مقالات الرأي

إلَيّ حميدتي . . ومجلِسِه الأعلي . . عَلَيْكُم بِإِطْلَاق سَراح هَذَا الوَطَنِ . . فالسودان كُلُّه جَبَل مَرَّة . . . ؟ (١-٢)

بِقلم /نصرالدين عمر

تَصْرِيحٌ نَائِب رَئِيس مَجْلِس السِّيَادَة الإنقلابي الَّذِي يدعي/ حَمْدَان دقلو أَو حميدتي ؛ فِي احدي لقاءاته فِي عاصِمَة وَسَط دارْفُور زالنجي بالأمس القريب ؛ اكد دَعْوَتِهِ إِلَي الرفيق/ عَبْدالواحِد النُّور إلَيّ التَّفَاوُض ، كَان الْأَوَّلِيّ أَنْ يَدَّعُوا كُلّ الشَّعْب السُّودَانِيّ إلَيّ التَّفَاوُض ؛ مِنْ أَجْلِ تَسْلِيمِه للسلطة وَحَسَب تَقْدِيرِيٌّ الْمُتَوَاضِع قَبْلَ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُ الشَّعْب ذَلِك ؛ الأجدي لَهُ فِي الْوَقْتِ الرَّاهِنِ أَنَّ يتخلي هُو شَخْصِيًّا عَنِ السُّلْطَةِ طَوَاعِيَة دُون قَيْدٍ أَوْ شَرْطٍ !

وَمَن خِلَالِ تِلْكَ التصريحات ؛ تلمسنا بِأَنَّه يَعيشُ حالَةَ مِنْ الْعُزْلَةِ الْمَحَلِّيَّة وَالدَّوْلِيَّة وَلَم يتبقي لَه سَوِيّ خياران إمَّا أَنْ يَقْبَلَ بِمَا يَطْلُبُهُ الشَّعْب السُّودَانِيّ ؛ إمَّا أَنْ يُوَاجِه الشَّعْب السُّودَانِيّ ؛ وَالْأَنْبَاء الْوَارِدَة تُشِيرُ إلَى أَنَّهُ بَعْدَ أَنْ آتِيَ إلَيْهَا مِنْ منفاه الِاخْتِيَارِيّ ! « الْجُنَيْنَة » عاصِمَة وِلَايَة غَرَّب دارْفُور ، أُلْقَي تصريحات عِدَّة إحْدَاهُمَا يُخَيَّر فِيهِم الْحَرَكَات الموقعة بَيْنَ أَنْ يَخْتَارُوا السَّلَامِ أَوْ الْحَرْبِ وَبِالْإِضَافَةِ إلَى دَعْوَتِهِ إلَى الرفيق/ عبدالواحد النُور .

عَلَيْهِ أَنْ يَسْأَلَ نَفْسِه لِمَاذَا لَمْ ينخرط هُو وَالْبَقِيَّة الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ مِن قيادات الْهُبُوط النَّاعِم . . . ؟ لِمَاذَا لَمْ ينضوو تحت ما يسمي بعَمَلِيَّة الحِوَار «العَلَنِيّ والسري» ؛ الَّذِي أَشْرَفَ عَلَيْهِ ومازال يشرف عليه الْأَلْيَة الثُّلَاثِيَّة وَمِنْ ثَمَّ إنسحبوا مِنْهُ مُؤَخَّرًا ً بِحُجَّة انْسِحَاب الْمَجْلِس الْعَسْكَرِيّ وَالْآخَر السَّرِيّ ؛ الَّذِي يَجْرِي خَلْفَ الكواليس ؛ الَّذِي هِيَ بِرِعَايَة أَو بِالْأَحْرَى بِوِصَايَة الْوِلاَيَات الْمُتَّحِدَة الْأَمْرِيكِيَّة وحليفها الِابْن اللدود « الْمَمْلَكَةُ العَرَبِيَّةُ السَّعُودِيَّةُ » .

هَل حميدتي ؛ غَيْر مَعْنِيٌّ بِهَذَا الحِوَار ؛ أَمْ مَاذَا . . ؟ الْحِوَارِ الَّذِي يَنْطَبِقُ عَلَيْهِ نَفْسُ شُرُوط التَّفَاوُض ؛ الَّذِي يَدْعُو إلَيْهِ الرفيق/ عَبْدالواحِد النُّور ؛ كَمَا يَقُولُ الْمِثْل « كُلِّ الطُّرُقِ تُؤَدِّي إلَى رَوْمًا » وَهَذَا إذَا كَانَ الْمَقْصُودُ بِهِ تَحْقِيقُ الهَدَف الأسَاسِيّ والسامي هُوَ الْوُصُولُ إلَى حُلُولِ مَرْضِيَّة لِلْجَمِيع لِلْخُرُوجِ مِنْ أَزْمَةٌ الْبِلَاد المستعصية .

وَعَلِيٌّ الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ الرَّفِيقَ نُور غَيْر مَعْنِيٌّ بِهَذَا التَّفَاوُض ؛ لِأَنَّهُ إذَا كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَجْلِسَ فِي طَاوَلَه التَّفَاوُض لِاخْتَار ؛ أَنْ يَجْلِسَ فِي طَاوَلَه تَفَاوَض مَع حُكُومَة الْبَشِير آنذاك وَلَكِنْ لَمْ وَلَن يتفاوض مطلقاً ؛ إلَيَّ أَنْ شَهِدَ الشَّعْب السُّودَانِيّ ذَهَاب الْبَشِير وَأَعْوَانِه إلَيّ مَزْبَلَة التَّارِيخ دُون رَجْعَة !

أَمَّا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِمَسْأَلَةِ أَن مِنْطَقَة جَبَل مَرَّة بِأَنَّهَا مِنْطَقَة سياحية وماأدراك مَا السياحية هَذَا الْكَلَامِ مَمْجُوج أَوْ مَرْدُودٌ لَيْسَ لَهُ مَعْنِيٌّ أَلْبَتَّة . . ! بِأَن جَبَل مَرَّةً لَا يَجُوزُ أَنْ يُتِمَّ اسْتِخْدَامَهَا للتمرد ؛ هَذَا الْكَلَامِ يَجِبُ أَنْ يَنْطَبِقَ عَلَى السُّودَان بِطُولِه وَعَرْضُه !

فالسودان كُلُّه لاَيَجُوز التَّمَرُّد فِيه نَاهِيك عَنْ جَبَلٍ مَرَّة ؛ الَّذِي يُمَثِّل السُّودَان وَالسُّودَان يُمَثِّل جَبَل مَرَّةً لَا يُوجَدُ مَكَان فِي السُّودَان غَيْر جَاذَب لِلزِّيَارَة واتمني أَنْ تَسْتَوْعِبَ هَذَا الْكَلَامِ ؛ السُّودَان كدولة يُمَثِّل جُنَّةٌ اللَّهُ فِي الْأَرْضِ مِنْ جَمَالٍ الطَّبِيعَة .

وَلَكِنَّه لَلْأَسَف الشَّدِيد ؛ تَمّ اعْتِقَالِه شُعْبَة بِوَاسِطَة أَبْنَاءه مِنْ الْعَسْكَرِ ؛ الَّذِي يُمَثِّل الْمَدْعُوّ دقلو واحداً مِنْ أَعْضَاءِ الْمَجْلِس الْعَسْكَرِيّ الأعلي ؛ الَّذِي سَوْف يَتِمّ تشكيلها فِي وَقْتِ لاَحِقٍ ؛ يفتكرون أَنَّهُم سيكونوا أُوصِيَا عَلِيّ الشَّعْب السُّودَانِيّ وَلَكِن حَاشَا وَكِلَا !

لِذَا يَجِبُ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ السُّودَان كُلُّه يُعْتَبَر جَبَل مَرَّة بتمرده وَجَمَالِه الْإِخَاذ وبطبيعه جَمَال أَرَاضِيه الْخَلَّابَة وبكرم إنْسَانَةٌ وطيبته وَشَجَاعَتِه وَجَمَال تراثه وفلكلوره الشَّعْبِيّ الْمُتَنَوِّع ؛ فالسودان كُلُّه عِبَارَةٌ عَنْ مَنَاطِق لِلسّيَاحَة ؛ فَلَا يُمْكِنُك بِأَيّ حَالٌ مِنْ الْأَحْوَالِ أَنْ تُفَضِّلَ مَنْطِقَهُ عَنْ مِنْطَقَةِ أَخِّرِي وَإِلَّا إذَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَم !

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x