حينما تسقط المبادئ
بقلم : نزار أحمد بريمة
يحكى أن حجر وقع على ذيل ثعلب ذات يوم فقطع ذيله . فرآه ثعلب آخر فسأله لم قطعت ذيلك ؟ قال له إني أشعر بسعادة وكأني طائر في الهواء يالها من متعة .
فجعله يقطع ذيله ! فلما شعر بألم شديد ولم يجد متعة مثله ، سأله : لما كذبت عليّ ؟
قال : إن أخبرت الثعالب بألمك لن يقطعوا ذيولهم وسيسخرون منا . فظلوا يخبرون كل من يجدوه بمتعتهم حتى أصبح غالب الثعالب دون ذيل! ثم إنهم صاروا كلما رأوا ثعلبا بذيل سخروا منه !
( فإذا عم الفساد صار الناس يعيرون الصالحين بصلاحهم ! وإتخذهم السفهاء سخرية )
و قال أحد “ليأتين على الناس زمان يُعَيَّر المؤمن بإيمانه كما يعير اليومَ الفاجر بفجوره حتى يقال للرجل إنك مؤمن فقيه”
إن المجتمع الفاســـــــد إذا لم يجد للمصلحيـــــن تهمــــــة .. عيّرهـــــم بأجمــــــل ما فيهـــــم ..
ألم يقل قوم لوط : ( أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهّـــــــــــرون .
ويحكى أن رجلا دفن كلبآ في مقابر المسلمين ،
فشكاه الناس إلى القاضي ، فإستدعاه القاضي وسأله عن حقيقة ما نسب إليه فقال الرجل : نعم لقد أوصاني الكلب بذلك فنفذت وصيته .
فقال القاضي : ويحك أتستهزيء بنا .
فقال الرجل : وقد أوصاني الكلب أيضاً أن أعطي 10000 (عشرة الف)دينار للقاضي ..
فقال القاضي : رحم الله الكلب الفقيد ، فتعجب الناس من القاضي وكيف تغير في الحال؟ ،
فقال لهم القاضي :
لا تتعجبوا ؛فقد تأملت في أمر هذا الكلب الصالح فوجدته من نسل كلب أصحاب الكهف .
هذا حالنا اليوم..
بعض الناس تتغير مبادئهم ومواقفهم كالثعالب التي فقدت ذيولها أو كالقضاء فينطقون بالباطل ويدافعون عنه حسب رغباتهم وما تقتضيه مصالحهم.
22 مارس 2022م