مقالات الرأي

التحول الديمقراطي لفظ رنان في ألسن الإنقلابيين

بقلم : نصرالدين عبدالمولي محمد

التحول الديمقراطي ليس سلعة تجارية يتم تسويقها في عقول المجتمع و إستخدامها في سياسة المزابنة لأجل تحقيق مكاسب حزبية أو شخصية ، ولا مجرد كلمة منمقة تدغدغ بها مشاعر المجتمع ليطرب في خيالهم .
بل من السذاجة والتعري والنفاق السياسي من قبل الإنتهازيين ؛ والتناقض ليس من العقلانية أن تنادي بمبدأ أنت ضده بصورة مباشرة.

فالتحول الديمقراطي ليس منحة تمنح من قبل الإنقلابيين في منصاتهم ومنابرهم وندواتهم ، ولكنها بحاجة إلى فعل الفاعل ، وهذا لا يتجسد إلا من الثوار الأحرار الغيورين الصادقين ، الذين مهروا بأرواحهم ثمناً للتغيير لبناء وطن يسع الجميع بعيداً عن التمييز الشكلي والظاهري.

من الزيف المنحط في عقول الإنقلابيين، وتشويه لقيم الديمقراطية في جوهرها، فالتحول الديمقراطي لايتحقق في لسان من ينتهك الحريات ويقمع ويقتل شعبه، فالتحول الديمقراطي لايتحقق في ظل وجود قوة القمع والعنف لديها الإستقلالية الذاتية لحماية المستبدين ، والغريب في الأمر كل الإنقلابيين في مجلس السيادة لديهم قوات خاصة؛ وهي تعتبر مهدد حقيقي للتحول الديمقراطي في السودان.

فالتحول الديمقراطي لايمكن إقامته إلا بعد حل كل هذه القوات الخاصة ويتم تأهيلها ودمجها في الجيش لتأسيس جيش وطني لديه عقيدة قتالية موحدة لحمايه الأرض والمواطن والدستور، و أيضاً تعد من المهددات الحقيقية للتحول الديمقراطي بنية مشاريع الأحزاب السياسية التي إتخذت الديمقراطية ستار للمحافظة على الثوابت الإجتماعية الضيقه وليس لبناء دولة للمحافظة على هذا التعدد والتنوع الزاخر الذي يتمتع به السودان.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x