مقالات الرأي

حرب الإدعاءات والإنتصارات الزائفة

بقلم: خالد آدم (قانون)

الحرب تعنى وجود العنف واللا سلام الذي يمكن ان يعيش مجتمع ما، وهذا سمة قديمة قدم الزمان، لأن الانسان بطبعه كائن يحب السيطرة ويبحث عن الكمال رغم عدم إمكانية البشر أساساً من تحقيق الكمال، لأنه من صفات الخالق، ولهذا السبب يبذل قصار جهده لتحقيقه، ومع ذلك لن يستطع.

الحياة عبارة عن حلقة من المصالح بين البشر فمتى ما تضاربت تلك المصالح تحول ذلك إلى صراعات ثم تتطور.
حرب ١٥ أبريل التي شنتها أطراف ذات مصالح، فهذه الحرب، حرب الأبواق المبتورة بمصطلحات ((البلابسة، بل بس و الدعامة، أبُلدا أم قاش))، أصبحت فيها المصدقية غائبة تماماً، فإنها حرب الإدعاءات، وما أكثر ما هو حاصل في الارض ، ينشره أحد الطرفين فيديو لا يتجاوز 5 دقائق يقول انه مسيطر على المنطقة x، وأن هنالك خسائر في العتاد والأرواح للطرف الآخر، ويأتي الإتجاه المعاكس يبث فيديو يكذب الطرف الآخر ويقول إنه المسيطر ووووالخ.
هذا السيناريو أصبح لا جديد فيه، ولم يلفت أحداً، والغريب في الأمر تجد البعض يبدأون في الإحتفالات الهلامية وكأن الحرب إنتهت بهذه الدعاية الوهمية لإنتصارات لا تتجاوز حدود عمارة أو شارع واحد ، وسواقة البسطاء بالخلاء عبر شعارات مبجلة تمجد طرف واحد، وهذا مثله مثل المخدرات يجعل الكثير من البسطاء وأصحاب الأفق الضيق ينسون قضيتهم وما يرجوه حقاً لتحقيقه في وطنه، ويا للأسف في وطني أصبحت حقوقنا أمنيات، ونأمل أن تتحقق، والظالم شريف والمظلوم مجرم وهكذا..!.

الحرب الحالية هي إمتداد للمظالم التأريخية منذ الإستقلال 1956م، ولم ينجح في أي شئ، لأنه أصبح في آخر تجلياته عبارة عن لهيب بركان يحصد أبناء بلادي الأبرياء المدنيين والعسكريين بحجة حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، حرب عبثية بقالب حرب الوكالات وإصطفافات المصالح المرحلية، وأصبحت ثقافة القطيع تمشي فينا كالنار في الهشيم الكثيف، والبعض يذهب إلى أطروحة مغايرة يضع كل من لم يكن مطبلاً جيداً، حتما سيكون غير وطني في نظرهم، وعندما يكتب أحدهم بوستاً يمجد فيه سوء دولة الإنتهازية أو في الضفة الأخري يطبل للمليشيا بحجة أن الدولة القديمة هي السبب، ونسوا أن هذه المليشيات قد تم تكوينها لدحرهم وكتم أفواه كل من يعارضهم، ولكن هيهات نقولها بالفم المليان اوقفوا الحرب لأن الضحية هو المواطن فقط، وأن الحسم العسكري لا يجلب سوي مزيد من إراقة الدماء، فبالحوار السوداني السوداني يمكن أن نصل لسلام يجمعنا بدلاً عن فُرقتنا، وذلك بعد أن تضع الحرب أوزارها ونجلس كلنا كأبناء الوطن في طاولة واحدة ما عدا النظام البائد وأعوانه، لنناقش جذور الأزمة التاريخية ونؤسس لمبادئ تكون سلم العبور للمرحلة الإنتقالية، ومنها يأتي أشخاص وطنيون لقيادة المرحلة، وعمل ترميمات جذرية وإصلاح ما تبقى من الوطن المجروح.

#الرحمة والمغفرة للشهداء وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين

نعم لوقف الحرب

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x