القتل والحرق :أنماط للإنتهاكات من جبل مون ، أبيي إلى الكدرو
بقلم : محمد بدوي
(1)
فى 23 مارس 2022 كشفت بعض وسائل الإعلام عن توجه قادة الجبهة الثورية إلى مدينة الدمازين بالنيل الأزرق لعقد اجتماعات فى الفترة من 24 إلى 26 مارس 2022، وفقا لذات المصادر فإن الأجندة المقترحة هى الأزمة السياسية الراهنة، تنفيذ إتفاق سلام السودان 2022، قضايا العدالة، السياسيات الخارجية، الهيكل التنظيمي للجبهة الثورية،فى تقديري أن هنالك امر مهم يخص بعض فصائل تحالف الجبهة الثورية جدير بالإدراج فى أجندة الإجتماعات وهو ملف المقاتلين السودانيين من أعضاء الحركات المنحدرة اصولهم من إقليم دارفور متواجدين فى ليبيا ، لأن فلسفة السلام لا يمكن التعامل معها بالمفاضلة ، من جانب اَخر تأخر إعادة المقاتلين و إخضاعهم للتريبات الأمنية قد يرتب مخاطر على مجمل أقليمي شمال و غرب أفريقيا .
(2)
في19 مارس 2022 حوالي الساعة التاسعة مساء شهدت ضاحية الكدرو بالخرطوم بحري، مقتل أحد سائقي الركشات “له الرحمة ” و إصابة آخرين بإصابات مختلفة نتيجة للإعتداء من قبل مجموعة تحمل السواطير و الالات الحادة تعرف شعبيا بإسم عصابات ” النقرز ” ، وفقا لبعض وسائل التواصل الإجتماعي تأخر حضور قوات الشرطة الذي استغرق حوالي الثلاث ساعات والنصف من إبلاغها بالحادث،نتج عن ذلك تعبئة شعبية للدفاع الذاتي من سكان المنطقة عبر ميكروفونات المساجد، جاء رد فعل السكان المحليين على طريقة العقاب الجماعي بحرق للمنازل المؤقتة التي يقطنها للاجئي المدن على شريط السكة حديد بالمنطقة باعتبارها وكراً للمجموعة المعتدية ، حفظ الأمن حق للمواطنيين وواجب على السلطات وليس هنالك مبرر لغياب الاجراءات الوقائية ناهيك عن التاخر عن الإستجابة للأحداث من قبل قوات الشرطة لأنه كان يمكن من تفادي كل ما حدث إبتداءاً .
(3)
في 17 مارس 2022 تعرض ثلاثة من لاعبي فريق الخرطوم الوطني للقبض من قبل قوات الشرطة من الشارع العام بوسط الخرطوم ، ليتم اقتيادهم إلى قسم الشرطة وفقا لمصادر صحفية أنه جرى إحتجازهم لتسع ساعات لم يتمكنوا خلالها من استخدام هواتفهم النقالة للإتصال بإدارة النادي، كما تعرضوا لحق رؤسهم قبل أن يتم إطلاق سراحهم بعد أن تعرف عليهم أحد رجال الشرطة،سبق ذلك في 21 فبراير 2022 تعرض اثنين من لاعبي فريق الأمل عطبرة لحلاقة رؤوسهم من قبل قوات الشرطة بمدينة الأبيض عقب القبض عليهما في الشارع العام بعد التوقيت المعلن لحظر التجوال،الحدثين يشيران إلى حالة القمع التي تسود الشارع العام بنطاق لا يستثني الخرطوم أو الأبيض !
(4)
في 15 مارس 2022 زار الفريق أول عبدالفتاح البرهان القائد العام للجيش و رئيس المحلس السيادي الإنقلابى المملكة العربية السعودية ،لاحقاً كشفت وسائل الإعلام عن هدف الزيارة “بحت التعاون التنموي بين البلدين ” تزامنت الزيارة مع ثانية لرئيس الوزراء الإسرائيلي للعاصمة المصرية القاهرة أيضا وفقاً لما نشر عن سببها هو” بحث حالة الأمن المرتبطة بالبحر الأحمر” يبدو أن زيارة الفريق محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع و نائب رئيس المجلس السيادي الإنقلابي إلى روسيا فى 3 مارس 2022، سارعت من وتيرة كشف الأجندة المرتبطة بمصالح دول المحاور و الموارد السودانية ، بما شمل موارد الموقع الجغرافي للسودان، يبدو أن الدول الغربية و المحاور لا تعير إهتماما للشارع السوداني ، لأنه مهما تقرر فى ظل الراهن السياسي قد يصعب إستدامته بعد إسقاط الإنقلاب .
(5)
في 15 مارس 2022 قام الفريق أول محمد حمدان دقلو بزيارة لولاية البحر الأحمر ،أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الإجتماعى مقاطعة فقرة تكريم حميدتي من قبل ناظر البجا محمد الأمين ترك بهتافات لثوار من سنكات” العسكر للثكنات ..الجنجويد ينحل ” ، بالرغم من ثلاثية الهتاف الإ أنه سيطر على خطاب حميدتي اللاحق بدار البني عامر ، ليصبح الحال أن لجان المقاومة هى من تفرض الأجندة
(6)
فى13 مارس 2022 زار رئيس وقائد حركة وجيش تحرير السودان مني أركو مناوي عاصمة جنوب السودان جوبا ، ووفقا للمعلن فإنها كانت بصدد إطلاع الرئيس سلفاكير ميارديت تنفيذ اتفاق السلام 2020 ، حملت وسائل الإعلام إعتذار من الأستاذ عبدالواحد نور رئيس وقائد جيش وحركة تحرير السودان عن لقاء مناوي بعدم معرفته المسبقة أجندة اللقاء بالإضافة إلى رفض أنه يمثل لأنه شركاء انقلاب 25 أكتوبر،، يبدو أن الزيارة أعادت سؤال فلسفة السلام وأيهما أول المشاركة فى السلطة أم الديمقراطية .
(7)
في 6مارس 2022 شهدت منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودانيين مقتل حوالي 28 من أفراد عشائر دينكا نقوق كما جرح أخرين تم نقلهم للعلاج بمستشفى أبيي إثر هجوم نفذته مجموعة مسلحة تقدر بحوالي 40 مسلح على ظهور الخيل وفقاً لمصادر موثوقة تنتمي للمسيرية ،في حدث آخر شهدت أبيي ومنطقة أنتي أنيت تقع غربها لهجوم في 5 من فبراير 2022 على خلفية اعتداء نفذته مجموعة من دينكا تونج تحركوا من ولاية واراب أسفر عن مقتل حوالي 18 شخصا، وجرح آخرين بالإضافة إلى التعدي بالحرق لكل من سوقي أبيي ومنطقة أنيت ، أسباب الهجوم أرتبط تخطيط لمنطقتي أببيي و أنيت من قبل إدارية أبيي التابعة لحكومة جنوب السودان،باعتبار أن ذلك سيقود إلى سيطرة دينكا نقوق على الأرض ، في 25 فبراير 2022 شكل الرئيس الجنوب سوداني الفريق سلفاكير ميارديت لجنة تحقيق في الحادثة ،كشف الحادث عن دخول دينكا تونج كطرف ثالث في الصراع بأبيي
(8)
فى5 مارس 2022 تجددت الأحداث بجبل مون بولاية غرب دارفور التي كانت قد شهدت سلسلة من الاعتداءات المسلحة من قبل مجموعات من الرعاة المسلحين على المسيرية و التي بدأت فى 14 أكتوبر 2021 ، كشفت المصادر المحلية عن إستمرار الصراع بين الرعاة المسلحين من أولاد زيد و عيد و بعض عناصر من الدعم السريع وفقاً لذات المصادر تم رصد مشاركة ثلاث سيارات دفع رباعي من أصل 10 في أحداث الخامس من مارس 2022، تلى ذلك تجدد الأحداث في كل من 7 و 10 مارس نتج عنها مقتل حوالي 35 على الأقل وجرح العشرات من المسيرية بينما لم يكشف الطرف الثاني عن أية إحصائية للضحايا ، سبقت الأحداث جهود القوات المسلحة بنشرت كتيبة عسكرية بجبل مون في فبراير 2022 لحفظ الأمن كما عقد قائد القوة السعرية في 28 فبراير 2022 بقادة الادارة الاهلية من المسيرية والعرب الرعاة بصدد وقف العدائيات ،وفقاً للمصادر طلب الطرفان مهلة للرجوع لقواعدهم قبل أن تتجدد الأحداث بعد اقل من أسبوع قادت الى جانب القتل والجرح ،حرق ستة قرى للمسيرية ولجوء 12500 شخص إلى دول الجوار و إعلان تعليق عمل منظمة إغاثة الطفولة لاتساع نطاق التعرض للعاملين في مجال الإغاثة و التي أصدرت فى 17 مارس 2022 بيان مشترك مع منظمة المجلس النرويجي لتهدئة الأوضاع بجبل مون ، لتنهي بذلك الاتفاق الذي تم في ديسمبر 2021 بين العرب و المسيرية بالقاعدة العسكرية بالجنينة تحت رعاية رئيس لجنة المصالحات بالدعم السريع بقيادة العقيد موسي حامد امبيلو ، الخلاصة تشير الي أن أسباب النزاع لا تزال قائمة و يمكن تجددها فى غياب جهود جادة لتحقيق للعدالة.
24 مارس 2022م