مقالات الرأي

أبرياء عزل يدفعون الثمن ويتساءلون متى تتوقف الحرب ؟!!

بقلم: أحمد محمد عبد الله

في هذه الحرب العبثية اللعينة تضرر المواطن السوداني جراء القصف المدفعي الثقيل وأصبح بين جريح وقتيل ، نازح ولاجيء وطرفي الصراع القائم يتبادلان التهم حول قتل الأبرياء ولا حياة لمن تنادي ؛ والمعاناة تعم البلاد بفوضى عارمة وفساد إداري جسيم في كل هياكل الدولة وإستغلال للوضع الكارثي سعياً وراء الكسب ” تجار الأزمات”  ويوجد من يشجع الحرب ويزيد الطين بلة لدوافع شخصية أو تنظيمية بغض النظر عن مخلفات الصراع.

القوى السياسية المدنية بدلاً عن التفاوض المألوف بتقديم الشكاوي بين دولة وأخرى يجب أن تغيير البرنامج بلم الشمل لفتح منبر حوار داخلي يستوعب كل القوى المدنية والعسكرية والمنظمات الإنسانية ما عدا حزب المؤتمر الوطني وواجهاته وأولى خطواته هي إيقاف الحرب القائم وإلى الأبد لأن المشكة سودانية والحل أيضاً سوداني وبعدها مناقشة مشكلات وأسباب الحروب التراكمية في السودان مع إيجاد حلول بديلة تؤسس لبناء دولة وطنية جديدة.

ولكن هيهات ؛ طبيعة الأحزاب والتنظيمات السياسية متربية على الإيدولوجيات العقائدية وأصبح الدفاع عنها واجب تنظيمي وهي أزمة تصب في تطاول عمر التغيير وهذا إن دل بيدل على الضعف السياسي للتمييز بين القضايا الوطنية الجوهرية والشأن الحزبي  وأيضآ تدني القدرات لإنجاز برنامج قيادي يتناسب ويتماشى مع الظروف العصيبة لإحداث تحول يستفاد منه الجميع ؛ ولهذا السبب كثرت الجولات الخارجية وتحكمنا إملاءات الآخرين.

متى تقف الحرب ؟

اولآ : لإيقاف الحرب والإبادات الجماعية والفوضى العارمة لابد من المشاركة الفعالة لكل الأجسام الثورية الشبابية الحية وكل أطياف المجتمع المدني السوداني ما عدا النظام البائد وأعوانه مع بذل الجهد اللازم لإقناع طرفي الصراع لوقف الإقتتال لمنع نشوب النزاع أكثر ؛ هي أولى الخطوات وبعدها السعي الجاد لصنع السلام الشامل.

وفي هذه الحرب كثرت المبادرات المحلية وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي لإيقاف هذه الحرب العبثية ولكن ؛ من المستجيب؟ والسبب هو غياب الإرادة الحقيقية لإحلال السلام ، لذا الدعوة لطرفي الصراع إلى تسوية النزاع القائم بوسائل سلمية هي ضرورة حتمية لخلق بيئة جاذبة يوصي بإلتزام شروط التسوية نظرآ لجانب الإنساني المفقود الأن وبعدها عقد مؤتمر جامع وأسميه بالحوار السوداني السوداني بالداخل يناقش أسباب الحروب المتراكمة في السودان و أهمها تخول المؤسسة العسكرية في صنع المليشيات الجنجويدية ومع الإقرار بهيكلة الجيش وضمان دمج كل القوات الحاملة للسلاح إلى مؤسسة واحدة وصولآ إلى جيش وطني بعقيدة قتالية موحدة قوامها حماية دستور البلد وشعبه وأرضه.

ثانيآ : لحفاظ على ما تبقى من وحدة السودان والأرواح ، يجب أن يؤول الجميع للسلام بنبذ الكراهية والعنصرية على أساس القبلي والمناطقي السائد الأن ومحاربة كل من يتحدث بدافع عرقي وإثني ” لايفاتية ” و لتحقيق دولة المواطنة الحقة التي تستوعب التعدد والتنوع يجب الخروج من سياسات التبعية القاتلة ونطرح وقائعنا مع الإستعداد الشامل لوضع الخطط والدراسات الإستراتيجية اللازمة لحل الأزمة دون الإعتماد على دول آخرى بحثآ عن الأمن والأستقرار والذي بات مستحيلآ منهم لأن المشكلة والشأن سوداني ، ويجب أن يكون الحل والمخرج سوداني.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x