مقالات الرأي

الأزمة السياسية السودانية وهشاشة الإدارة

بقلم: جلال محمد

السودان دولة متعددة ومتنوعة جغرافياً وثقافياً واجتماعياً،و هذا التنوع و التعدد بدلاً من أن يكون مصدراً للقوة اصبح مصدراً للاستغلال والإهانة والاستفزاز ،وذلك نتيجةً للأزمات المتراكمة والمتعمدة منذ أمد بعيد من قبل النخب الحاكمة وما زالت تتشبث في إدارة البلاد. وتمارس العمالة والتآمر ضد مصالح الشعب السوداني،وذلك ناتج من عقمهم الفكري وعدم مقدرتهم وعجزهم على خلق برامج اقتصادية وسياسية ،لإدارة وقيادة البلاد بشكل أمثل يليق بمقام الشعب السوداني الثائر.
وتلبية احتياجاتهم الأساسية وإدارة الموارد البشرية والطبيعية ،وتوظيف جميع الطاقات والخبرات والإمكانات المتاحة لدى الشعب السوداني،لبناء دولة عصرية قوية وناهضة اقتصادياً.
ودولة ذات سيادة ولها مكانة سياسية واقتصادية،وثقافية واجتماعية لها هيبة بين الامم والشعوب.

-إلا أن هذا التعمد والهشاشة للوضع وعدم احتواء الأزمة السياسية والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية،التي تسببت فيها الحكومة الانتقالية بشقيها العسكري والمدني الذين تسلقوا وتسلطوا عنوةً على اكتاف وجثث الثوار الاحرار و شهداء الثورات السودانية المتراكمة وهم يفتقرون للبرامج والمشاريع السياسية …التي تسهم لحل هذه الأزمات .

ولكنهم مستمرين في افتعال مشاكل،وإشعال نار الحرب في أنحاء البلاد،بترهيب وترويع المواطنين،بمليشيات الجنجويد،واللجنة الأمنية للنظام البائد.
فإذا استمر هذا الامر قد يقود البلاد الى مأزق خطير،وقد يؤدي الى حرب شاملة في جميع أطراف البلاد.
وأن ناقوس الخطر قد رن فاذا انفجرت الأوضاع هذه المرة ستكون مختلفة وليست كسابقاتها.

وقد شعر البعض بذلك خاصة أصحاب الامتيازات التاريخية والمصالح الشخصية قد شعروا بقرب الخطر إلا أنهم،متعاونين مع المجلس العسكري و اللجنة الأمنية للنظام البائد لجر وسحب الحرب الى ميادين القتال الاخرى،كالمعتاد،إلا أن هذا الامر لم تحدث وقد تكون الحرب هذه المرة في الخرطوم،كتجربة جديدة لميدان الحرب.

-لذا على الشعب السوداني والثوار الأحرار و جميع لجان المقاومة ،بأن لا ينخدعوا في المرحلة المقبلة،رغم هشاشة وضعف تنظيم الشارع،على الثوار أن يصمدوا ويستمروا في مناهضة العسكر و الفلول وجميع التنظيمات السياسية و الطوائف الدينية ورجال الإدارات الأهلية الذين باعوا انفسهم والذين شاركوا في تلك الاتفاقيات الثنائيةالمتكررة ،التي لم نجني منها نفعاً غير التنكيل وسفك الدماء والاستمرار في الحرب والنهب والسلب لموارد الشعب السوداني بطرق مختلفة ومتعددة وممارسة العنف ضد الشعب السوداني الأعزل،وأن الاتفاقية القادمة اي ما يسمى بالاتفاق الاطاري لن تحدث تغيير في الواقع لأنها لم تصاغ بأيادي وفكر سوداني،ولن تلبي وتخاطب المشكلات السياسية والاقتصادية وقضايا الحرب والسلام وجبر الضرر ووضع حلول جذريةلها .

-ايضاً على جميع الشعب السوداني ان يدركوا ويعوا بالمخططات التي تخطط لها دول الجوار،في تدمير الشعب السوداني وضربه من جذوره وذلك عن طريق عملائها من العسكريين والساسة المدنيين ،كما ترون في هذه الأيام الحملات الإعلامية والترويج لأنواع كثيرة للمخدرات الا أن التركيز العالي على مخدر (الآيس او الشبو)لذلك لا تهتموا بهذا رغم أنها خطيرة حسب وصفها من المختصين ولكن ليست بجديد لان النظام البائد معظم قيادتها كانوا تجار مخدرات ما الى ذلك ،الا ان السؤال الذي نطرحها لماذا الترويج لهذا المخدر؟ تحديداً وفي هذا الوقت؟ الإجابة على هذه الاستفهامات بسيطة ،هي توجيه الرأي العام في الاتجاه الخطأ لغرض تمرير اجندة سياسية واقتصادية واجتماعية خبيثة،وتحقيق بعض المصالح و المكاسب السياسية وإرضاء اسيادهم من دول الجوار واللا جوار،وضحيتها الشعب السوداني،لذلك لابد من التصدي لها من كل الثوار السودانيين المهمومين بقضايا وطنهم.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x