مقالات الرأي

الـصـراع بـيـن الـسـودان وأثـيـوبـيـا: مـنـطـقـة الـفـشـقـة، إقـلـيـم الـتـغـراي الاثـيـوبـي وسـد الـنـهـضـة..!!

السيناتور مبارك الباحث في الدراسات الإستراتيجية

نشأة التوتر العسكري في الحدود بين إثيوبيا والسودان والصراع في إقليم تغراي الأثيوبي ونزوح الآلاف إلي ولاية القضارف وكسلا السودانيتين وأن هذه الصراع له خلفيات أخري وما قام به رئيس الوزراء السابق الدكتور عبدالله حمدوك العام الماضي 2021 بزيارة إلي إلي أديس أبابا وكان ذلك أثناء إحتدام المعارك بين القوات المسلحة السودانية والجيش الفيدرالي الأثيوبي وقصف الجيش الأثيوبي عمدآ بينما قال رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد أنه يتابع الحادثة الحدودية مع السودان مشيراً أنه لن تؤثر في العلاقات بين البلدين الخرطوم واديس أبابا وأرسلت الجيش السوداني تعزيزات عسكرية كبيرة إلي منطقة الفشقة الحدودية بعد مقتل عدد من جنوده كما تقدم الخرطوم بشكوة إلي الاتحاد الافريقي ومنظمة الايغاد بشأن الاعتداءات الإثيوبية بينما تفقد رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان ورئيس أركان الجيش الفريق محمد عثمان الحسين وقيادات من الجيش إلي ولاية القضارف لتفقد القوات السودانية المتمركزة بالمنطقة بعد حادثة الاعتداءات من قبل القوات الإثيوبية مدعمومة من قوات الامهرة وصرح الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني التواصل مع الجيش الأثيوبي لوقف الاعتداءات ومن ناحية أخرى مشدداً تحدث أنه سنتصدي بأي محاولات عسكرية لاختراق حدود السودان، وتعتبر الصراع في إقليم تغراي إلي أبعاد أخري خارج الحدود الإثيوبية أم أنه سيلملم بتصريحات رئيس الحكومة الإثيوبية أبي أحمد، وتعمد قصف الجيش الأثيوبي علي القوات المسلحة السودانية بقتل جنود سودانيين في منطقة الفشقة وهي أرض تابعا للسودان وأثيوبيا تعترف بها أنها منطقة سودانية وكان اخلاء الجيش السوداني طيلة الخمسة وعشرون عاماً وكان هناك مزارعون أثيوبيون من إقليم التغراي وأقليم الامهرة إستقروا في المنطقة وكانوا يزرعون بهذه المنطقة وكان توجد لها عصابات متفلتة تسمي بعصابات ( الشفتة ) تقوم بحماية المزارعين الاثيوبيين بهذه المنطقة وهي منطقة حدودية ومحاطة بسلاسل من الجبال، وتعتبر منطقة الفشقة من أميز المناطق الخصبة في السودان وكانت تحدث فيها النهب والقتل والاعتداءات علي المزارعين السودانيين ويقابله الحكومة السودانية بتفاهمات ولكن طوال السنوات الماضية لم تحدث فيها اشتباكات بين الجيشين إلا العصابات التي تقوم بهذه الأعمال، والقوات الإثيوبية المدعومة من قوات إقليم الامهرة أنها تعقب علي قوات الجبهة الشعبية لتحرير إقليم التغراي من هذا التوتر وتعتبر الحدود الإثيوبية السودانية هي أقرب إلي الحدود المفتوحة بين البلدين وهناك مزارع مشتركة وعلاقات حدودية بين القبائل إجتماعية وسياسية وكثير من المزارعين الاثيوبيين يدخلون إلي لأراضي السودانية وسيطروا علي المزارع وتم الاستيلاء علي بعض الأراضي بالقوة بعصابات الشفتة وتحدث مشاكل كثيرة في الحدود السودانية الإثيوبية وما تقوم به المليشيات الإثيوبية بالاعتداءات المتكررة علي المزارعين والمزارع والحصاد وهذه المسألة مفهومة بين الطرفين السوداني والاثيوبي ومنذ إستغلال السودان كانت كل المشاكل تحل في الإطار السياسي وليس في الإطار العسكري كما يحدث الآن في الاشتباكات بين الجيشين، كانت تتم بمعالجات سياسية عبر حكومات البلدين لحل الازمات وحتي العمال الاثيوبيين في موسم الحصاد والزراعة في منطقة القضارف يدخلون السودان بدون وثائق رسمية كانت المسائل تتم بالعرفية غير الرسمية كما في الإجراءات الرسمية كالفيزة والوثائق التي تتم بواسطة سلطات الهجرة والجوازات المعروفة في كل بلدان العالم، وكان العمال الاثيوبيين يتحركون بالحرية دون أي صعوبات تواجهم.

وفي العام 2021 إتهم البرلمان الأثيوبي بأن الجيش السوداني تدعم قوات الجبهة الشعبية لتحرير إقليم التغراي وكان زيارة الدكتور عبدالله حمدوك مقررة يومين وإنتهي بخلال ساعتين ومن كان من المستبعد أن تحل قضايا سد النهضة الاثيوبي والحدود بين السودان وأثيوبيا مهما كانت التوافق بين الطرفين وهذه القضايا كانت مستمرة أكثر من عشرة سنوات وكان هناك غموض في الأمر وكل الهجمات كانت بمساندة القوات العسكرية المنظمة في إقليم الأمهرة وليس عصابات الفشتة بنسبة للأسلحة التي استخدمت من قبل الطرف الجيش الفيدرالي الأثيوبي، وعرقية الامهرة هي من إحدي العشيرة أو القبيلة من ضمن عشرات القبائل الإثيوبية التي يتكون الفسيفساء الأثيوبي هي التي ينتمي إليها رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد وهي تكره التغراي الذين كانوا ضمن منظومة الحكم والبرلمان باثيوبيا قبل مجيئى رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد، وتعتبر الجانبين السوداني والاثيوبي كانوا لايريدون تفاقم الصراع المتجددة التي تحدث من حين لآخر في المنطقة الحدودية الفشقة وهذه المنطقة ليست وليدة اليوم هذه المنطقة تعرضت لهجوم أكثر من مرة من قبل مليشيات الشفتة الإثيوبية التي تحمي المزارعين الاثيوبيين في هذه المنطقة علي مدي سنوات طويلة وتتعرض المزارعين السودانيين بالقتل والنهب والسرقة دون أن يحميهم الجيش السوداني، وتأمين المزارعين الاثيوبيين في هذه المنطقة ومن جانب السوداني يقابله برد والموقف التفاهمي علي مدي السنوات الماضية أكبر من ربع قرن وهذه الاشتباكات حدثت بالتزامن مع الصراعات الداخلية الإثيوبية والصراع بين الحكومة الفيدرالية باديس ابابا والجبهة الشعبية لتحرير إقليم التغراي وإنتشر الجيش السوداني بكثافة علي الحدود مع إثيوبيا نتيجة لنزوح الآلاف الاثيوبيين إلي السودان وبالتالي إنتشار الجيش السوداني وتواجده علي الشريط الحدودي مما أزعج الطرف الاثيوبي وسيطرة القوات المسلحة السودانية أكثر من 95% من أراضي منطقة الفشقة والسيطرة الكاملةعلي الأراضي السودانية، ودائما إثيوبيا تتاجج أن هذه الاشتباكات نتيجة مليشيات وليست والجيش الفيدرالي الاثيوبي ولكن هذه المرة كل المعلومات تؤكد أن ماحدث للجيش السوداني من هجوم من قبل الجيش الفيدرالي الاثيوبي المنظم مما أدئ إلي توتر العلاقات بين البلدين وأن الحكومة الإثيوبية تعترف أن منطقة الفشقة هي منطقة سودانية وأثيوبيا لا تقول أن الفشقة تابعا له وتعترف بأن المنطقة تابعا الأراضي السودانية وبالتالي أن هذه المشكلة بسيطة ويمكن أن تحل في الإطار البيت الأفريقي أن توفرت إرادة من الطرف الاثيوبي، وكان هناك اللجان بين الجانبين ولكن بعد سقوط النظام في السودان تغيرت الأمور باكثر من ذلك وفي أثناء فترة نظام الرئيس المعزول عمر البشير كان هناك شبه اتفاق أنه يمكن للحكومة الإثيوبية الاستفادة من هذه المنطقة زراعيا في مقابل تنسيقات معينة بين الحكومتين أما بعد التغيير في السودان الوضع اختلف وطالما اثيوبيا تعترف منطقة الفشقة بأنها اراضي سودانية أن تكون هناك حل لهذه الأزمة وأن ينتشر الجيش السوداني في المنطقة وايضا الجيش الفيدرالي الاثيوبي علي الحدود وتفعيل اللجان المشتركة لمراقبة الحدود، وأن طوال السنوات الماضية إذا قامت اثيوبيا بالعمل العسكري فلا ترد السودان ربع قرن وتريد السودان أن تكون له موقف حاسم والمشكلة الأساسية في اثيوبيا بأن المعتقد التاريخي لعرقية الامهرة بأن و هذه المنطقة هي منطقة أجدادهم ليس فقط منطقة الفشقة ولكن يتصورون أنها مناطق أجدادهم تصل حتي ولاية القضارف وعندما يتحرك الجيش الفيدرالي الاثيوبي رئيس الوزراء أبي أحمد ينتمي من هذه العرقية وبالتالي حل النزاع سوف تواجه صعوبات في هذا التوقيت وأن هذه العرقية لن تسمح ابدأ بترسيم الحدود والاعتراف بها رسمياً من اللجان الحدود بأنها سودانية والجيش السوداني تسيطر عليه وتنسحب المزارعين الاثيوبيين وهذا النزاع لن تحل بسهولة إلا إذا كان هناك موقف قوي لرئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد للاعلان بترسيم الحدود كما كان في العام 1902 بين البلدين علي أن تحل هذه المشكلة إلي الأبد ولكن التعقيدات القبلية هي من تقف عثرة أمام تسوية النزاع.

أما ملف سد النهضة الاثيوبي أثيوبيا لاتري أن السودان متشددة بموضوع سد النهضة وهي التقارب بين المسؤولين البلدين ويصل إلي تفاهمات من هنا وهناك يعني أن السودان له متطلبات في سد النهضة وتقف مع المتطلبات المصريةوتقف اكثر علي مصالحه الداخلية الذاتية في سد النهضة، والصراع التي نشأة في إقليم تغراي الأثيوبي صعبة وهناك أخبار وأقاويل في الداخل الاثيوبي بأن السودان قد تصطف علي جانب إقليم التغراي الأثيوبي في صراعها ضد أبي أحمد وهذه المسألة أيضا أزعج الجيش الفيدرالي الاثيوبي اكثر من موضوع سد النهضة وسيخلق توترات جديدة في المنطقة وأن دولة إريتريا علي خط الصراع ضد إقليم تغراي الأثيوبي وفي حادثة الاسبوع الماضي أقدم الجيش الفيدرالي الاثيوبي بقتل سبعة أسري من الجنود السودانيين ومواطن مدني بعد اختطافهم من داخل الأراضي السودانية في النصف الأخير من شهر يونيو حزيران 2022 وتم تمثيل هؤلاء الأسري علي الملأ داخل الأراضي الأثيوبية وتشهد منطقة الفشقة الزراعية بين السودان وأثيوبيا صراعا مضطربا حول الأرض باتهامات متبادلة بين الطرفين بخلاف التوتر بشأن سد النهضة، ومنطقة الفشقة هي كانت تجاوزات الأنظمة المتعاقبة علي حكم السودان وكانت هذه الأنظمة لديها صراعات داخلية سواء كان الحرب في إقليم جنوب السودان آنذاك النيل الازرق وجبال النوبة والصراع في إقليم دارفور غرب السودان، وكانت الحكومات المتعاقبة علي حكم السودان تتخوف بفتح جبهات القتال مع الطرف الخارجي وبالتالي استرداد الأراضي السودانية كانت تؤدي إلي السقوط وهي من الأسباب الرئيسية التي أنتج الصراع بين السودان وأثيوبيا وبسببه ظلت القوات المسلحة السودانية طوال فترتها خارج دائرة منطقة الفشقة حتى إندلعت الحرب في إقليم تغراي الأثيوبي في تشرين الثاني نوفمبر 2020 وعاد الجيش السوداني في المنطقة بعد أكثر من خمسة وعشرين عاماً من أجل استعادة الأراضي المسروقة من قبل مليشيات الشفتة الإثيوبية.

مقالات ذات صلة

4 1 vote
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x