تبت يد القَتَلة المعتدون على المعلمين!
بقلم: عبد الحميد عبدالله (باقا)
في البدء الرحمة والمغفرة لأرواح شهدائنا الأبرار والشفاء العاجل للمصابين والجرحى، والحرية للمعتقلين.
للأسف لقد شاهدتم العنف المفرط في مواجهة المواكب العارمة التي خرجت مناهضةً للإنقلاب، سعياً لتصحيح المسار واستكمال شعارات الثورة (حرية، سلام وعدالة) ، وأن ما يدهشنا هو ضرب وإساءة معلمي مدرسة نيالا الثانوية بنين، ويا للأسف لقد كان ذلك أمام مرأى ومسمع أبناؤهم الطلاب!.
إن أمر قوبل بالرفض والإستهجان والإستنكار الواسع في المحيطين الإقليمي والدولي، ولربما هذه أول سابقة لدى العصر الحديث في الوقت الذي يقف فيه العالم اجلالاً واحتراماً وتبجيلاً وتقديرآ لحملة العلم ومحاربي الجهل، إستلهامآ للعبارة الشهيرة ( قم للمعلم وفِه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا) وهذه الجملة تعبر عن عظمة المعلمين والمعلمات الذين هم قادة ونواة المجتمع ومهندسي الاوطان.
إن هؤلاء المعلمين على أكتافهم تبنى الأوطان وبهم يرتقي المجتمع إلى القمم العليا ، ولكن للأسف لقد ضرِبوا من قبل أناس جهلاء مأجورين، ولا نعلم هل جلسوا هؤلاء يوماً وتلقوا علماً؟ هل يعرفون قيمة العلم والمعلم؟ هل هؤلاء أتوا من أسر ومجتمع ولديهم أبناء وإخوة يدرسون في المدارس؟.
في تقديري يقع على عاتق أبناء السودان عامة ودارفور خاصة أن يعبروا عن رفضهم لهذا السلوك البربري من هؤلاء الجهلة أصحاب العقول العقيمة والذاكرة الخربة، بالخروج في مسيرات هادرة داخل وخارج السودان.
إن تاريخ دارفور يقول بأنها بلد العلم والعلماء، ولا نعلم من أين أتى هؤلاء؟! يجب محاربتهم إجتماعياً ويجب تنظيم وقفات من قبل أبناء دارفور استهجاناً لهذا السلوك حتى نثبت للعالم كافة أن هذه واحدة من جرائم الإنقلاب مثلها مثل جريمتي فض الاعتصام والإنقلاب الذي نتجت عنه جرائم سحل وسحق الأرواح وإتلاف الممتلكات!!
والحل يكمن في تطهير وإعادة هيكلة قوات الشرطة من الفاقد التربوي والأخلاقي ووضع شروط قاسية للإنضمام إليها إبتداءًا من أدنى الرُتب حتى أعلاها، وإقامة دورات وورِش لرفع وعي منسوبيها، حتى يرتقي هذا الجهاز ويقوم بدوره المنوط به كما يجب!!!.
وحينئذٍ نستطيع النوم غريري الأعين ونحن آمنون في بيوتنا.
السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يعود غداً هذا الأستاذ إلى مدرسته ويزاول مهنته وهو قد ضُرب وأُهين أمام أبنائه وطُلابه؟!
14 مارس 2022م