمعة مميزة اذا توفرت في المجتمع فإنه من سهل جدا حل النزاع الموجود .
    -تكامل ادوار الحكومة والمجتمع في وقف العنف وحل النزاعات وهذا ما نطلبه اليوم فعلينا إشادة بحسن الأخلاق والتعامل بيننا ،وفهم النزاع الحالي بطريقة صحيحة وطرحه في ساحة السياسية وجميعنا نلجأ للحلول المستدامة بدلا من تفاقم وتحاجج النزاع.
    -تحديد مرجعيات الاحتكام ،لأن التنازع هي أصل الاختلاف حول ثابت .
    -دفاع عن الكيان والدولة.
    -اعتماد علي الديمقراطية كوسيلة لحل النزاعات في عملية أخذ الرأي والتعبير عنه.
    -الاحيادة التامة في أطراف الواسطة، والجدية والضغوط علي الأطراف المعنية وعدم المراوغة السياسية في الحلول.
    فكلما التزمت المجتمع بأسس ومبادئ حل النزاعات قلت النزاعات فيها وكلما تخلت عن الأخذ بالأسس انتشرت فيها المنازعات ،فعلينا جميعا أن نلجيب الأعراف الحميدة داخل المجتمعتنا التي تمثل في المعاملات بين الأعضاء المجتمع بطريقة أخلاقية وتعاونية وكسر الحواجز الموجودة بين المجتمعات،ولاسيما أن الأديان تعتبر اغني المصادر في إرساء اسس لحل النزاعات، وهي تنص على الأخلاق والإنسانية والمعاملات الطيبة بين الأعضاء المجتمع الإنساني، فإن القرآن الكريم غنية بالتوجيهات المباشرة للعباد من أجل الكرامة الإنسانية والاصلاح وترك الفساد، كما حوي القرآن علي قصص من قصص الأولين لبيان تجاربهم في حل النزاعات والاختلافات .
    لذا علينا بترك الخطابات الكراهية والانحرافية التي تجريدنا من الحقيقة النزاع الحالي في البلاد، فعلية ان نضع الصراعات التقليدية جانبا ونخوض في القضايا الجوهرية وننادي بها حتي نصل لنقطة مشتركة أي نضع أسس متينة ومرتكزات المستدامة ووضع خارطة الطريق برغم التحديات و عبره نصل لحل شامل وإنزال نتائجه على أرض الواقع لكي تنعم به بلادنا.

*باحث في الدراسات السياسية والإستراتيجية

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x