بيان من حركة/ جيش تحرير السودان حول ذكري شهداء بورتسودان 29 يناير 2005م

تمر علينا اليوم 29 يناير 2025م الذكرى العشرين لشهداء بورتسودان، تلك المجزرة البشعة التي إرتكبها نظام الجبهة الإسلامية ضد أهلنا الأبرياء الذين طالبوا بحقوقهم الطبيعية عبر الوسائل السلمية، إلا أن النظام الدموي واجه جموعهم الهادرة بالرصاص الحي، فقتل في الحال نحو 21 شهيداً وعشرات الجرحي والمصابين والمعتقلين.
نحن إذ نحيي هذه الذكري، فإننا نؤكد إلتزامنا الإنساني والوطني، وإنحيازنا التام لقضايا الشعب السوداني قاطبة، وحقه في الحرية والكرامة والتغيير الشامل المفضي إلى بناء دولة المواطنة المتساوية ، ومحاكمة القتلة والمجرمين على كافة الجرائم والإنتهاكات ضد المواطنين السودانيين منذ إنقلاب 30 يونيو 1989م إلى آخر الجرائم التي ترتكب الآن في حرب 15 أبريل 2023م العبثية ، وضمان عدم إفلات أي مجرم من العقاب والمساءلة.
نجدد مطالبتنا للمجتمع الدولي القيام بواجبه الإنساني والأخلاقي بالضغط على سلطة بورتسودان لتسليم المطلوبين لدي المحكمة الجنائية، وفتح تحقيقات ذات مصداقية حول الجرائم والإنتهاكات الخطيرة والمستمرة في السودان منذ 15 أبريل 2023م ولا تزال، وتحديد الجناة ومحاسبتهم.
نحن إذ نحيي هذه الذكرى، نتقدم بأسمى آيات التعازى والمواساة للشعب السوداني وأسر الشهداء في كافة أرجاء السودان، في بورتسودان وكجبار ودارفور وكردفان وجبال النوبة والخرطوم وسنجة والسوكي وسنار وقري الجزيرة والعاصمة الخرطوم، وجميع شهداء الثورات السودانية التراكمية في كافة مناطق السودان التي طالتها الأيادي الآثمة المتعطشة للدماء.
ندعو الشعب السوداني العظيم وكافة قوى الثورة بالإلتفاف حول مبادرة حركة/ جيش تحرير السودان بتكوين الجبهة المدنية العريضة لإيقاف وإنهاء الحرب ، والتصدي بحزم إلى خطابات الكراهية والعنصرية والمناطقية ودعاة تفتيت وحدة السودان، والعمل بلا كلل من أجل إنقاذ بلادنا من شبح التقسيم والتفكك والإنهيار، وإعادة التوازن إلى الخطاب الوطني المسؤول والوجدان والمصير والمستقبل المشترك، والعمل على معالجة الوضع الإنساني المتردي وإنقاذ أرواح المواطنين المحاصرين في المدن الذين يتهددهم قصف الطائرات وقذائف المدافع والمسيرات، وإنقاذ الجوعي الحفاة العراة في مخيمات النزوح واللجوء، ومنع استخدام الغذاء والدواء كسلاح ضد الأبرياء من قبل أطراف الحرب، ومن ثم مخاطبة جذور الأزمة التأريخية عبر حوار سوداني سوداني شامل لا يستثني أحداً سوي حزب المؤتمر الوطني المحلول وواجهاته ، وعدم إتاحة الفرصة لنظام الجبهة الإسلامية لإعادة إنتاج نفسه عبر هذه الحرب اللعينة ، وأن نعمل بإخلاص وتجرد ووطنية من أجل التغيير الشامل والتحول المدني الديمقراطي ، وأن نجعل من مآسي الحرب وأهوالها نفاجاً للوحدة والعمل المشترك من أجل بناء مستقبل أفضل لبلادنا، ويجب علينا التسامي فوق الجراحات والآلام، فالأمم والبلدان العظيمة قد خرجت من رحم المعاناة والإمتحانات العظيمة.
محمد عبد الرحمن الناير
مسؤول القطاع الإعلامي والناطق الرسمي
حركة/ جيش تحرير السودان
29 يناير 2025م