مقالات الرأي

السلام: أساس بناء الدولة

بقلم: شريف عبد الله (شبلي سيرو)

لا نجد دولة من دول العالم قد وصلت إلى مرحلة النهضة وقمة في التقدم والإزدهار في مختلف المجالات والجوانب الثقافية ، التعليمية والتنموية ، إلا وقد سبق هذا كله عملية السلام، وهذا ما يؤكده لنا التاريخ.

السلام بمفهومه البسيط يعني وجود الأمن والإستقرار وغياب الحرب.
هذا التعريف الذي يعتبر تعريفاً كلاسيكياً لدى الباحثون في العلوم الإجتماعية،
إلا أنه قد يكون مدخلاً للسلام الإجتماعي بمفهومه الحديث ، الذي يقوم على الأمن ، الرخاء ، النماء والتسامح.

لم نجد أن السودان قد عاش فترة من الزمان في السلام سواء كان في فترات الديمقراطيات المزيفة أو الفترات الإنتقالية أو الديكتاتوريات العسكرية ، في كل هذه الفترات نجد أن مبدأ السلام غائب في تاريخ السودان الحديث تماماً، وأثر ذلك في بناء الدولة ونهضتها و تنميتها ، كيف لا وكل هذا مرتبط بالأمن والإستقرار.

لا يمكن أن نتحدث عن البناء و العمران في ظل وجود الحرب ولا عن الإستقرار التعليمي وليس هناك إستقرار سياسي …الخ.

عاش السودان حروبات طويلة جداً في كثير من المناطق وخاصة في مناطق الإنتاج و هذه المناطق تعتبر رأس الرمح في تنمية الدولة أو الداعم الرئيسي للإقتصاد السوداني.

بسبب الحروبات غاب دور تلك المناطق عن دعم إقتصاد الدولة ، و تبقى مناطق بسيطة تركز في إقتصادها وهذه المناطق لا تكفي بقدر مناسب كي توظف في بناء الدولة و نهضتها.

إن هذه الأسباب جعلت السودان يخرج من الفضاء التقدمي والتنموي.
لكي نتحدث عن التقدم والإزدهار والتنمية و النهضة يجب علينا أن نتطرق إلى السلام في السودان اولاً وهو الأساس لبناء الدولة و لا يمكن في السودان أن نتحدث عن التقدم الثقافي وهناك صراع ثقافي ، وعن التنمية الريفية مثلاً و هناك حروبات تدمر البنية التحتية و الهجرة من الريف إلى المدن.

عبر تاريخ السودان الحديث كانت هنالك عدداً من المحاولات لجلب السلام و لكنها كلها فشلت وذلك لأسباب عديدة و ما زال هنالك محاولات حتى الآن.

في السودان هناك تخلف إقتصادي وتأخر تنموي وصراع ثقافي وغياب الإبداع الثقافي، وغياب التقدم العمراني وغياب البنية التحتية الحديثة وكلها بسبب الحروبات ، وليس الحرب فقط غياب الأمن أيضاً.

الحلول:

التأسيس للسلام الشامل والدائم ، ويكون هذا السلام عبر حوار شفاف ومخاطبة أسباب الحرب عن طريق حوار سوداني سوداني، ومن ثمّ نأسس لبناء الدولة بعد تحقيق السلام.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x