مقالات الرأي

أطفال بلادي وطفولتهم الضائع

بقلم / احمد محمد عبدالله

_ التمس في أعين الصغار ” البراءة ، الجمال ، الأمل ” ولكن أحلامهم ضائعة بين كهوف الجبال ودوي الذخائروالقذائف ، مما جعل حياتهم مليئة بالمتاعب والمعاناة ولكنهم يواجهون تلك المتاعب جميعها من أجل البقاء على قيد الحياة ؛ والمعاناة تلازمهم يوم تلو الأخر ؛ فالسكن دون المستوى المطلوب وغير آمن.

الحكام المستبدين نافرين من شعوبهم ويتسمون بالجمود والعقم والتعصب ضد الأبرياء العزل لا يهمهم ما يعانيه الشعب وصغاره الذين هم المستقبل لكنهم يضيعون والمسؤلين همهم المحافظة على السلطة دون تقديم إصلاحات وطنية ولا يبادرون ولا يساعدون ولا يقومون بواجبهم تجاه هذه المشكلات وعلاجها … تلك الظاهرة أسبابها الحروب والإبادة الجماعية المنظمة والجرائم البشعةالتي مورست ضد الشعب (كالاغتصاب..).
والحل الوحيد هو التفكير في كيفية انهاء تلك الحروب ولا يتم وقفها الا بمناقشة اسبابها من جذورها والمساهمة في وضع حلول تسهم في وقفها مع محاسبة صارمة لمسببيها ومعاقبة من ثبتت ادانته…عقوبة صارمة دون مجاملة ومن ثم الشروع في ازالة آثار تلك الحروب وانقاذ الاجيال من الضياع .

ولكن الأنظمة الدكتاتورية المستبدة تمارس القمع والتنكيل المفرط ضد أبناء وبنات جلدتها بسياسات خبيثة ” فرق تسد ” بتقسيم المجتمع على أساس ديني ، عرقي ، إثني بدلآ عن التسامح وقبول الأخر والضريبة الغالية يدفعها أطفال صغار مكانهم الطبيعي المدارس ولكن أصبح الشارع مقر إقامة دائمة لهم بدلا عن المدارس وهم يصارعون من أجل البقاء. اختفت من وجوهم تلك الإبتسامةالجميلة ابتسامة البراءة تبدلت …بالحزن والأسى وأصبحوا مشردين تلاحقهم الامراض و سوء التغذية أما التعليم فهو حلم بعيد المنال لم يحلموا به بل كل همهم الصراع من أجل البقاء ؛ ودولتهم تغض النظر عنهم كأنهم من كوكب آخر .

من الاسباب الأخرى الوضع الإقتصادي المزري يلعب دورا اساسي في التشرد اذ ان بعض الاسر قدتفقدالسيطرة على ابنائهم لسوء الحال المعيشية مما يتسبب في زيادة عدد الصغار خارج سلطة الأباء والأمهات ، لذا الأطفال يتخذون الشارع بمختلف معانيه بما في ذلك الأماكن المهجورة والطرق كمقر إقامة أو مصدر لكسب المال لضمان البقاء على قيد الحياة دون التمتع بالإشراف أو التوجيه من قبل أولياء الأمور الراشدين.

كل البلدان التي تعاني من نزاعات أهلية وحروبا ؛ نجدها تعاني من هذه الظاهرةالتي هي من الظواهر الخطيرة التي تهدد المجتمعات فلا تقف عند الاطفال المشردين لوحدهم إنما تعم المجتمع بأكمله ويعم ضررها …لأن أطفال هم المستقبل لذا يجب على الجميع الانتباه والمساهمة في علاج هذه الظاهرة وعلى الدولة القيام بدورها تجاه هؤلاء الصغارالذين هم كل الركيزةالأساسية للبلد في المستقبل.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Abubaker abdulshafiy
Abubaker abdulshafiy
1 سنة

الدول الذي لم ولن يؤسس مثل سوداتنا وقارتنا الأفريقية اجمع تتوقع منهم

زر الذهاب إلى الأعلى
1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x