تجار الأزمة القائمة والمجاعة المحتملة
بقلم: أحمد محمد عبد الله
في هذا الظرف التأريخي العصيب و بروز نتائج الحكومات الإستبدادية والطاغية المتعاقبة على السلطة ؛ يمر السودان بمخاض عسير وكارثة إنسانية جسيمة نتيجة لإستمرار الحرب والإبادات الجماعية القائمة بسبب طرفي الصراع والقوى الأخرى المساعدة ” أطماع السلطة ” يعيش المواطن السوداني حياة مأساوية جراء القذف المدفعي الثقيل والذي خلف الآلاف الموتى وعدد كبير من الإصابات ونقص حاد من العلاج والمواد التموينية وظرف إقتصادي مريع يعانيه كل بيت سوداني.
رغم التحديات وبشاعة المشهد يوجد من يستغل الآخر في الولايات الشبه آمنة برفع سعر إيجار المنازل والشقق السكنية المفروشة بأرقام خرافية التي تفرق الناس بدلآ عن إرساء قيم المحبة والسلام والتسامح بين الشعب الواحد والمتعارف عليها بتعايش السلمي ولكن هيهات تغيرت النفوس ولا أحد بالآخر إلا بمصلحة محدد وملايين الأسر بين النزوح واللجوء.
والمجاعة المحتملة أسبابها واضحة جدآ بخروج الآلاف الناس عن الخدمة المدنية وأصبحوا عطالة بلا عمل نسبة لإغلاق المؤسسات الحكومية جراء الحرب العبثي القائم والأكثر ألمآ وقلقآ هو إيقاف الأيدي العاملة في مجال الزراعة في شتى مدن السودان عدا مناطق قليلة منها مارست العمل الزراعي في بعد المدن والأرياف وهذا يمهد لإستنزاف المواد الغذائية لدي الكثير والنتيجة الوخيمة هي فقر مدقع.
لذا الواجب فعله في هذه التوقيت وعلى عاتق أي سوداني موجود في منطقة أو ولاية آمنة أن يحتوي النازحين والفارين عن منازلهم بكل حب وسلام بدل الجشع والطمع لآن الإلفة وكل ما هو جميل سيدوم ويؤسس لطمانينة بين الشعوب السودانية والمال لا يدوم مهما كان الكم ؛ هذه الحرب فضحت الكثير بإظهار نواياهم السيئة المخفية و لا معنى للحرب.
رسالة لكل من ينادي بإستمرار الحرب ؛ دعاة الحسم العسكري ” بل _ جغم ” هذه الصراع لا ناصر فيها حتى الفائز خاسر والمواطن المغلوب لا حياة لمن تنادي وطرفي الصراع القائم يتبادلون التهم وأوهام الإنتصار ولكن القوة من كلا الطرفين موازية ومدعومة من جهات إقليمية آخرى تعمل بشكل جاد لضمان بقاء جهة المنهازة عليها بغض النظر عن الخراب والدمار ؛ لذا الحسم العسكري مجرد وهم وأكذوبة ضد الأبرياء العزل.
فالواجب على كل القوى المدنية والعسكرية بمختلف المسميات ” حركات الكفاح المسلح ، قوى السياسية ، منظمات المجتمع المدني السوداني و منظمات الحقوقية ” العمل معآ لإقناع طرفي الصراع لإيقاف الحرب والإبادات الجماعية القائمة وإنهائها وصولآ للجيش وطني بعقيدة قتالية موحدة قوامها حماية دستور البلد وشعبه ، لذا دعم منبر جدة ضرورة عاجلة لتقليل معاناة الأبرياء العزل وبعدها فتح مجال للملف السياسي بمشاركة الجميع ما عدا النظام البائد وأعوانه لمناقشة المشكلات وأسباب الحروب المتراكمة وتشخيصها ووضع حد لعدم التكرار ومن ثم الشروع لتشكيل حكومة مدنية مستقلة من كفاءات وطنية تعمل وفقآ للبرنامج المتفقة عليها الجميع دون أي مزايدة آخرى.