المسؤولية الوطنية والإلتزام الإنساني

بقلم: الربيع محمد بابكر
حركة/جيش تحرير السودان نموذجاً:
في ظل واحدة من أعقد المراحل التي تمر بها بلادنا الحبيبة، وفي وقت يتهاوى فيه بنيان الدولة ويغرق الوطن في أتون حرب عبثية بين معسكرين لا يمثلان تطلعات شعبنا، تبرز حركة/جيش تحرير السودان كموقف وطني أخلاقي ثابت، يؤمن أن الحل لا يكون بتكريس الحرب، بل بالجلوس إلى مائدة حوار حقيقي يعبر عن طموحات الجماهير السودانية في الحرية والعدالة والمواطنة.
لم يكن موقف الحركة يوماً موقفاً براغماتياً بل هو موقف مسؤول يعظم قيمة الإنسان السوداني في كل شبر من هذا الوطن. لم تنجر الحركة إلى معارك المحاور، لأنها تؤمن بأن هذا الصراع لا يخدم إلا مصالح النخب المتصارعة، بينما يدفع الشعب الثمن من دمائه ومقدراته ومستقبله.
وقد بذلت قيادة الحركة جهوداً متواصلة، على كافة المستويات، للتعبير عن هذا الموقف النبيل:
الرئيس عبد الواحد محمد أحمد النور، الذي ظل صوتاً حراً في المحافل الدولية، يدافع عن قضايا الإنسان السوداني، ويطرح رؤية للحل تقوم على مخاطبة جذور الأزمة لا نتائجها عبر لقاءات متكررة دوليا مع المنظمات الانسانية التي يمكن ان تقدم العون للنازحين و محليا مع كل التنظيمات السياسية و التي تهمها امر الوطن.
الرفيق الجنرال عبدالله حران، نائب رئيس الحركة، الذي يقوم بمهام إدارية شاقة في ظرف بالغ التعقيد، محاولاً تقديم كل ما تملكه الحركة للشعب السوداني وبصفة خاصة المشردين والنازحين بالاراضي المحررة.
القائد العام عبد القادر قدورة ورئيس هيئة الأركان يوسف كرجكولا، اللذان حافظا على امن وامان كل من لجأ إلى الأراضي المحررة طالبا الامن والأمان .من خلال الضبط الثوري لقوات الحركة، واضعين نصب أعينهما أن البندقية ليست أداة للبطش، بل وسيلة لحماية المبادئ متى ما لزم الأمر.
إلى جانب هذه القيادات، هناك عطاء كل الرفاق بالحركة، في كافة الميادين، وهم يحملون مشروع الحركة ورؤيتها: أن لا خلاص للسودان إلا عبر مشروع وطني جامع، لا يُقصي أحداً، ولا يتحالف مع القتلة والمجرمين، ولا يستنسخ الماضي بوجوه جديدة.
الحرب الدائرة اليوم ليست حربها ولا هي حرب الشعب السوداني، بل هي امتداد لأزمات متجذرة، صنعتها النخب المتسلطة. والحل لن يكون عبر انحيازات وقتية، بل عبر تمسكنا بالخط الواضح: أن نكون في صف الشعب، لا في صف الجنرالات.
حركة/جيش تحرير السودان يختلف الناس حولها او يتفقون قدمت نموذجاً قوياً من الإلتزام بالمبادئ.
الخلاصة : الحركة لم تكون يوماً من الأيام طرفاً في أي حكومة او موقعة لأي إتفاق سلام مع الحكومات التي فرضت نفسها على الشعب السوداني، وبالتالي من الطبيعي ألا تكون طرفاً في صراع هي ليست طرفاً فيه أو مسببةً له، عكس بقية القوى التي شاركت في السلطة حتى قيام هذه الحرب.