دكتور الماحي أدونا في السطور
بقلم: عمار إسماعيل
“ما أشرقت في الكون حضارة إلا وكانت من ضياء المعلم “
من أين أبدا فيك رحلة كلامي، وأنت الكلام كل الكلام …
من أين أبدا وأنت مفرد بصيغة الجمع …
هو الموت الذي لا نملك حولاً ولا قوة أمامه..
لا نملك إلا القول «إِنَّا لله وإِنَّا إِليهِ راجعون»..
رحل عنا الأستاذ، والدكتور، والأب
” الماحي ادونا امينا ” يوم الأربعاء بتاريخ 5/ يونيو/2024م
أحد اعمدة جامعة دنقلا كلية الأداب والدراسات الأنسانية
رئيس قسم: علم الإجتماع
ودع الحياة وترك الغصة في قلب
رحل كلمح البصر، أنطَوت لكنها كانت رصيد توفير لنا في الحقل المعرفي ” وعلم الإجتماع “
فيا الإنسان الطيب، والمربي المخلص،
ويا نبع العطاء، والنهر المتدفق حبآ لعملك
يعز علينا فراقك في وقت نحتاج فيه إلى أمثالك من المعلمين الأوفياء في آمانيهم العلمية والصادقين.
كنت بسيطآ كعشاء الفقراء …!
مخلصآ في عملك وعطاك
مهما كتبنا من الكلمات رثاء،
وسطرنا من حروف حزينة، وباكية
لن نوفيك حقك لما قدمته لنا من علم، ووقت، وجهد، وتفان
في سبيل تعليمنا…..
علمتنا عن ماهية علم الإجتماع….!
وعلمتنا الأخلاق…!
والقيم الفاضلة…..!
غرست فينا حب العلم…
والمعرفة ..
ونميت في اعماقنا قيم المحبة. ..
والتسامح..
ويالسعادتي وشرف كبير لي أنني كنت واحدآ من طلابك
فقد عرفناك معلمآ
هادئآ..
متسامحآ …
ملتزمآ ….
بواجبتك، ومهامتك ..
رغم تلك المرض الذي أنهك جسدك،
حملت الأمانة بإخلاص
أعطيت كل مالديك بلا حدود..
دون كلل، وملل ..
جهدك في قسم علم الأجتماع ومحبة الطلاب لك!
هل هناك ثروة يبقيها الإنسان بعد موته أكثر من محبه الناس؟
لقد غيبك الموت
أستاذنا ..
و معلمنا ..
ومربينا ..
جسدآ لكنك ستبقى في قلوبنا ما بقينا على قيد هذه الحياة.. وستظل باعمالك !
، ومآثرك!!
وسيرتك!!
نبراسآ وقدوة لنا!
لقد نمت قرير العين
ومرتاح البال
والضمير
فقد أديت الأمانة
وقممت بدورك على أحسن وجه فالرجال
والمعلمين الصادقون
الأوفياء بادوارهم
أمثالك لا يموتون
بل أحياء عند ربهم يرزقون
وكما قال الشاعر :
خلفت في الدنيا بيانآ خالدآ
وتركت اجيالآ من الأبناء
وغدآ سيذكرك الزمان
إن يزل للدهر إنصاف وحسن جزاء
أتذكر دائما موقف حصل مع دفعتي في قسم علم الأجتماع
حينما وضعت لنا امتحانآ في علم الإجتماع التنظيمي
كانوا يقولون كيف ل دكتور ” الماحي”
أن يعطي لنا بكل هذه التساؤلات في إمتحان
وهو من أكثر الدكاترة يحب مضمون فقط
وليس حشاشة الكتابة
فقلت لهم هذه التساؤلات أيضًا اجاباتها مبسطة جدآ
يمكن أن تكون في خمسة صفحات فقط
بل هي فلسفة ” الماحي ” هكذا !!
لن يصدقوا حديثي، حتى عطينا عليك في مكتبتك
فكان ردك مثل حديثي لهم!
عرفناك صادقآ في احاديثك ،والقاعات الدراسية
علمتنا في كورس ” قضايا المجتمع السوداني “
عن كل ما خفي أعظم
في زمن صعب
أختلطت فيه المعلمين بالأحزاب السياسية
وعدم قول الحقائق بطريقة شفافيّة
يمكن أن تكون بعض الحلول من الطلاب ذاتها
فتحت لنا نوافذ جديدة في عقولنا
وفي البحث عن الحقائق، وسردها
منذ ذلك الوقت سرت مقولة لنفسي،
أو بالأحرى للأخرين…!
تقول:
” إينما وجدت قول الحقيقة، حتى لو كان يكلف حياتك “
علمتنا أن السكوت عن الحق جريمة ترتكبه بنفسك!!
كان آخر لقاءنا عام 2022م
قد كنت أعتقد أن الحياة تجمعنا ،ونعيد تواريخ القاعات
وأن اللقاء من الحتميات في أرصفة العالم الجغرافي
ولكن ليس لنا قرار أبدية البقاء في هذه الحياة
جميعآ نعبر الحياة سائرين على رؤوس أصابعنا أملآ في أن نتمكن من الوصول إلى موتنا بسلام
وداعآ لروح زكية اثرت فينا
تغمدك الله أستاذنا ” الماحي أدونا ” بوسيع رحمته وأسكنك فسيع جناته إنا لله وإنا إليه راجعون.
يوم الإثنين :
الموافق : 10 يونيو:2024م_ القاهرة