النساء وتحملهن ثمن الصراعات المسلحة
بقلم: عاصم موسي محمد (سوداني)
النساء يدفعن ثمناً باهظاً أثناء الصراعات المسلحة في كافة الجغرافيات حول العالم،خلال مؤتمر الأمم المتحدة سنة 1995م تم تحديد أجندة عمل من أجل تمكين النساء وهي 12 مجالاً هاماً.
دور المرأة في الحروب القديمة تختلف من ثقافة إلي أخرى حسب الزمكانيته، فالحروب علي مر العصور تصورت لنا كمسألة خاصة بالرجال؛و لكن لقد لعبت النساء دوراً بارزاً في الحروب سلباً كانت ام إيجاباً ، فمعركة أمازونوماتشي بين اليونانيين و الأمازون و إغاثة التابوت سنة 180قبل الميلاد،وجدت في سالونيك سنة 1836م و الآن في متحف اللوفر قسم الآثار اليونانية ،فالآلهة الإناث التي سبق السجلات التاريخية الموجودة في معظم الحضارات القديمة ،مما يدل إلي وجود انتشار واسع للنساء في هذه الانشطة السابقة لإحداث تغيير عميق في الثقافات الإنسانية بعد الزراعة بإعتبارها القوت النموذجي.
لعبت المرأة اشكالاً مختلفاً من الأدوار في الثورة الأمريكية،وفقاً لوضعهن الإجتماعي و آرائهن السياسية ،بعد ما فرضت عليهم قوانين و قرارات لا تليق بإنسانيتهن من قبل بريطانيا في مستعمراتها ، تم مناهضتها بعد إقامة مؤتمر قاري و اخذو قرار الحرب كأمريكيين ضد البريطانيين، و لقد اثبتت النساء حينها وطنيتهن بدعمهن للثورة من خلال إتقان المهن النسائية التقليدية في المنازل و المساعدة في تحسين الاقتصاد المحلي بجانب مشاركة ازواجهن و آبائهن ،و قاطعن البضائع البريطانية مما اضرن بالنظام الاقتصادي للمستعمر و سهلن عملية انجاح الثورة و غيرها من الاساليب و الفنون العقلية إضافة لإنضمامهن للجيش ، ايضاً كان هنالك دور بارز للنساء الجزائريات في حرب 1954 ضد المستعمر و لهن الفاعلية العظمى في ذلك، و شاركن مشاركة فعالة في الثورات الروسية في عام 1917م إلي عن إنهارت الإمبراطورية الروسية و بداية حكومة مؤقتة إلي عن وصلن مع الجنس الاخر لإنشاء أول دولة اشتراكية تحت حكم البلاشفة.
شاركت النساء السودانيات في كل الثورات السودانية و بكل أنواع المقاومة ( فكرياً ،سياسياً، تعليمياً، سلماً و حرباً) منذو زمن بعيد رغم تأثرها بظاهرة التمييز ضد النوع داخل السودان؛ فظهورهن في مقدمة صفوف المقاومة مؤخراً هي نتاج طبيعي لتاريخ الحركة النسائية في السودان و خاصة المرأة في المناطق المهمشة اللائي تشتغلن في أعمال شاقة و في ظروف قاهرة طبيعياً و غير طبيعياً (نساء جبال النوبة، النيل الازرق،دارفور) ، اذكر ابرز قادات حركتهن علي سبيل المثال فاطمة أحمد ابراهيم في عام 1949م عندما قادت اضراباً شهيراً حينما كانت طالبة، و الأميرة مندي بنت سلطان عجبنا التي قاتلت ضد الغزاة عندما قُتل ابوها عام 1917م في جبال النوبة، و غيرهن من النساء السودانيات ، اضافة علي هذا ظهورهن الغير مسبق تاريخياً في ثورة ديسمبر المجيدة و التي أجبرن العالم أجمع عن يحترم المرأة السودانية فيما قدمتها من دروس في الفن الثوري و الشجاعة و الانضباط و الاخلاق ووووالخ.
فكل هذه المجهودات العظيمة لم تجد لها وطنيين خيورين للوطن لإنشاء نظام حكم رشيد و دستور دائم في البلاد للحفاظ علي هذا الإرث الثمين؛ مما خلفت لنا وضعية هشة جدا ،فقدنا فيها معني الحزب السياسي و الجيش السوداني القومي مما آلت علينا الحال ، فالمرأة السودانية و طفلها يمثلون نسبة ال85% من جملة ضحايا الحروبات العبثية ، في الغالب يشاركنا الجروح الجسدي و الضغط النفسي الناجم من تحمل مسؤولية الاسرة في ظل ذهاب الرجل للقتال مع تفاخم الازمة الاقتصادية ، و الاغتصابات المتكررة ، و فوق كل هذا تتحمل نظرتنا الدونية لها و الافرازات البتنتج في المستقبل لطفلها الذي فقد والدها اثناء الحرب و غيرها من السلبيات.
للمرأة القدرة في صُنع السلام مثلما لها التاثير في الحرب، فهي كنترول للجندي المقاتل و للإبن الضحية و للجائع و للزوج الذي يكون قائد جيش او رئيس حزب ما ، فإذا تم تقدير مكانتها هذا و إطاحة الفرصة الكافية لها حتما تصنع لنا سلاماً من ركام الرماد و من فوة مدافعنا المدمرة للانسان و الوطن، فالمجد لهن وسلام.
19 نوفمبر 2023م