انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م الذي اعاد النظام البائد إلى مؤسسات الدولة (6)

آدم موسي( اوباما )
مدافع عن حقوق الإنسان

تمر اليوم الثلاثاء الموافق ٢٥اكتوبر ٢٠٢٢م الذكرى الأولى لانقلاب ٢٥اكتوبر ٢٠٢١م الذي اطاح بحكومة السيد رئيس الوزراء السابق
د. عبدالله حمدوك ،الذي وجد اكبر دعم وسند سياسي في تاريخ السودان ،لم يحظى به أي رئيس او رئيس وزراء حكم السودان من قبل .

ثورة ديسمبر المجيدة ٢٠١٨م _ ٢٠١٩م جسدت الوحدة بين كل اقاليم السودان المتنوعة شرقا وكردفان ودارفور والنيل الأزرق والوسط والشمال والعاصمة القومية الخرطوم بتنوعها .

شعار ثورة ديسمبر المجيدة ٢٠١٨م __ ٢٠١٩م حرية سلام وعدالة يعتبر من اهم القيم التي يحتاج إليها السودان بعد إسقاط حكومة المؤتمر الوطني بقيادة المجرم عمر حسن أحمد البشير المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية ICC.
النظام البائد منذ انقلابه في 1989م على الحكومة الديمقراطية بقيادة السيد رئيس وزراء السودان السابق الصادق المهدي له الرحمة والمغفرة،فجرت حروبات أهلية في اقاليم السودان المختلفة ,وظهرت حركات مقاومة مسلحة واستعرت الحرب مع الحركة الشعبية لتحرير التي تأسست في 1983 تحت شعارات دينية جهادية.
واستمرت الحرب إلى أن تم توقيع اتفاق سلام في ٢٠٠٥م عرفت باسم إتفاقية السلام الشامل CPA .
نتج عن هذا الاتفاق شراكة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير الشمال بقيادة
دجون قرنق ديمبيور له الرحمة والمغفرة.

في عام ٢٠١١م أجري استفتاء بموجبه انفصل جنوب السودان في دولة مستقلة .
استمر النظام البائد في الحلول الجزئية للسلام في السودان حيث تم توقيع اتفاق سلام ابوجا في عام ٢٠٠٦م بين المؤتمر الوطني وحركة تحرير السودان مناوي وبموجب الاتفاق أصبح مناوي كبير مساعدي البشير ،وفشل اتفاق أبوجا في وقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأنسان في إقليم دارفور وفي عهد مناوي تم اركاب عشرات المجازر في دارفور خاصة منطقة قريضة في ولاية جنوب دارفور.
وواصل النظام البائد في الحلول الجزئيه في ٢٠١١م تم توقيع اتفاق الدوحة بين المؤتمر الوطني وحركة التحرير والعدالة بقيادة التجاني سيسي والذي أصبح بموجب الاتفاق رئيس للسلطة الإقليمية لدارفور وفي عهده كثرت الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأنسان في إقليم دارفور وهناك عشرات الضحايا والنازجين واللاجئين،أيضا هناك بعض الاتفاقيات الضغيرة منها سرت وكورون وأسمرة وابيشي .
اخيرا اتفاق جوبا في أكتوبر ٢٠٢٠م الذي وقع بين الجبهة الثوررية السودانية والمكون العسكري في السلطة الإنتقالية بقيادة حميدتي.

اتفاق جوبا فشل فشلا ذريعا في إيقاف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأنسان ،خاصة في إقليم دارفور أحداث الجنينة كردينق one and two ،واحداث دارمقطاع التابعة لمحلية كلبس بولاية غرب دارفور في ابريل ٢٠٢٢م ومحلية كرينك ومحلية جبل مون ،كل هذا الهجوم تم على المدنين الأبرياء العزل في ظل وجود قوات حركات مجموعة سلام جوبا الذي ،فشل في حماية المدنيين.

اتفاق سلام جوبا أصبح كارثة على اقاليم السودان، فأحداث منطقة ام خشمين بولاية غرب كردفان في منتصف أكتوبر ٢٠٢٢م خلفت عشرات القتلى والجرحى وتشريد العشرات من منازلهم وتدمير الممتلكات العامة والخاصة،مجموعة سلام جوبا هي التي اقامت اعتصام الموز في سبتمبر ٢٠٢١م أمام القصر الجمهوري ودعت قائد الجيش عبدالفتاح البرهان للانقلاب على حكومة الثورة .
وأحداث ولاية إقليم النيل الأزرق الدامية من اقتتال بين المكونات الاجتماعية المختلفة في الولاية في ظل وجود القوات المسلحة التي وقفت تتفرج وفشلت في حماية المدنيين، وهذا واجب القوات المسلحة،حاكم النيل الأزرق احمد العمدة بادي الذي يتبع للجبهة الثورية السودانية الحركة الشعبية قيادة مالك عقار فشل في إيقاف نزيف الدم في الاقليم،وهو يعرف المجموعة التي تسببت في الفتنة والتي اقامت اجتماع بخصوص تعيين زعيم اهلي لهم في ظل وجود الأجهزة الأمنية في الولاية.

علي حاكم الإقليم السيد أحمد العمدة تقديم استقالته فورا ،وعلى النيابة العامة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق وتقديم المجرمين للعدالة .
أعلن حاكم النيل الأزرق حالة الطواريء، إلا انها لم تطبق لايقاف القتل خاصة في محلية ود الماحي التي تشهد أوضاع مأساوية صعبة جدا هناك اكثر من ٣٠ الف نازح في أوضاع صعبة جدا حسب إفادة وزير الرعاية الاجتماعية في الولاية لقناة الجزيرة للاستاذ احمد طه ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٢م .
نناشد المنظمات الإنسانية والدولية التدخل العاجل لمساعدة الضحايا
ثانيا على الأجهزة الأمنية التدخل لحماية المدنيين وإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي.
خلاصة:
ان جميع الاتفاقيات السابقة التي وقعت في السودان ،فشلت في معالجة الصراع لأنها فوقية بين الساسة فقط وانتهت باستيعاب قادة الفصائل المسلحة في السلطة دون تغيير حقيقي في جوهر مركز اتخاذ القرار حيث اكتفى هؤلاء القادة بالاستوزار والامتيازات التي وفرتها لهم هذه الاتفاقيات، دون أدنى فائدة للضحايا الذين تحدثوا باسمهم ولم يتم حتى يتم اشراكهم في اتخاذ القرارات .

الصراعات التي تحدث في اقاليم السودان المختلفة في ظل وجود قادة الانقلاب البرهان وحميدتي على رأس المنظومه الأمنية ،كأنهم يطرحون اما القبول بالانقلاب او الانزاق والانهيار الكامل للدولة ،علي برهان وحميدتي ان يعوا ان الثورة السودانية قادرة علي إعادة التماسك والتعايش السلمي بين جميع مكونات الوطنية السودانية .

عندما قام انقلاب ٢٥اكتوبر ٢٠٢١م بقيادة البرهان وحميدتي،كانوا يظنون انهم بازاحة الحرية والتغيير من السلطة بمختلف مستوياتها التنفيذي والسيادي،يسهل عليهم الأمور عبر تشكيل حكومة من النظام البائد ومجموعة سلام جوبا التي دعمت الانقلاب.

إلا أن الشعب السوداني استمر في مقاومة انقلاب ٢٥اكتوبر ٢٠٢١م من أول يوم للانقلاب حتى الآن وقدمت قوى الثورة السودانية و لجان المقاومة اكثر 118 شهيد،ويظل استمرار المقاومة الشعبية هو الذي افشل مخطط الانقلاب بقيادة البرهان لتشكيل حكومة من الحاضنة السياسية للانقلاب مجموعة سلام جوبا والنظام البائد.
البرهان ونائبه حميدتي إعادوا النظام البائد في كل مؤسسات الدولة من وزارة العدل والمالية والخارجية والأجهزة الأمنية الجيش والشرطة وجهاز المخابرات العامة والنيابة العامة، وخير دليل استخدام المؤسسات العدلية لتصفية الخصومات السياسية عبر الاعتقالات الجزافية مثل معتقلي ولاية غرب دارفور الجنينة في ٢٨/٧/ ٢٠٢٢م الماضي اكثر من ١٩٨ معتقل دون أي إجراءات قانونية وقضية استاذ وجدي صالح المعروفة .

انقلاب ٢٥اكتوبر ٢٠٢١م حل لجنة إزالة تفكيك النظام وإعادة الأموال المنهوبة لأنها كان تمثل احد اهم اعمدة الثورة السودانية في تصفية أموال النظام البائد وواجهاته .

ظهرت العديد من المبادرات لحل الأزمة السودانية، الآلية الثلاثية بقيادة السيد فلوكر والاتحاد الأفريقي ،وكذلك السفير جون غودفري الذين اجروا لقاءات مع القوى السياسية السودانية ولجان المقاومة،وبعض المجموعات الاجتماعية المختلفة.

أي تسوية سياسية قادمة مالم تؤدي لتصفية انقلاب ٢٥اكتوبر ٢٠٢١م وتشييعه إلى مثواه الاخير ،وقيام السلطة المدنية الكاملة وخضوع جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية للسيد رئيس الوزراء القادم لن يستقر حال السودان والمقاومة مستمرة إلى حين تحقيق أهداف الثورة في الحرية والسلام ،
والعدالة .