مقالات الرأي

هل يمهد الاتفاق الإطاري الطريق لتشكيل حكومة مدنية في السودان؟

آدم موسي obama

انقلاب ٢٥اكتوبر ٢٠٢١م بقيادة البرهان وحميدتي وقوي سلام جوبا الذي اقامت اعتصامى أمام القصر الجمهوري، والذي عرفه الشعب السوداني بأعتصام الموز،الذي اطاح بحكومة رئيس مجلس الوزراء السابق د،. عبدالله حمدوك، اي حكومة ثورة ديسمبر المجيدة ٢٠١٨م إلى ٢٠١٩م،ظن قادة الانقلاب وتوابعهم بأن الشعب السوداني لن يستمر في المقاومة،لكن قبل اعلان قادة الانقلاب البرهان حل مجلسي الوزراءو السيادة القطاع المدني، الذي يمثل روح الثورة ، خرج كل الشعب السوداني بمختلف اقاليمه ومدنه في الشارع في مظاهرات سلمية تطالب بإسقاط الانقلاب ،مما أضطر قادة الانقلاب إلى إطلاق سراح السيد رئيس مجلس الوزراء د. جعبدالله حمدوك الوزراء الذي اعتقل عقب الانقلاب ،وتم توقيع اعلان سياسي. معه في ٢١ نوفمبر ٢٠٢٢م،بموجب عاد حمدوك رئيس للوزراء لكن بدون أي صلاحيات ،فشل الإعلان السياسي في تشكيل حكومة مدنية تتولى قيادة المرحلة الإنتقالية حتى الوصول إلى انتخابات بنهاية الفترة الإنتقالية.
بعدها استقال رئيس الوزراء د عبدالله حمدوك ٣ يناير ٢٠٢٢م ،وبذلك استمر قادة الانقلاب في فصل الشرفاء والكفاءات من مؤسسات الدولة المختلفه ،وفتحوا المؤسسات في عودة فلول النظام البائد وواجهاته التي أصبحت تسيطر على كل مفاصل الدولة.
لعبت لجان المقاومة وقدمت عشرات الشهداء والجرحي والقوى المدنية وقوي الحرية والتغيير المجلس المركزي دورا كبيرا في مناهضة انقلاب ٢٥اكتوبر ٢٠٢١م بقيادة البرهان وحميدتي.
المجتمع الدولي بقيادة السيد فلوكر لعب دورا كبيرا في الضغط على قادة الانقلاب ،مما اضطرهم للرجوع للحوار السياسي لانهاء الانقلاب ،الا ان قادة الانقلاب غير صادقين لأنهم اغرقوا الحوار السياسي بواجهات من النظام البائد مثل نداء اهل السودان الذي يمثل النظام البائد بمسمى جديد.
تم التوقيع علي الاتفاق الاطاري في الخامس من كانون الأول ديسمبر ٢٠٢٢م بين الحرية والتغيير والمجلس المركزي وقادة الانقلاب البرهان ونائبه حميدتي إلا أن هذا الاتفاق غابت عنه قوى سياسية مؤثرة مثل حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل بقيادة الأستاذ الريح السنهوري والحزب الشيوعي السوداني بقيادة استاذ مختار الخطيب ،ولجان المقاومة وعدد كبير من منظمات المجتمع المدني.
اهم بنود الاتفاق الاطاري هي.
*المبادئ العامة ان السودان وسياسة أراضيه.
*السودان دولة متعددة الثقافات والديانات.
*السودان دولة ديمقراطية مدنية فدرالية.
*تشكيل حكومة مدنية يرأسها رئيس وزراء بصلاحيات مدنية،كذلك تشكيل مجلس سيادة برئاسة مدنية.
يتولي الفريق البرهان منصب قيادة الجيش والفريق حميدتي قيادة الدعم السريع.
تشكيل مجلس تشريعي من الأحزاب السياسية ولجان المقاومة منح المرأة نسبة ٤٠% من نسبة مقاعد البرلمان.
تشكيل مجلس للأمن والدفاع برئاسة رئيس الوزراء وعضوية عدد من الوزراء الخارجية والدفاع والمالية.
ان تكون الفترة الإنتقالية عامين من تاريخ تعيين رئيس الوزراء.

هذه بعض نقاط الاتفاق الاطاري،إلا أن هناك قضايا مؤجلة ،انطلق يوم أمس الثامن من يناير ٢٠٢٣م في قاعة الصداقة بالخرطوم افتتاح النسخة الثانية من الاتفاق الاطاري بقيادة الآلية الثلاثية لمناقشة القضايا العالقة وهي.
*العدالة والعدالة الإنتقالية كذلك إصلاح المنظومة الأمنية والعسكرية بغرض الوصول إلى بناء جيش وطني واحد.
*تفكيك نظام ٣٠ يونيو ١٩٨٩م وإيقاف التدهور الاقتصادي .
*إصلاح الخدمة المدنية وإطلاق عملية شاملة لصناعة الدستور.
هذه النقاط التي كانت محل خلاف بين المجلس المركزي للحرية والتغيير وقادة الانقلاب البرهان ونائبه حميدتي ،سنرى في الأيام القادمة هل يلتزم قادة الانقلاب بتشكيل حكومة مدنية تتولي السيطرة على مؤسسات الدولة .
هناك قوى أخرى لم توقع علي الاتفاق الاطاري مثل الكتلة الديمقراطية بقيادة جبريل ومناوي، لعب البرهان دور الوساطة بين المجلس المركزي والكتلة الديمقراطية لتقريب وجهات النظر إلا أن فشلت ،وانطلقت فعاليات النسخة الثانية من الحوار بحضور دولي بقيادة السيد فلوكر بيرتس والسفير الأمريكي والمملكة العربية السعودية والإمارات لتكملة الوصول إلى حل للقضايا العالقة .
رحبت جمهورية مصر العربية بالاتفاق الاطاري الذي وقع في ديسمبر من العام الماضي،لمصر تحفظات علي بعض نقاط الاتفاق ارسلت مدير المخابرات المصرية السيد اللواء عباس كامل إلى السودان والتقي بالبرهان وكذلك القوى السياسية وحاول لعب دور وسيط بين المجلس المركزي والكتلة الديمقراطية وذلك بحكم علاقته بجعفر ميرغني الذي أصبح يرأس الكتلة الديمقراطية.
كذلك هناك قوى رئيسة خارج الاتفاق الاطاري هما الحركة الشعبية قيادة الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة السيد عبدالواحدنور .
في تقديري العسكر لن يلتزموا ما وقعوا عليه وخير دليل علي ذلك منذ استقلال السودان والى اليوم هناك اكثر من ٤٦ إتفاقية انتهت بنقض العهود المواثيق.
الوضع الاقتصادي الأمني والاجتماعي الذي يمر به السودان مؤشر خطير يحتاج إلى مخرج .
العسكر يريدون تشكل حكومة مدنية من دون أي صلاحيات البرهان يريد الذهاب إلى القيادة العامة لكن بصلاحيات الرئيس الفعلي للسودان.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x