الحرب وأثرها على المجتمع
بقلم: محمد سليمان حامد (كانوتي)
الآثار الإقتصادية للصراع
يواجه الاقتصاد السوداني كثير من الأزمات منذ عام ١٩٥٦ ولقد ساعد الصراع الدائري في السودان منذ منتصف أبريل ٢٠٢٣ في تفاقم حدة الأزمات سالفة الذكر فضلا عما لحق بالبنية التحتية من خسائر نتيجة المواجهات العسكريه التي انطلقت في العاصمة السودانية و انتشرت فيها بعد الي خارج العاصمة ٠
و من أهم أثار الاقتصادية هي
_ ارتفاع أسعار الغذائية و ترحع قيمة العملة الوطنية :_
لقد شهد اسابيع الاول من الصراع ارتفاعا ملحوظا في أسعار الغذاء و السلع الأساسية فضلا عن نقص المعروض منها نتيجة إغلاق العديد من المحال التجارية و منافذ البيع السلع الأساسية مع الاحتدام القتال و لقد سجلت أسعار السلع الغذائية ارتفاعا قدر بنسبة متفاوته جدا على سبيل مثال ارتفعت أسعار اللحوم و الذرة والبصل وغيرها من محاصيل أساسية على مواطن السودان و تواصل ارتفاعها خلال الربع الأولى من عام ٢٠٢٤ و ذلك بسبب الارتفاع الكبير في أسعار السلع و الخدمات ٠
_ تدهر البنية التحتية :_
أدى الاستخدام المكثف للاسلحة الثقيلة من قبل كل من القوات المسلحه السودانية و قوات الدعم السريع في شمال كردفان الي الحاق أضرار بالغة بالبنية التحتية المدينة كما أدت الاشتباكات الي إغلاق طرق حيوية مثل طريق ام درمان وبارا و ابيض و كوستي و زالنجي نيالا و نيالا فاشر و وتدمير عدد من المرافق و المنشأت الصحية حيث اصاب القصف الجوي مستشفى في شمال كردفان مما أدى إلى تقييد تقدم الخدمات في كل ربع البلاد ٠
_ تعليق المساعدات الدولية و انعدام الأمن الغذائ:_
لقد أدت الصراع السوداني عن توقف برنامج الغذاء العالمي و ذلك على خلفيه الاضطرابات و سوء الأوضاع الأمنية التي شهدها البلاد و كان يستهدف توفير الغذاء كما يقارب اكثر من كذا مليون مواطن يواجهون أزمة حقيقية في توفير الأمن الغذائي في كافئ ولايات السودان ٠
_ انتشار عمليات نهب و تدمير الممتلكات و المنشأت الاقتصادية :_
منذ بداية الحرب انتشرت عمليات النهب على نطاق واسع و بشكل غير مسبوق في كل ولايات السودان حيث نهب المقاتلون الأشياء الثمينة بما في ذلك النقود و الذهب و السيارات بالاضافه إلى محتويات المنازل و المكاتب و المتاحف و الجامعات و المكتبات و المخازن و المباني الحكومية ٠
أثار الحرب على جانب المجتمع :_
أكدت الاحصائيات الصادرة عن الأمم المتحدة على رصد كثير من الانتهاكات الحقوق الانسان منذ تفجر الحرب في السودان في منتصف أبريل الماضي حيث يواجه طرفا الحرب سوء قوات المسلحه السودانية واو قوات الدعم السريع اتهامات ارتكاب انتهاكات واسعه لحقوق الانسان ضد المدنيين خلال الصراع المحتدم بينهما ٠وف هذا الإطار تم اعتقال عدد غير مسبوق من مدنيين بشكل تعسفي سواء من قبل قوات الدعم السريع او المخابرات العسكريه التابعة للقوات المسلحه السودانية
وزاد الأمور صعوبة استخدام كلا الطرفين لمراكز احتجاز سريه غير معترف بها؛ وهناك أدلة على استخدام التعذيب على نطاق واسع من قبل كلا القوتين ضد المحتجزين لديهما و ذلك اما لتخويفهم و انتزاع المعلومات او لمعاقبتهم على افتراض كونهم يدعمون الجانب الاخر ٠
أثار الحرب على النساء و الاطفال :_
لقد كان العنف الجنسي سمة ثابته منذ بداية الحرب فخلال الأسبوعين الأولين من تفجر الصراع أبلغت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة في السودان عن وجود ما لا يقل عن الاف حالات عنف جنسي في كل انهاء البلاك و يبدو أن معظمها ارتكبها ضباط يرتدون ذي قوات الدعم السريع و في يونيو ٢٠٢٣ تلق مكتب المفوضية السامية لحقوق الانسان تقارير موثوق عن وقوع عنف الجنسي ضد ما لا يقل عن مئات النساء و فتيات خلال الصراع في السودان؛ و حتى اواخر يوليو وثقت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة ١٠٨ حال اغتصاب وعنف جنسي و البحث عن جرائم محتملة ارتكبت ضد النساء و اللاجئين و الاطفال و صوتت ١٩ دولة بالموافقة على القرار بينها رفضته ١٦ دولة و امنتعت ١٢ دول عن التصويت و مشروع القرار المساواته بين القوات المسلحه و الدعم السريع متهمة الاخير ارتكاب فظائع ضد المدنيين من تطهير عرقي و مجازر جماعية في دارفور وغير ذلك من جرائم القتل و الاغتصاب و التعذيب و الشريد الالاف المدنيين ٠
وقع النزاعات على التعليم و فرص العمل :_
للخسائر في التعليم وقع دائم على التنمية يمكن أن يؤدي إلى خسائر لا تعوض في الرفاه عبر الاجيال التالية يكون للخسائر في التعليم بسبب النزاع وقع مزدوج الأول انها تخفض الإنتاجية بين أفراد الجيل المتكبت هذه الخساره و هو ما يحد من الفرص الاقتصادية بين أبناء الأجيال القادمة؛ الثاني انها تكثف البلاد على نحو غير مباشر امام خطر اكبر لنزاع متواصل من خلال هذه الخسائر الاقتصادية و خاصة في حال حرب أهلية فخطر فخ عنف ناجم عن نظام تعليمي متضرر ذو تأثير اكثر مباشره في القيمة الاجتماعية الثقافية و السياسية لنظام تعليمي تصالحي يهدف إلى بناء السلام و الثقه و هي قيمة فقدت مع الاضطرابات في التعليم التي قد يتسبب بها العنف على العكسي من ذلك يمكن التعليم في الأزمات ان يقوم بوظيفة تنموية؛ إنسانية مزدوجة حيث لا تلبي احتياجات التعليم الأساسية فحسب لكن يمكنها ايضا العمل كوسيلة للانتقال من الأزمات الي استرداد الماضية ٠