تهدئة الوضع في الخرطوم وإحراق دارفور: السيناريوهات المحتملة في مفاوضات جدة
بقلم : إبراهيم أبو خليل
مفاوضات جدة هي جهود دولية تهدف إلى إيجاد حل سلمي للصراعات في السودان وتحقيق الاستقرار في البلاد بشكل عام. يتم التفاوض في جدة بين الأطراف المتنازعة في السودان، وتهدف المفاوضات إلى التوصل إلى اتفاق دائم يعالج القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
من الصعب أن نحدد بالضبط كيف ستؤثر هذه المفاوضات على الأوضاع في الخرطوم ودارفور. ولكن بشكل عام، إذا تم التوصل إلى اتفاق شامل ومتوازن، فقد يساهم ذلك في تهدئة الوضع في السودان وتقليل التوترات. وقد يؤدي الاتفاق إلى تحقيق العدالة والمصالحة وإعطاء الأمل للسكان المتضررين.
ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن العملية السياسية والسلمية قد تستغرق وقتًا طويلًا وتتطلب تعاونًا من جميع الأطراف المعنية. وبصفة عامة، من الضروري أن يكون هناك الحوار والمفاوضات لتحقيق السلام والاستقرار في السودان وحل القضايا العالقة بصورة دائمة وشاملة.
تتواصل المعارك التي بدأت في أبريل كلاً من الخرطوم ودارفور في ظل إخفاق مفاوضات جديدة في مدينة جدة الاسبوع الماضي ترعاها السعودية ،والولايات المتحدة الأمريكية حول وقف إطلاق النار بينما الأمم المتحدة تحذر من تزايد الإنتهاكات ضد المدنيين في دارفور خصوصاً في ظل تقارير حول تصاعد العنف والهجمات على المدنيين بما في ذلك أعمال العنف يبدء أنها قائمة على أساس أيدلوجي مناصري مليشيا الدعم السريع الإرهابية ضد السكان المحليين” قتل في غرب دارفور ما يقارب ثمنمائة شخص على يد مليشيا آل دقلو الإرهابية بالجنينة وهي منطقة كانت حتى منأي عن النزاع “
وأسفرت الحرب حتى الآن يبدؤ سقوط أكثر من أثنتي عشر الف قتيل ،وقتيلة من المدنيين كما اوردت إحصاء منظمة (اكليد ) المعنية بضحايا النزاعات كما أدت الي نزوح ولجو اكثر من عشرة مليون سوداني
كما أدت الي شل الخدمات الاساسية في السودان وتدمير أحياء باكملها في العاصمة واقليم دارفور الشاسع بغرب البلاد .
تم إحتراق قرى ،و مدن بأكملها بدارفور بعد غزو المليشيات لها مرة ثانية منذ سقوطها في بداية الألفية الثانية نزحوا سُكان القرى الي معسكرات نزوح جوار المدن الكبرى لياتي حرقهم لمرة ثانية بعد عشرون عام من القتل والتشريد المتواصل حتى أصبحت منطقة كارثية وفق تقارير وكالات أممية السابقة والحالية ،وكان إتفاق وقف إطلاق النار بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع الإرهابية أدى الي تهدئة أعمال العنف حول العاصمة الا أن القتل مستمرة بدارفور ومع دخول الصراع اسبوعها السابع من غزو المدن من قبل مليشيا الجنجويد وإنسحاب الجيش من حاميات وفرق بالمدن أبرزها نيالا ،زالنجي ،الجنينة وهناك احتمالات سقوط الفاشر كسابق الولايات الأخرى.
دعونا نتحدث عن ولاية شرق دارفور “الضعين” هي إحدى اصغر الولايات بدارفور يقطنها مكونات متنوعة يسيطر عليها مجموعة الرزيقات والمعاليا وهي حاضنة إجتماعية لمليشيا آل دقلو الإرهابية (جنجويد ) لم تطلق فيها الا بشريات الغنائم “مسروقات مقتنيات المدنيين من كل ارجاء البلاد واصبح مصدر ارتكاز مليشيا الدعم السريع وتعتبر منطقة حيوية التي تحيد نيالا والفاشر وجنوب السودان وكردفان لذلك سيطرة مليشيا الدعم السريع في غرب كردفان آتيه من قرب منطقة حاضنتهم حتى بعض المجموعات الداعية لآل العباس عرب كردفان ابرزهم المسيرية لدواعي الإنتماء العربي لتحقيق مشروع الإرهاب التجمع العربي وهذا ما يجعل الصراع معقد بالمنطقة .
هنا بعض السيناريوهات المحتملة في الشأن الداخلي :
- توصل الأطراف إلى اتفاق: يكون السيناريو الأمثل هو أن تتوصل الأطراف المتنازعة في السودان إلى اتفاق شامل يحقق الاستقرار والسلام في البلاد. قد تتضمن المفاوضات ترتيبات حول الحكم والقوى السياسية والأمن والموارد الاقتصادية.
- عدم التوصل إلى اتفاق: قد يحدث أيضًا أن لا تتوصل الأطراف إلى اتفاق نهائي في مفاوضات جدة. يمكن أن تستمر المعارك والتوترات بين الفصائل المتنازعة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى استمرار الصراع وعدم الاستقرار في السودان.
- تحقيق تقدم محدود: قد تتوصل الأطراف إلى تقدم محدود في المفاوضات بدون الوصول إلى اتفاق نهائي. في هذه الحالة، قد يتم التوافق على بعض القضايا وإجراءات الثقة، مما يمهد الطريق لمفاوضات أخرى في المستقبل.
4.دخول الحركات غير الموقعة : مما يجعل الموازنة السياسية بجانبين منها تهدئة الوضع بعد تواصل الأطراف المتنازعة وجعل الحوار الشامل حول قضايا الوطنية(السياسية -الاجتماعية -الاقتصادية -الموارد ) وتشكيل حكومة انتقالية يتفق عليها الجميع ،ومنها تحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة مجرمي الحرب ودمج القوة المسلحة تحت مسمى القوات المسلحة الوطنية ذات عقيدة قتالية واحدة “الوطن ،المواطن”.
الجانب الثاني خوض المعارك مع كل الأطراف وتوسيع مناطق السيطرة دون إستثناء اي قوة مسلحة ويصبح الصراع مع مليشيا الجنجويد أمراً حساماً عندما يشعل نيران كل الجبهات بالإضافة للمقاومة الشعبية من غزو مليشيا الدعم السريع الإرهابية بالبلاد ،ومنها إتفاق بين القادة العسكريين واعلان جبهة مقاومة وطنية جامع كل الأطراف وتشكيل حكومة طواري لفترة عامين لحل القضايا الأمنية وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية ودمج كل القوات في المؤسسات الأمنية الثلاث الجيش ،الشرطة ،جهاز المخابرات مع إغلاق الحدود من كل الدول وإغلاق سفارات بعض الدول المتآمرة للسودان .
من المهم أن نذكر أن هذه السيناريوهات تعتمد على الظروف الراهنة والمصالح المشتركة للأطراف المتنازعة في السودان. قد يكون هناك سيناريوهات أخرى محتملة تتعلق بنتائج مفاوضات جدة.