حق المرأة في التعليم
مكارم محمد عثمان
إن المرأة السودانية قد تعرضت للإضطهاد والتعنيف وهضم الحقوق لا سيما حقها في التعليم ولا يزال هذا الأمر مستمراً بطريقة وأخري ، ولكن مع كل ذلك فهي قادرة على إقتلاع حقها في التعليم وفرض نفسها في كافة المناحي التعليمية والعلمية والحياتية، فهي أساس المجتمع ، فما من منصب أو موقع تقلدته المرأة السودانية إلا وأضافت فيه إضافة حقيقية وتميزت وأبدعت وكانت أهلاً للمسؤولية ، وكلما زادت معاناة المرأة وزاد بؤوسها أبدعت وإزدادت قوة وعزم فهي كما الحديد يقوى بالإنصهار.
يتجسد إقتلاع الحقوق في تلك القاصر التي زُوجت رغماً عن إرادتها وأنجبت ، وبمجرد إكتمال أهليتها القانونية قررت الإنفصال وإكمال تعليمها ليقينها أن العلم سلاح فتاك في مواجهة الجهل والتخلف ، وبالمقابل كم من قاصر ظُلمت وعُنفت وسُلب حقها في التعليم بحجة أن المدارس والجامعات تفسد البنت!.
في الحقيقة أن حُجة التعليم يُفسد المرأة مجرد حُجة واهية لمدارة السبب الحقيقي ، وهو فقر وحاجة الأُسر لتوفير المصروفات التي تحتاجها البنت في رحلة التعليم ، والبعض يعتقد أن المرأة قد خُلقت فقط للمكوث في المنزل والإنجاب فليس هنالك داعي لتعليمها من الأساس ، ونسوا أن المرأة هي الدينمو المحرك للمجتمع فهي من تنشيء الأجيال ، فإذا فسدت فسدوا وإذا صلحت صلحوا.
مؤخراً تدنت نسبة إستيعاب البنات في مرحلة التعليم قبل المدرسي ، حيث ذكر راديو دبنقا في عام ٢٠١٨م (قالتْ إدارة تعليم البنات بوزارة التربية والتعليم ، إنَّ الفقر أكبر مهدد للتعليم خاصة تعليم البنات ، بجانب العادات والتقاليد غيرالمتصالحة مع تعليمهن. ، وأعلنتْ مدير إدارة تعليم البنات بوزارة التربية والتعليم مناهل بشير إدريس في ورشة متعلقة بتعليم البنات بالبرلمان عن تدني نسبة الإستيعاب للتعليم قبل المدرسي بالولايات ، حيث بلغ نسبة 18.9% بشرق دارفور من بينهم 21% بنات 16.9% أولاد ، بينما سجلت وسط دارفور 27.1% بلغ استيعاب البنات 27.8% والأولاد 26.3% ، واوضحت أن نسبة الاستيعاب بولاية غرب دارفور بلغت 28.2% البنات و30.% للأولاد بينما بلغت النسبة في جنوب دارفور 29.6% البنات 30.6% والأولاد 28.7%.) ، فمن الضروري إيجاد حلول لحث الأسر على أهمية تعليم المرأة وأن التعليم حق من حقوق الإنسان وفقاً للمعاهدات والإتفاقيات الدولية وعلى الدولة أن تضع تعليم المرأة في أول هرم الأولويات.
عزيزتي المرأة في بقاع السودان عامة ومناطق النزاع على وجه الخصوص ، ناضلي وكافحي وتعلمي فأنتِ الكل وبك تنهض الأمم والشعوب ، فالتعليم حق وليس منحة أو هبة تمنح لك من أحد.
Makarimmu@gmail.com
20 فبراير 2022م