مقالات الرأي

مجزرة كرينك 23 رمضان جريمة لن تُغفر

بقلم: عمار إسماعيل (فلسفة)

كرينك” تلك المحلية الواقعة بغرب دارفور “الجنينة “في ضيافة الجحيم في أعظم الأشهر ، أنها 23 رمضان،
ظَلامٌ وسَط النهارِ مُخيف أشعلت النيران من كل حدب وصوب تتصاعد ألسنتها،
تلتهم بلا هوادة الأنفس والثمرات،
لتقضي في سويعات على الأخضر واليابس.
الأرض تحترق…!
وقوافل الأرواح تصعد إلى بارئها، التي أختلطت ملامحها بدماء!!!،
أرضٌ بائِسة أمتلّئت بالدِماء ؛ أنطَوت….
ليلة مليئة بأصوات المدافع ،أصوات البنادق المُحملة برائحة البارود.
سماءٌ أضاعت زُرقيتها بِفعل ما خلفتُه المدافع من أدِخنة سَوداء ،
ظَلامٌ وسَط النهارِ مُخيف ،
لِتأبى الشَمس أن تزيل تِلك الأدخنة بضوئها الساطع ؛
إثنتان وسبعون ساعة من الجنون المطلق قضاها أهلها جحيماً لن يُنسي،صراخ تلو صراخ….
ومشهد شبيه برحلة إلى الموت
موت يعانق الموت…
وهناك من يفترشون الأرض
ويلتحفون السماء فى عز هجير الصيف وهنالك أناس بلا مأوى…
ولا مأكل ولا مشرب…
ولا تتوفر لهم أدنى مقومات الحياة ،
والعيش الكريم ،بعد أن كانوا أمنين مطمئنين ،وجدوا أنفسهم هكذا.
نساء أرامل،
أمهات ثكالى،
أطفال يتامى ،
كل أنواع البؤس تمثلت في هذه البقعة من الأرض كرينك…!
بأيادي مليشيات ملطخة بدماء الأبرياء
قتلوا،أستاذ إسحق، والجد بركة، وأستاذ أبوبكر نوح،
قتلوا، الزاكي، ومريم، وكلتومة، ومريومة،ومحمد، ووووإلخ،
لا ليس هم فقط، بل مئات من القتلي…!
الأرض تلوثتبالدماء،
حتي القبور لم تعد تكفيهم
إنها يوم مقبرة الأرواح،
تحت الأرض ملايين الجثث.
عندما ترى ألم الأمهات؟؟
يجعلك تبكي نفسك، قبل أن تبكيه؛والسلطان ولي الدم المراق يعجز أصبعه
عن إشارة تميط اللثام عن سفاحي المجزرة!!
ليتكيء مثله مثل سواه على طرف ثالث..
طرف ثالث هو لغز ظل يقتل بدم بارد
على مئات من العزل والأبرياء……..،
طرف ثالث هو الشيطان بعينه؟؟!
الذي يقشعر ويرتعد…!
كرينك شنته مخالب الجنجويد..
كرينك رأت جميع أنواع الألم ،
كرينك جسدها مشلول من الألم،
ألم من أحقر أنواع البشر.
إين الجيش؟
إين الشرطة؟
إين سلام جوبا ؟
الإجابة:هم يتكئون على وساداتهم،
ويشاهدون في التلفاز…!
وجنجويد يطلقوا الرصاصات على العزل
رصاصات عابرة مثل جراد صحراء الليل لترمي المواطن إلى ظلمات الموت في عالم آخر
أي ذنب اقترفه هؤلاء الأبرياء، العزل؟
الجنجويد ليسوا بشر،وصدق مقولة عبدالعزيز بركة ساكن.
في رواية “مسيح دارفور “؟
أهون لجمل أن يلج من ثقب إبرة،
من أن يدخلوا جنجويد ملكوت الله،
هم ملكوت الشر،
هم وحوش،
هم ليسوا بشر
هم أشكالهم في شكل البشر !
دمروا كل شيء،
والأمهات أصبحوا يتمنون الموت بدل البقاء،
لأن الحياة باتت معقل وحوش بشرية،
ستذهبون يوماً إلى مذبلة التاريخ،
يا مليشيات الجنجويد،
الجيش، الشرطة، الدعم السريع…!
جميعهم جنجويد، وسفاكين الدماء.
الحرب لعنة.
الحرب ليست سهلاً علي أحدٍ أبداً ،
الحرب مأساةٌ.
ولم تكن الحرب يوماً نزهة
أن تكون غريب بمكان ميلادك ،
أن تُهاجر مكان أستوطانك عنوة ،
أن تفقد رغبتك بالعيش ،
أن تكون هارب من بطش الجبارين…!
والطغاة والعصابات الجنجويد،
فقط ما تتمناه هو أن لا تسمع أذنيك أصوات الرصاصات
التي تخرج من أفواه المدافع.
أن تفقد أحد أفراد أسرتك هذا أبسط شئ يمكن أن يحدث لكَ! ، أما أن تفقد جميع أفراد عائلتك وهم يموتون رويداً رويداً أحداً تلو الأخر أمام ناظريك.
هذا اقسى ما يحدث لك
في شن الحروب.
من صلب الحروب تولد المآسي والأحزان و الكآبةُ.
ما تزال ذكريات الحرب تمثل حضوراً مغلقاً
وهاجس لجيل كامل من أطفال المعسكرات في دارفور.
في ظل الحرب المستمرة،
منذ أكثر من عشرون عام، في هذا الإقليم المنكوب.
هم أناساً تربصت بهم أعين الموت !
هم الهالكين ،
هم الباحثين عن شعور الأمان والسلام ،هم الجائعين ، هم الحفاة ،هم العراة،
أنما الشئ الوحيد الذي يبحث عنهُ النازح؟؟
كما ينطقونها النُخب الحاكمة ،
هو أن يشعر بالأمان مثلهُ كبقية شعب الوطن ،
أن يجد نصيبهُ من الوطن كحق من حقوق كل مواطن أُستكملت حقوقهِ ،
لا يُقتل ولا يشرد شر تشريداً ،
لا يُزبحون لا يغتصبون.

-مجزرة كرينك 23 رمضان.

-جريمه لن تُغفر.

-كرينك الجسد المشلول.

-سلاماً طاهراً على أرواح الشهداء.

-جنينة مدينة منكوبة.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x