العنصرية في السودان: ما حدث للقمان أحمد نموذجاً
بقلم: الرشيد عبد الله حران(تورو)
إن ما حصل بالأمس القريب ضد الأستاذ لقمان أحمد مدير التلفزيون السابق حيث وُصف ب(العب أبنخرين) هي اعدم وجود مشروع قومي منذ ١٩٥٦م.
أزمة الإسلام السياسي:
يهمين عليه التيار السائد “الإسلاموعروبي” ووسط هذه الإختزالات ينشأ الإلتباس ويحدث التشويش الذي يقف حجر عثرة امام مشاريع الإصلاح والتنوير، وما تقوم به بقايا نظام الجبهة الإسلامية في السودان هو أمر مؤسف للغاية، حيث ظل التيار الإسلاموعروبي عبر التحالف مع الجماعات الإرهابية المتشددة و المنتفعة من إمتيازات الدولة الدينية التي تقودها الأحزاب الكرتونية، وهي إمتداد لحلقات مستمدة من محاولات إقتحام الدين في الساحة السياسية لتحقيق مصالحه الكيانات الإجتماعية المسيطرة تاريخياً ، فعلي مر التاريخ واجه السودانيون مشكلة الإستغلال السياسي للدين الإسلامي في الدولة، عبر مشاريع آيدولوجية (الصحوة الإسلامية) والمشروع الحضاري)، برز الصراع السياسي باسم الدين في السودان عندما بدأ الإعداد لوضع دستور دائم للبلاد، إذ ظهرت الدعوة للدستور الإسلامي والجمهورية الرئاسية وهما يشكلان وجهين للدولة الدينية المتسلطة، وكانت الدعوة للدستور الإسلامي قد انهزمت في عام ١٩٥٧، فجاءت مسودة الدستور التي وقعت في ذلك العام على العلمانية ولكن انقلاب عبود في ١٧ نوفمر ١٩٥٨ عطل المعنى فيها، لأن الإنقلاب نفسه كان عبارة عن تسليم السلطة للجيش من قبل عبدالله خليل وبإيعاز من الأحزاب السياسية التقليدية و الكيانات الاسلاموعروبية لتنفيذ أجندتهم، ولذلك رأينا كيف دافع (الترابي) فيما بعد عن مدبري الإنقلاب ووقف ضد محاكمتهم بحجة أن الإسلام دين الدولة الرسمي واللغة العربية لغتها الرسمية وأن السودان جزء من الكيان العربي الإسلامي منذ ميلاد الدولة السودانية. يسعي الاسلاميون جاهدين لبث الوعي الديني بين المواطنين و يعملون على تطهير المجتمع من الإلحاد ومن صور الفساد كافة والإنحلال الخلقي كما يزعمون، واستمرت المناورات و محاولات فرض الدستور الإسلامي إلى أن قام الرئيس الأسبق جعفر نميري بإيعاز ودعم الإسلاميين بفرض قوانين الشريعة الإسلامية أو ما عُرف بقوانين سبتمبر في العام ١٩٨٣ ، وعند صعود الإسلاميين إلى السلطة في إنقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٩ أتيحت لهم كامل الفرصة لتطبيق ما كان يراودهم لفترات طويلة وما سعوا إليه بكافة الطرق حتي لو كان عبر إنقلاب عسكري.
13 أبريل 2022م
اقلام الرفقة لم تجف