إغلاق الجامعات السودانية وأثره علي الطلاب
بقلم: عمار إسماعيل (فلسفة)
يعاني الآف من طلاب الجامعات السودانية حالة من القلق والتوتر خلال السنوات الأخيرة، لجهة الإغلاق المتكرر للجامعات السودانية لظروف مختلفة، بدءًا بالثورة السودانية في عام 2019م ،مروراً بجائحة كورونا التي ضربت العالم، وصولاً إلى مطالب أساتذة الجامعات التي يدفعون بها من حين لآخر، دون أن تجد الأستجابة من الحكومة، مما يدفعهم للتهديد بالدخول في إضراب عن العمل ما لم تتحقق مطالبهم.
أصبحت الدراسة في الجامعات تواجه مصيراً مجهولاً في ظل الإغلاق المستمر لأكثر من ثلاثة سنوات، نتيجة للحراك الثوري في البلاد، الذي خلق أزمة سياسية عميقة بين المجلس العسكري الإنقلابي والقوي الثورية، وقد شارك طلاب الجامعات في تلك الثورة والاحتجاجات منذ بدايتها في ديسمبر 2018م ، ما أجبر نظام البشير إلى إصدار قرار بإغلاق الجامعات الحكومية والخاصة ، وبعد تسعة أشهر من ذلك التأريخ، سمحت وزارة التعليم العالي لبعض الجامعات الخاصة باستئناف الدراسة، وهذا ما رفضه الطلاب وقرروا الخروج إلى الشوارع لتحقيق مطالب الثورة بدلاً عن الجلوس في المقاعد الدراسية ، مما أدى إلى وقوع آلاف الضحايا من طلاب الجامعات السودانية ما بين شهيد وجريح ومعاق ومعتقل ومفقود.
دفعت هذه الأحداث السلطات إلى إصدارات قرارات جديدة بتعليق الجامعات مرة أخرى، لمواجهة ما يحدث من تطورات سياسية عقب القرارات القائد العام للجيش الفريق (عبدالفتاح البرهان) التي أعلن فيها انقلاباً عسكرياً في 25 إكتوبر من العام الماضي، وما تلي ذلك من احتجاجات شعبية مرة أخرى رفضاً لهذه القرارات، وضعف رواتب أساتذة الجامعات مما أجبرهم على الأضراب ووقف التدريس حتي يتم زيادة رواتبهم، حيث لم يتم النظر في مطالبهم التي حوتها مذكرتهم لرئيس الوزراء (د. عبد الله حمدوك) في أوائل إكتوبر الماضي، وقد وعدت وزارة المالية بالالتزام بتعديل الهيكل الوظيفي خلال العام الجديد، ولكن لم تتضح الرؤية حول هذا الأمر منذ إنقلاب البرهان.
إن الأغلاق المتكرر للجامعات قد أدي إلى حالة من اليائس والإحباط في نفوس الطلاب، خاصة الذين كادوا أن ينهوا سنواتهم الدراسية، ويواجهون مستقبلاً ومصيراً مجهولاً.
ويبقي السؤال؛ إلى متى يظل إغلاق الجامعات السودانية مستمراً؟
وهل وزارة المالية سوف تنظر مجدداً في مطالب أساتذة الجامعات؟
أم سيظل الأمر عالقاً، ويصبح التعليم العالي مبني علي المجهول؟!
12 مارس 2022م