الوطنية وأيدلوجية الصفوة في السودان
بقلم الأستاذ: آدم آدم (دومبري)
الوطنية: هى عبارة عن حب الفرد لوطنه ، و يقوم بحمايته ويضحى من أجله، ويؤمن أن مصلحة الوطن فوق المصلحة الشخصية.
ظلت الوطنية في السودان متأثرة سلباً عقب فترات الحكومات الديكتاتورية التي تستهدف عقول المثقفين الوطنيين الذين يعارضون أفكارهم ، ويحاولون إستقطابهم وتحويلهم إلى بشر لا وطنيين ليصبحوا كأدوات لتنفيذ أجندتهم .
نجد عادةً أن الإنسان بطبيعة حاله يحتاج لرقعة جغرافية محددة من الأرض كي يقيم فيها ويمارس حياته ونشاطه بصورة آمنة و طبيعية داخل مجتمعه ، وتكون له حرية تامة في تصرفاته ويدير نفسه بصورة مُرضية للمجتمع ، ولكن فرض السلطة والسيطرة على إدارة المجتمع ووضع المصلحة الشخصية فوق المصلحة الوطنية (عدم الوطنية )، جعل معادلة الحياة غير موزونة وهذا ما يؤدى إلى عدم الإستقرار بمعانيه المختلفة (السياسية ، الأمنية، والإقتصادية) داخل المجتمع ونشوب حروب ما بين المجتمع والطبقة الحاكمة كما في السودان الآن.
إذاً الوطنية = الروح الثورية+النضال+التضحية وهذا يعنى أن الوطنية صفة غالية جداً
لا تتوفّر إلا عند الوطنيين الشرفاء داخل المجتمع،
ويمكن تقسيم الوطنية إلى قسمين هما:
- الوطنية الثابتة:
وهى الوطنية التي لا تتغير بتأثير الظروف المحيطة للشخص الوطني مهما كانت نوعية تلك الظروف و مهما كلف الثمن. - الوطنية المتغيرة:
وتنقسم إلى وطنية متغيرة متجددة وغير متجددة :
الوطنية المتغيرة المتجددة:
هى الوطنية التي إذا تعرّض صاحبها لضغوطات حياتية طويلة المدى من قبل الطبقة الحاكمة أو أي طرفِ آخر ولم يجد مخرجاَ لها يتأثر نفسياَ بالتشاؤم ويكره وطنه ، وتقل وطنيته ويمكن أن تصل لأقل درجة ممكنة ، أما من جانب آخر يمكن أن تزداد وطنيته بأقصى درجة ممكنة عند إزالة هذه الضُّغوطات ويرجع لحب الوطن حب فريد من نوعه نسبة للرفاهية التي يحصل إليها ، لأن كلما زاد رفاهية الشخص داخل وطنه زاد معه الإحساس و الشعور والمحبة لوطنه ،وبالتالي تكون الوطنية متجددة مرة أخرى ، كما نجد أنها تزداد أيضاً كلما إبتعد الشخص وأصبح مهاجراّ لوطنه .
الوطنية المتغيرة غير المتجددة:
هي الوطنية التي يمكن لصاحبها أن يتغير ويفقد وطنيته عندما يتأثر بالظروف المحيطة به، وذلك إذا مورس عليه ضُغوطات يمكن أن يتنازل منها لكي يتخلّص من هذه الضُّغوطات ، أو يمكن إغراءه وترغيبه بالمال أو السلطة ويفضل المصلحة الشخصية عن المصلحة العامة ويصبح أداة لتنفيذ أجندة غيره.
26 أبريل 2022م