السودان إلى أين؟
بقلم: سلمى إبراهيم (روزالين)
بلادنا اليوم امام مرحلة جديدة تحتاج منا جميعا الي وفقة مع الذات ونقدها ،والتعامل مع القضايا بعقول مرنة ومفتوحة ،فالسياسة في الدول العالم الثالث والسودان واحدمنها تدار باساليب ليس للعقل الراشد دور فيها.وهي بعيدة عن وصفة عالم السياسية في تعريفاتها هي العلم المعماري الذي يعد الاساس لكل العلوم الاخرى ،لذا عن طريق السياسية تحدد المجتمات مايمكن عمله وما يجري عمله والسياسة تعني الاهتمام بقضايا الشعب الحياتية بامنهم واستقرارهم.
لقد ثابرنا منذ استقلال الي لحظة كتابة هذه الاحرف فكان الأمل عن نجد وطنا القانون يحكم وللشعب القرار ولكن الفجر امال لم يدوم طويلة فنفجر تراكمات البنية الهيكلية الخاطئة لتاسيس دولة بعد ذهاب ثورتنا المجيدة هباءا منثورة،لقد القى الشعب السوداني شعارات يخاطب قضايا المواطن البيسط واسترايجية شاملة للبناء دولة وبحثا عن برنامج مستقبلية للأجيال القادم فالدولة تبقي على قيد الحياة بفضل حقيقة انها تمتلك برنامجا للمستقبل ولكن تخلف الحركة السياسية وضعف المجتمع المدني وفتح الأبواب أمام الانقلابات العسكرية أدى الي تردي الأوضاع في السودان والمحاولات المستمرة من الانظمة الشمولية للهيمنة على المجتمع باكثر من وسيلة منها هدم البنى البنية التحتية بحل الاحزاب والتنظيمات ذات برنامج وطني ومطاردة قياداتها والعمل على أضعاف منظمات المجتمع المدني كي يتم التعامل فقط مع الافراد والفرد في ظل غياب قنوات التعبير الحرة والمساندة والحماية لايستطيع الوقوف بمفرده أمام السلطة وجبروتها ،فبعد الثورة ديسمبر المجيدة كانت للحكومة الثورة اهداف جوهرية رغم القراءت المسبقة لفشل هذه الحكومة إلا إذا سلطنا الضوء على الافراد في التشكيل الحكومي كانت لهم وزنا سياسيا وطنيا لكن كما ذكرت سلفا في الاجواء المعتمة لامجال للتشخيص الاشكاليات والازمات اصبح الشعب بين الباحث عن لقمة عيش وبين باحث عن أمان يحميه من صوت رصا
ص والثائر في الشوراع فباشرة الانقلاب المشوؤم ويسانده حرب عبثيه لليومنا هذا.فواجبنا اليوم الاعتراف بالازمة وخطورتها ،صحيح أن الهكيل الدولة وسياساتها خاطئ فماالامل ؟ التكيتك السياسي والاعلامي المصاحب المجريات الاحزاب السياسية اليوم لوثيقة ايقاف الحرب وحلول للحل الاشكاليات وفقا لاسس مدورسة ومخطط لها احدث درجة عالية من التفكيك والاتهامات المتبادلة ،فالحريةو التعبير بشقيها وحال التنظيمات السياسية المحايدة في نظرتها لايقاف الحرب وتفاوضات جدة وحقيقة الأسباب اشعال الحرب في السودان كلها يدل على غياب الديمقراطية كسلوك ممارس ليظهر الطبيعية التركيبية للعقول الاحزاب والتنظميات السياسية.
تمكن الأمل في تتبلور عند الجميع قناعة بان ما نعانيه هي الازمات في غاية الخطورة والتعقيد يمكن ايجاد الحلول بالحوار الجاد والمثمر وليس بقطع العقدة بحد السيف ! والاعتماد الواقعية السياسية في تحديد الاهداف المرحلة وبرامجها ،لقدتضررت البلاد كثيرا من التطرف والعنف والتعبئة الايديولوجية التي عجزت عن إقناع الشعب بتاجيل مطالبهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
الواقعية لاتعني الاستسلام والخضوع لطرف الآخر ،الواقعية تعني ادراك خطورة المرحلة ويسعي لايجاد الحلول بمخاطبة جذور الازمة وتقعيداتها والواقعية تعني ايضا دعوة لنقد الذات والتصالح معها والاعتراف بمواجهة الازمة فرض عين على كل الاطراف بما فيها الاحزاب والتنظيمات وحركات المسلحة والشعب السوداني