مقالات الرأي

الحوار السوداني السوداني.. كيف يتحقق وآلياته؟


بقلم: الصادق علي حسن

تلقيت العديد من التعليقات والاستفسارات عن الحوار السوداني السوداني الذي دعا له رئيس حركة جيش تحرير السودان الأستاذ عبد الواحد محمد النور وكيف يتحقق وماهية آلياته، ردي لهذه الاستفسارات والتعليقات بأن الأستاذ عبد الواحد النور رئيس حركة تحرير السودان أطلق دعوة لكل السودانيين للحوار ولم يقل أنه يريد أن يصبح مركزا لهذا الحوار المقترح حتى يتم الرجوع إليه واستفساره عن الحوار وكيفيته، وكيف يمكن ابتداره، دعوة مفتوحة للجميع، ويتحقق الحوار بكل الطرق والوسائل وليس بوسيلة وأحدة ، والهدف الرئيس وقف الحرب والدمار وانتشال البلاد من الفوضى واستعادتها والتأسيس لكيفية إدارتها بصورة ديمقراطية ، ليست هنالك أنماطا محددة للحوار فالوسائل ليست هي الغاية، الغاية في الوصول إلى الهدف وهو الحوار نفسه ومن خلال الحوار إنتاج الحلول للقضايا وأزمات البلاد ، الحوار السوداني السوداني يمكن أن يبدأ بعدة طرق ليتناسب مع كل مجتمع أو فئة أو جماعات أو تنظيمات مدنية أوسياسية سودانية ليتبلور الحوار في قواسم مشتركة تجمع بين السودانيين وتعبر عنهم وتتأطر في برامج وأهداف ، لم يطلب عبد الواحد إنتظاره ليحدد ما هو الحوار وكيفيته ولكنه دعا إلى الحوار ولم يخص به تنظيم أو فئة أو جماعة أو أفراد .
رجال الدين الذين يقومون بمباشرة الدعوة للقيم الدينية الصحيحة ولا يتخذون من الدين وسيلة لتحقيق غايات مغايرة لأهداف وقيم الدين السمحاء مثل الشيخ الياقوت والشيخ محمد حاج حمد الشيخ الجعلي بكدباس وغيرهم من شيوخ الدين الملتزمين بقواعد الدين المرعية يمكنهم ابتدار النقاش، القيادات المحلية الموثوقة فيها يمكنها إبتدار النقاش في نطاق مجتمعاتها المحلية ، أساتذة الجامعات السودانية الذين لم يدخلوها عبر البوابات الحزبية يمكنهم ابتدار النقاش، القيادات المهنية والنقابية يمكنها ابتدار النقاش، شخصيات مستقلة سجلها يؤهلها بما قامت بها من أعمال جليلة في العمل العام وظلت حريصة على مستقبل الأجيال القادمة من أمثال البروفيسور مهدي أمين التوم والسفير إبراهيم السوري يمكنها ابتدار الحوار، شباب وقيادات الطوارئ التي ظلت تعمل أثناء الحرب والمخاطر من أجل تقديم العون الاسعافي لضحايا الحرب من أمثال أحد رموز ثورة ديسمبر المجيدة د مصطفى أبوبكر والشاب النبيل مؤمن ود زينب هؤلاء مؤهلون لابتدار الحوار، فالحوار لا يحتاج إلى تعقيدات أو فنادق فاخرة وصالات مكيفة ولا يحتاج إلى سفر وأموال ونثريات ونفقات باهظة ، كما وأن أفضل من يبتدر الحوار أن يكون من السودانيين الذين يتواجدون في داخل البلاد في، ظل الحرب الدائرة ، إن بالإمكان إطلاق الحوار من داخل مدينة الفاشر بواسطة مجلس حكماء المدينة، كما ويمكن أن يبتدر الحوار القيادي بالشرق شيبة ضرار وبدلا من امتشاقه السلاح يقدم تصوره حول كيفية الخروج من أزمات الدولة وإدارتها بصورة صحيحة وكفالة الحقوق لإنسان الشرق ، إن المفقود الآن الحوار، الكل يتمسك برأيه ويدافع عنه بكل وسائله ولكن أين هو احترام الرأي والرأي الأخر ، بالحوار وسماع الرأي الأخر وحده يمكن انتشال البلاد من دائرة الفوضى والتأسيس السليم لوقف الحرب واستعادة الدولة وتحقيق العدالة والمساواة .

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x