مقالات الرأي

دعاة الحرب يأمرونكم بالرجوع لما خلفوه من رماد…..!!

بقلم: السمؤال جمال

يُحكى أن رجلاً دفن كلباً في مقابر البشر، فشكاه الناس إلى القاضي، فاستدعاه القاضي وسأله عن حقيقة ما نُسب إليه،
فقال الرجل: نعم لقد أوصاني الكلب بذلك فنفذت وصيته،
فقال القاضي: ويحك أتستهزيء بنا؟!
فقال الرجل: وقد أوصاني الكلب أيضاً أن أُعطي (10000) دينار للقاضي…!!
فقال القاضي: رحم الله الكلب الفقيد…!! فتعجب الناس من القاضي وكيف تغير في الحال…!!.
فقال لهم القاضي: لا تتعجبوا فقد تأملت في أمر هذا الكلب الصالح فوجدته من نسل كلب أصحاب أهل الكهف…!!.

إنه حالنا اليوم..
فلم نعجب لأن ما يقوم به البلابسة هو إمتداد لتاريخ الشر وإرث قديم لأفعالهم وممارساتهم، وربما أصدق البراهين الطبيعية التي تدحض ما تبقى من شك في أن لهذا الصفوى جذراً وحشياً يتنفسه الآن على هيئة صراع دموي، منفصلاً عن شكله الإنساني القويم.
فماذا بعد الحرب؟
ماذا بعد مشاهد القيامة هذه والمسار المأساوي والجحيم الذي تُساق إليه البشرية قسراً كل يوم؟ ماذا بعد أن تصير الأوطان رماداً والمدن أطلالاً والحياة بكلها ثكنة عسكرية؟ ماذا بعد إنتصار نشوة الموت على الحياة؟!.

إن هذا الخراب الكبير الذي تركوه، يقوم دليلاً على ما يكنونه من حقد وغل على الشعب السودانى الذي رفضهم وأسقط حكمهم ؟.
ثم ماذا بعد صور النزوح المؤلمة وإفراغ الأوطان من أهلها ليعيشوا حياة الضياع والتشرد والذل والهوان؟!

يأتى من لا ينظر إلا لمصلحته الشخصية الدنيئة، ويدعو الناس للعودة إلى الخرطوم المحترقة والمدمرة…!!.

يا بلبوسي إن البل الذى تنادى به قد وسع الجميع، فهل تعلم يا من تدعو الناس للعودة إلى المحترقة وانت وأسرتك تعيشون فى النعيم ورغد العيش في البلاد البعيدة، وتدفع البسطاء للمحرقة التي أشعلتم نارها وهربتم؟

لا مجال للعودة إلا بعد إيقاف الحرب اللعينة،
لا عودة للخرطوم أو اى مدينة أخرى إلا بعد أن يأتى سلام حقيقى يخاطب جذور الأزمة التى بسببها اندلعت الحرب و الأزمات التاريخية التى ظلت تنخر فى عظم الشعب السودانى.

لا عودة يا بلبوسي طالما هناك من ينادى باستمرارية هذه الحرب ويحرض على خطاب الكراهية التفرقة العنصرية.

من يدعو الناس للعودة، عليه أن يعود للخرطوم أولاً، ويتنسم نسائم شارع النيل
ويشرب القهوة فى حواري السوق العربى،
ويزور صباحاً السوق المركزى ، ثم يذهب لقندهار، وليعزمنا وجبة من لحم الإبل،
و يدخل بنك الخرطوم فرع أم درمان ليسحب ما يحتاجه من نقود، ويواصل رحلته إلى صيدلية سعد رشوان،
ويصلى الظهر فى مسجد النيلين،
ومن بعدها إن لم يفق من هذا الوهم، فإنه ميؤساً من حاله..!!.

سيعود السودانيون إلى ديارهم بعد كنس الفلول وبلابستهم من آخر شبر من أرض الوطن الجريح.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x