بيان حول تخليد ذكري شهداء حركة/ جيش تحرير السودان, 14 أغسطس 2024م

●تمر علينا اليوم الذكري السنوية لتخليد شهداء حركة/ جيش تحرير السودان التي تصادف يوم 14 أغسطس من كل عام، فهذا اليوم من الأيام الخالدات في دفاتر تأريخ كفاحنا الثوري المسلح الذي مهرناه بالدماء والدموع والأشلاء، من أجل تأسيس وطن لم يؤسس بعد ، ومن أجل خلاص شعبنا من ربقة الشمولية والدكتاتورية والحكومات الصفوية التي أقعدت ببلادنا عن ركب التقدم والنماء والتطور، ومن أجل إقامة نظام حكم علماني ديمقراطي ليبرالي فيدرالي في ظل سودان موحد، تكون فيه المواطنة هي الأساس الأوحد لنيل الحقوق وأداء الواجبات.
●في يوم الوفاء والعرفان لتضحيات من هم أشجع وأشرف وأنبل منّا جميعاً، نقف إجلالاً وإكباراً لشهداءنا الأبطال الشجعان الميامين الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل أهداف ومباديء وقيم مشروع “تحالف الشعب العريض”، ونثمن عالياً نضالات وبسالة بنات وأبناء السودان على مر الحقب التاريخية ، ونترحم على أرواح جميع شهداء الثورات التراكمية.
●نحتفل اليوم بهذه المناسبة العظيمة وبلادنا تمر بمرحلة عصيبة جراء حرب 15 أبريل وإفرازاتها السالبة على كافة المناحي السياسية والإقتصادية والأمنية والإجتماعية، وبات السودان على شفا التفكك والإنهيار أكثر من أي وقتٍ مضي، وملايين الجوعي والمشردين داخلياً وخارجياً، وعشرات الآلاف من الضحايا والمفقودين، وجاءت كارثة السيول والفيضانات لتزيد من معاناة المحاصرين داخل الوطن.
●إن أهلنا في دارفور الذين ظلوا يعانوا من ويلات الحروب منذ عام 2002م زادتهم الحرب الحالية رهقاً ومشقة تفوق الخيال، حيث بلغ عدد النازحين في مناطق سيطرة حركة/ جيش تحرير السودان أكثر من خمسة ملايين نسمة، ولا تزال أفواج النازحين تتري من مدينة الفاشر وما حولها، ويعيشون في أوضاع إنسانية بالغة السوء، ويفتقدون لأبسط مقومات الحياة ، وشبح المجاعة يلوح في الأفق ، وحالات موت يومي لعشرات الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن بسبب سوء التغذية وانعدام الغذاء والدواء، وللأسف بات الغذاء يستخدم كسلاح في الحرب دون أدنى إعتبار لكرامة وإنسانية الإنسان، في تحلل تام من كل أخلاق أو قيم سماوية أو أرضية.
●ندعو أطراف الصراع التحلي بالشجاعة والوطنية، لحقن دماء شعبنا الذي ظل يرزح في نير الحروب منذ عام 1955م، والإلتزام بكافة قوانين وأخلاق الحرب، ويتنازلوا عن كافة أشكال الأنانية والكبرياء والإنتصار للذات، وينهزموا من أجل السودان ومستقبل الأجيال، فهنالك أكثر من خمسة ملايين طفل خارج نطاق التعليم والملايين بلا عمل أو مرتبات، وقد تدمر السودان وعاد سنوات ضوئية للوراء ، وباتت كيانه السياسي والإجتماعي مهدداً بالفناء من الوجود.
●فيما يتعلق بالوضع الإستثنائي الذي مدينة تعيشه مدينة الفاشر؛ فقد أعلنت الحركة كواجب إنساني وأخلاقي ووطني في 3 يوليو 2024م مبادرة لمعالجة الوضع الإنساني الخطير ، وقد وجدت التأييد من قطاعات واسعة من السودانيين بالداخل والخارج، خاصةً بنات وأبناء الفاشر الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، وبالتالي أصبحت مبادرة لكل السودانيين الذين يؤمنون بوقف الحرب وإنهاء معاناة مواطني الفاشر الذين باتوا بين سندان قنابل الطائرات ومطرقة قذائف المدافع، وتم تشكيل آلية وطنية للمبادرة من قامات سودانية سامقة، للتواصل مع كافة الجهات المعنية داخلياً وخارجياً، ونأمل أن تجد المبادرة الترحيب من كافة أطراف الصراع ، حتى تكون الفاشر خالية البنادق والبارود ، حتي تكون نموذجاً يحتذي به في مناطق ومدن السودان الأخري.
●لبّت الحركة كافة الدعوات من الإتحاد الإفريقي والإيقاد والحكومة المصرية، التي من شأنها التوصل لوقف وإنهاء الحرب بالسودان وإيصال الإغاثة والمساعدات وفتح المسارات الإنسانية، والحل السياسي الشامل والتحول المدني الديموقراطي الكامل، وإلتقت بالعديد من رؤساء الدول والحكومات والمبعوثيين الإقليميين والدوليين والسفراء والمنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية والقوي الوطنية لذات الهدف، وستبذل الحركة كافة الجهودها الممكنة من واقع مسؤوليتها الوطنية لإيجاد حلول حقيقية ونهائية للأزمة الوطنية ، ومخاطبة جذور الأزمة التاريخية بصورة صحيحة، ولن تألوا جهداً في ذلك، وأهمها ضمان وصول الإغاثة والمساعدات الإنسانية لكافة المواطنين في مناطق السودان المختلفة.
●إن حركة/ جيش تحرير السودان تدعم كافة الجهود الوطنية والإقليمية والدولية التي تسعى لوقف وإنهاء الحرب بالسودان ، وتحث المجتمعين الإقليمي والدولي بلعب دور أكثر صرامة ، والقيام بواجباتهما الإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب السوداني، والضغط على أطراف الصراع وحملهم على وقف الحرب وفتح المسارات الإنسانية فوراً دون أي شروط مسبقة، ومعاقبة أي طرف يرفض وقف وإنهاء الحرب ويعرقل وصول الإغاثة والمساعدات وفتح المسارات الإنسانية، فالسودان يعيش حالة مجاعة حقيقية ويحتاج لإرسال إغاثة ومساعدات عاجلة لجميع المتضررين، عبر كافة الطرق والحدود، جواً وبراً وبحراً، دون إنتظار إذن من أي طرف من الأطراف، فكرامة الإنساني وحقه في الحياة مقدمٌ على أي سيادة مدعاة.
●ندعو جميع القوي السياسية والمدنية والشعبية والأهلية والدينية والكيانات الشبابية والنسوية، وكافة شرفاء السودان من أجل الوحدة والتعاضد في ظل هذا الإمتحان الوجودي الذي تمر به بلادنا، وتكوين أكبر جبهة وطنية لإيقاف وإنهاء الحرب، وإقامة حوار سوداني سوداني لا يستثني أحداً سوي المؤتمر الوطني وواجهاته، لمخاطبة جذور الأزمة التأريخية وتحقيق سلام عادل وشامل ومستدام، و التوافق على حكومة إنتقالية مدنية بالكامل من شخصيات مستقلة، وإعادة هيكلة جميع مؤسسات الدولة وفق أسس قومية جديدة تعبر عن تعدد وتنوع السودان، وبناء جيش قومي واحد بعقيدة عسكرية جديدة، وخروج العسكر بشكل نهائي من الحياة السياسية والإقتصادية، وتسليم كافة المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية ،ومحاسبة كافة مرتكبو جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وضمان عدم الإفلات من العقاب، وهي جرائم غير قابلة للتفاوض أو المساومة أو التنازل، وتعويض كافة المتضررين مادياً ومعنوياً، فردياً وجماعياً، وصولاً إلى إنتقال مدني ديمقراطي كامل، وكتابة دستور دائم يستفتي فيه الشعب، وإجراء إنتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة تعبر عن الإرادة الحقيقية للشعب السوداني بنهاية الفترة الإنتقالية تأتي بمن تأتي.
●نجدد موقف الحركة المبدئي الرافض للحرب العبثية التي تجري الآن ، وهو موقف قد أعلنته منذ يومها الأول صبيحة 15 أبريل 2023م ، وعدم إنحيازها لأي طرف من أطراف الصراع، كما ترفض الحركة كافة خطابات العنصرية والكراهية التي يجب محاربتها من كافة بنات وأبناء السودان الشرفاء، وترفض من حيث المبدأ إستهداف أي مواطن سوداني على أساس عرقه أو جهته أو منطقته.
محمد عبد الرحمن الناير
مسؤول القطاع الإعلامي
الناطق الرسمي
حركة/ جيش تحرير السودان
14 أغسطس 2024م