الحس المشترك هو الذي يوحدنا (2)

بقلم: الطيب آدم موسى (بارشال)
رغم غياب الوعي والإدراك للشعب السوداني بالكثير مما يفعله الساسة منذ منتصف القرن العشرين ، إلّا أن الواقع المعاش أثبتت الكثير للذين هم في نوم عميق وأنّ المعاناة دخلت في كل بيت سوداني أسفا وعوضآ عن الذين راحو فينا ضحايا الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في بعض مناطق السودان الجنوبي والغربي والشرقي ، فالكرامة الإنسانية لاتتجزاء وأن الحرب لايرحم أحد في بلد تتكرر فيه مسرحيات الحرب بطرق مختلفة وليس فيه أبسط قيمة للإنسان .
تعالت اصوات الكرامة في بعض المناطق اخيرآ ،إلا أن الإنسانية لاتتجزاء ابدآ في كل ولايات السودان الأخرى حتي التي لم تصلها الحرب ،
وان توحيد الحس المشترك هو الذي يقودنا للتغيير الجزري والحلول الشامل ، والتي نبدأ بالاعتذار روحيآ ونفسيا لبعضنا في كل المناطق والأقاليم التي عاشت الحروب ولم نعيشها معا في دواخلنا والذين دفعو أضعاف ما دفعناه ، فنعلم جيدآ أن الحرب لايرحم احد وان الخاسر هو المواطن والوطن ،وهذا بالادراك المطلق بأن الحرب الدائر الان عبثي وان طرفي الصراع هم أزمة الوطن (واحد من رحم الاخر ، ولافرق بينهما)
وهذا ما نجده في تاريخ فترات الحكومات المتعاقبة علي السلطة في السودان لاتنفصل عمل المليشيا وصانعه ، وبغياب ماهي طبيعة العمل السياسي والمخططات من قبل الصفوة ،ظل الكثير الان لايعرفون طبيعة هذا الحرب لذلك نجد بعض الناس تدعم اطراف الصراع (الحرب )مابين حرب الكرامة وجلب الديمقراطية وهنا يؤكد نقطتين رئيستين أولهما غياب الحس المشترك الوجداني الانساني بين مكونات الشعب السوداني في طيلة حروبهم الممنهجة والمخططة من قبل الصفوة عبر المليشيا وصانعه التي أُسست لحروبات في بعض مناطق السودان الجنوبي والغربي واجزاء اخرى من السودان في السنوات المضت ، وهذا يؤكد عدم إدراك الازمة منذ الأزل ،ثانيا ذات تابع مصلحي صفوي تشبع بأفكار ونهج الصفوة ويعمل لتحقيق اهداف احد أطراف الصراع بالوكالة ضد المصلحة الوطنية ويدَّعون انهم أحق بمصلحة البلاد .
وعليه فإن تجليات الأزمة الحالية يعد جزء من مخططات الكيزان والتي تقود الي نتائج كارثية على حساب الشعب السوداني .
ما نحتاجه الان ضرورة كل ما يتطلبه الواقع والمصير الوطنى لخلق حس وذاكرة .
بالحس نتعلم أن الوحدة قوة والشتات ضعف ، وبالذاكرة نعمل لإزالة الفوارق الديكورية السطحية بمنظور ان الحس المشترك لا يعطي بالقوة بل طوعآ بما تحسه انت يجب أن تحسه في الاَخر من أجل الانتماء للوطن ، لنؤسس مخارج لتجاوز الازمات التاريخية ونؤرشفة في الذاكرة تفاديآ من تكراره ، ووضع برنامج وطني واضح بحس وجداني عميق يتبلور في خلق وتين متين وتأسيس مستقبل مجيد وواعد .
-الي متى نظل في هذا الشتات العارم؟!
-الي متى ندرك بأن الحرب لا تجلب لنا سوا الدمار والهلاك لشعبنا؟
-كيف نجعل هذا الانفصال الوجداني بين الشعب متصلاَ والحرب مازال دائر؟
-من وما الذي يجعلنا الاّ نتوحد لننشل الوطن من الوحل ؟
حان الوقت ان نتسامح ونقبل أنفسنا ونطوى ملفات الجهل والتخلف بدلاً من الإصطفاف وراء السراب الذي لاينتهي ، وان
الرغبة الاكيدة والارادة الفعلية هما يؤكدان نجاح اي فعل والاّ سوف تعيش شعبنا الهلاك والإستهداف الممنهج.
6-يناير -2025