العوامل التي ساعدت على بقاء النظام البائد في السلطة

بقلم:عبد العزيز بشار (أبطاقية)

قبل التطرق للإجَابَة على هذا السؤال بادر في ذهني سؤالا مهماً ولا بد من طرحها وأجيبها قبل كل شي وهي:هل سقط نظام المؤتمر الوطني بخروج البشير من القصر إلى الفندق، ثم حدث الإنقلاب بقيادة برهان على حكومة الثورة؟ للإجَابَة على هذا السؤال وحسب ما نراه في ذهني ان النظام أساساً لم تسقط بل سقط البشير بخروجه من القصر وذهابه للفندق الجديد بعد الدعاية الإعلامية الكبيرة على نقل البشير الي سجن كوبر ولاكن نظامه ما ذال قائماً يمارس عمله بفعالية ويقتل أبناء الشعب في الشوارع بكل ثقة دون الخوف من المساءلات القضائية القادمة بإعتبارهم لا ينظرون من يحاسبهم في نظرتهم، أما ماحدث في ٢٥ اكتوبر والتي سميت بالإنقلاب هو ليس كذلك وإنما مجرد إعادة بناء وترتيب منظم لعناصر منظومتهم القائمة “المؤتمر الوطني” لتبقى أقوى وارسخ من الوضع الأول الذي قد يتسبب بإنهيارها جملة، وهذا يأكدها نشاطهم أثناء وجود رئيس الوزراء السابق “حمدوك” ومحافظتهم على المواقع الحساسة في الدولة وكانوا يتمتعون بنفوذ مالي واعلامي وعلاقات محلية ودولية بشكل سري لعمل عرقلة وإحتجاب الحقائق وتغيير مسار الثورة السياسي وتحويل إنتباه الرأي العام بعيداً عن المشاكل السياسية، والإجتماعية الحقيقة وإلهاء الشعب بمشاكل تافهة لا أهمية لها ليكونو مشغولين دون أن يكون لديهم اي وقت للتفكير، فقط عليهم العودة الي ممارسة حياتهم اليومية الطبيعية، فوجود برهان مثله مثل عمر البشير لا يقصر من سياساتهم الحزبية مع بقية كوادرهم الإستراتيجيين، فهم دائما يحاولون خلق الأزمات لإعطاء الأخرين وجه غير مرغوب ثم يقوموا ذاتهم بالحل لتثبيت فعاليتهم وفشل الآخرين حتى لا يكونوا جزءا من السلطة مرة أخرى، اما بقية القوى السياسية لديهم ضبابية في المواقف والبرامج الذي يمكن ان يقومو بها، وهذا يعني انهم ايضا جزء من الازمة، بإعتبارهم يقفون مع من يجدو وراءه المصلحة دون النظر على النتائج الترتبة على ذلك، لذالك يتطلب من الشعب السوداني وكل المكونات السياسية المختلفة، ترتيب صفوفها من جديد والصمود في طريق الثورة حتى ينجلي الأمر، فحتما سيأتي النصر طالما هناك أمل وإصرار لإنجاح القضية الوطنية بعد إزالة كل جزور النظام البائد وواجهاتها.