انتبه أمامك مطب (مختصر)
محمود ناني جاد الله
إن الحياة مليئة بالمنعطفات والمتغيرات ، وكل هذا مخططاً له مسبقاً، ولكن هنالك بعض السبل التي نسلكها لنجتاز حواجز الفشل والوصول للخلاص أو العكس.
أيضاً هنالك خيار أن نكون طيبين أو أشرار نتيجة للتربية الأسرية أو بالإكتساب من الآخرين إن كانوا أصدقاء أو زملاء أو قل من البيئة المحيطة التي تشكل شخصية كل منا منذ طفولته.
فمثلا عندما تؤمن بفكرة الحرية بما لا يدع مجال الشك هي لن تعطيك الحق بأن تحشر أنفك فيما لا يعنيك على الإطلاق ؛ فهنا لم تعد حرية بل اصبحت تخبط وتسلط ؛ لأنك يا عزيزي فكرة الحرية هي ان تعطي الآخر متسع من المساحة طالما لم يضرك بشئ ؛ فدعه يكن أو يقل ما يشاء، ولك الحق أن تتجاهله.
مثال آخر (الليبراليين) نجدهم ليسوا أحراراً في بعض الخطوات أو يفعلون كل ما يحلو لهم، لأن الليبرالية كذلك تخضع لقوانين محددة، أي لك دوائرك الخاصة ولكن ليس لك الحق بان تخرج منها تحت مسمى هذا حقى دون الاستفادة من حق الإبداع والإبتكار.
أيضاً الكثير من الملحدين نجد نتيجة وصلوهم إلى إنكار الإله ما هي إلا نتاج قهر و ظلم عاشوه (ففكرة إنكارهم كانت تحت قول إن كنت موجوداً يا الله لماذا حصل لي كذا وكذا، بدون أن يجدوا إجابة عاجلة)
فلم تكن نتاج تفكير و إبداع و دراسات للوصول إلى هذه الفكرة ؛ فصادفت معظمهم أصبحوا محلدين بين يوم وليلة فقط.
إن الخصام القوي مع فكرة الدين مع الآخر يأتي بنتائج فاسدة، لأننا نجد المتدين يحاول أن يدافع عن دينه والملحد يدافع عن فكرته، والكل يقاتل من أجل ما يؤمن به ويضعه كدافع وسلاح
إذاً لما هذه المعضله؟!
فالكثير والكثير منا وقد وصل لدرجة عالية من الوعي والإدراك بأن هذه الحياة قصيرة جداً ، فلماذا لا نعيشها بعطاء وسخاء وأن لا نحمل في قلوبنا سوي الحب والسلام مع الآخرين، بل للعالم.
ماذا لو شهدنا جميعاً بأن الشر يلفظ أنفاسة الأخيرة، وبدأنا تأسيس مركزية التسامح بين كل شعوب العالم؟
ماذا لو فكرت في ذلك بشكل جاد!
ومن ثم قف على زاوية الحلم و قاتل للوصول إلى مرحلة السلام الداخلي ليعم الخير.
6 مارس 2022م