مقالات الرأي

أوقفوا الحرب.. فالقتل بؤس بأيدينا

بقلم : محمد بدوي

حملت وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلات وبيانات ممهورة بإمضاءات صوتية وأسماء لبعض القادة العشائريين حملت تحريض لمناصرة أحد أطراف صراع السلطة والموارد الذي تفجر منذ الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣، هذه الدعوات لا تقل سوءا من القذائف التي تحصد أرواح المدنيين، تحرق الأسواق وتنهب الممتلكات والمحال التجارية، فهي ليست سوي مناصرة لمصالح تنتظر حصتها مما يتم الصراع حوله الآن، فهم وكلاء ملكيون على ارتباط بالصراع ويدور بقاءهم ما بقي الصراع عدا ذلك فهم خفافيش في السلم و ادعياء حروب كلما سنحت الفرصة ولاح لهم بريق المكاسب، انهم يعملون على تكسير لحمه ما دفعت به ثورة ديسمبر من فرصة لبناء وطني مستند على المواطنة، ليست للإدارة الاهلية سلطة لحمل المدنيين للانخراط في دعم أحد الاطراف لكن لان هذا هو الدور الوظيفي الذي ظل يرزح تحته بعضهم طيلة سيطرة الحركة الاسلامية على السلطة فهاهم اليوم يستغلون الاقتتال وانعدام الخدمات ليرفعوا ابواق الحرب على اسنة رماح القبائل، وهو ما يلفظه الوجدان السليم، يا للبؤس لم تحمل اصواتهم دعوات لمواراة تليق بالقتلى او اسعاف الجرحى كقيمة انسانية، تلك هي قيمة الانسان عندهم يستغلونه حيا ويتركونه نازفا ويهملوا جثته في العراء، حرب السلطة والموارد لها طبيعتها وما يحدث الان يجيب على ذلك، فهي تكاد تكون شملت كل السودان على نسق خريطة الموارد ومراكز السلطة، ولها سيكولوجيتها التي تستتر تحت ذرائع مختلفة من التمرد الي الانفلات الامني، ولها خطابها المرحلي والاستراتيجي، ولها قادتها ووكلاءها والمنتفعين من الحالة بشكل وآخر يروجون لمصالحهم عبر خطابات تتسق ونفسية الشارع على طريقة دس السم في الدسم، هذا دون إجحاف في حق من هم إلي جانب الحكمة وصوت العقل والذين يفرض عليهم الراهن والتاريخ دور ايجابي بلعب دور ايجابي يوازي قامة الوطن بالدعوة الي وقف الاقتتال .
انها حرب لا علاقة لها بتحقيق الاستقرار السياسي او الانتقال المدني، فالحالة لا تقاس بالتصريحات والنوايا بل بالأفعال التي لا تحتاج الي تذكير ففارغ الرصاص والشوارع والاحداث شاهدة على ذلك ليس من ديسمبر ٢٠١٨ بل من ديسمبر ١٩٥٤، فقد ظلت فاتورة الاسلحة والذخائر التي تقتل الشعب هي من موارده، تجهيز الجيوش وازياءها خصما على فاتورة الصحة والتعليم ولتر الوقود.
فلنحذر من الوقوع في شراك خطاب الكراهية ودعوات قادة بعض العشائر المفخخة، فالراهن يلهمنا الحكمة كل الاطراف بما فيهم الوكلاء يستخدمون وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي من اجل مصالحهم ولإثبات تفوقهم، فلما لا نعيد التفكير في استخدام ذات الوسائل بما يحقق مصالح الشارع ويحمي من الانزلاق بعيدا عن مناصره حرب السلطة والموارد، فهي حرب يسعي كل طرف فيها للتخلص من الاخر، دون الانتباه الي ان الحروب تبدأ بإرادة منفردة وقد تفرض لكن الخروج منها يتطلب ارادة مشتركة .

اخيرا: فلنجعل من مساحات التواصل المختلفة منابرا لوقف الحرب الدائرة كأولوية، فالبارود لا يفرز والقتل فعل ظل بؤسه فينا بأيدينا ..

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x