مقالات الرأي

قضايا الحرب والسلام : دور الاعلام البديل في توجيه الرأي العام ..

بقلم : محمد بدوي

المتابع لوسائل التواصل الاجتماعي خلال الحرب التي بدأت منذ ١٥ أبريل ٢٠٢٣ في السودان يرصد عده اتجاهات

لكن قبل ذلك لابد من الإشارة إلي مسار الثورة السودانية منذ ديسمبر ٢٠١٨ عكس بشكل واسع نمط للاستخدام الايجابي الذي تركز في مساهمة وسائل التواصل الاجتماعي النجاح في عكس ما كان يدور في السودان من احتجاجات سلمية وممارسة الحق في التعبير والانتهاكات المقابلة من قبل القوات الحكومية، هذا قاد إلي بناء قاعدة بيانات غير مرتبة كسجل للانتهاكات، تلك الفعالية أجبرت القنوات الفضائية التي كانت في مرحلة تردد من عكس ما يجري إلي الانخراط المهني هذا دون اغفال التوجهات التي ترتبط بها .

بالعودة للتوجهات منذ ١٥ أبريل٢٠٢٣ فقد برز محتوي توظيف لفئة مقدرة من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي السودانيين إلي مع أو ضد في سياق المناصرة، مما قاد إلي تغييب الدور الرائد للإعلام البديل في توجيه الرأي العام، يمكن ملاحظة تركيز ممارسة قوام من المدنيين إلي أدوار أشبه بالإعلام الحربي، هذا دون الاغفال لأدوار مشاهير في التحليل للأوضاع لكنها بعضها لم ينفك من ملازمة الموضوعية فسقط الحال أيضا في محور السياق القتالي إلي المع أو الضد.

المع أو الضد في سياق حرية التعبير والنشر العام يرتبط بالموثوقية بما تفرض سياجا لا يمكن معه الترويج ثم التبرير للمعلومات ذات المصادر المجهولة أو المصطنعة تحت ذريعة الحرب خدعة، لأن ما قد ينتج منها عنها من آثار سالبة قد يصعب معالجتها لاحقا .

جانب آخر برز في توظيف التواصل الاجتماعي في تعزيز الدور الذي اتخذته بعض المجموعات بعد الانخراط في الحرب مثل حالة شرق دارفور التي بادرت بتعزيز السلم وحالت دون الطرفين من الانزلاق نحو الاشتباكات المسلحة.

هذا الواقع ظل يطرح سؤال الدور الايجابي للمشاهير في توجيه الرأي العام للمساهمة ولعب دور في حل الازمة سواء بإيقاف الحرب أو الحلول الاخري مثل فتح المسارات وحماية المؤسسات الصحية والمدنية والعامة؟ عطفا على أن شروط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في جوهرها تهدف إلي تعزيز التواصل السلمي والخوارات التي تكفل إحترام الأطراف والفضاء العام، لأنها في الأصل تشكل منافذ للتواصل المعرفة والكسب المشروع ورفاهية الانسان عبر توجيه خلاق وعكس مبدع وترويج باهر، فعلي مستويات متعددة استفادت عدة مجتمعات من توظيف إيجابي لبعض هذه الوسائل وللعمل عن بعد والترويح مثل الكلوبهاوس فقد شكل مساحة للرفاهية والنقاش الموضوعي وممارسة الفن خلال فترات الإغلاق التي فرضتها جائحة كورونا .

سيظل غياب الإعلام الرسمي للأطراف عن حقائق الواقع منفذا لاستمرار الحالة المرتبطة بالمناصرة المتقابلة التي تحجب واقع الحال بما يطيل من الازمة ذهنيا لدي الجمهور المتلقي ولدي الاطراف المتحاربة التي كانت قد تنحاز إلي وقف الحرب لو ساهم المشاهير ايجابيا وقريبا من الوطن والمصلحة العامة فكل من يقتل و يدمر وينسف خصما على ما يجدر توظيفه لمساندة قضايا ملحة وموضوعية محورها الإنسان والمصلحة العامة .

لا زال في الوقت متسع بأن يلعب الاعلام البديل دورا في تعزيز وتوجيه الراي العام بل قيادته بشكل إلي حل الازمة بالمحتوي الخلاق والموضوعي من خارج الصندوق بدلا من المحاذاة المتكررة، فحتما ستنتهي هذه الحرب يوما ما برغم كل ما ستخلفه من دمار، فالمساهمة في ذلك ما سيخلده التاريخ بدلا من إعادة شريط المناصرة السالبة في حال كان يستوجب تضميد الجراح والوقوف بصلابة لإيقاف البارود سواء كان من فوهة بندقية أو طائرة حربية.

أخيرا: مع كامل الاحترام لممارسة الحق في التعبير، لكن لعب الدور المنوط بالمشاهير ووسائل التواصل الاجتماعي في لحظات تاريخية حرجة تهدد بقاء الوطن هو محور الحالة، فحتما ستنتهي الحرب وينهض الوطن لكن حينها قد سنصحو على عسكرة لمحتوي ودور وسائل التواصل .

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x