دماء التغيير تستنزف بالقبلية و كيف تجهض مشاريع الوطن بسياسات فرق تسد

بقلم: إسحق سهر الليل
نعم هي كذلك كما جاء في العنوان في كل حروب السودان فإن سياسة فرق تسد تفعل فعلتها و هذه السياسة وصلت ذروتها في عهد الإنقاذ و نحن طلاب في المرحلة الثانوية نشاهد التلفاز فإذا به تأتي اخبار أن القبيلة الفلانية تحرك كتيبة أو متحرك الي مناطق العمليات فقلت لزملائي هذا يعد خطأ و قد وافقني الزملاء الرأي رغم قلة معرفتنا بالسياسة في ذلك الوقت كنا نرى بأن الافضل من أراد القتال أن يذهب بإسم الجيش و أن القبيلة كلها لا يمكن أن تتفق على ذلك هذا كان في حرب ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان في ادغال جنوب السودان سابقا و دولة حاليا الحركة التي في منفستوها السودان الجديد و أغلب من حاربوا و ماتوا ضد هذا المشروع هم الذين كان من الأفضل أن يقفوا مع فكرة السودان الجديد لكن نعم سياسة فرق تسد و الآلة الإعلامية الضخمة من دولة الصفوة و قلة وعي في المجتمع من طرف آخر جعل وقود الحرب في الجنوب هم من كان مشروع الحركة الشعبية لصالحهم حتى و لو في الحركة الشعبية أمثال يوسف كوة و داؤد بولاد و عبدالعزيز الحلو ( لأنهم عملاء) و نتيجة لتبلور الوعي الثوري يتواصل مشوار النضال من أجل ذلك السودان الجديد و ظهور حركة تحرير السودان التي اتخذت نقطة الانطلاقة من جبال و صحاري دارفور بالإضافة لحركة العدل والمساواة بقيادة الدكتور خليل ابراهيم أمير المجاهدين طبعا في حرب الجنوب بعد أن اكتشف أن القصة ليس إسلام و لا جهاد مثل الباش مهندس داؤد بولاد الكادر الاول و رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم للجبهة القومية الإسلامية الذي انضم إلى الحركة الشعبية . و في فترة وجيزة حقق قوات الحركتين انتصارات كبير ضد نظام البشير فما كان لحكومة إلا الاستمرار فى سياسة فرق تسد و العزف في وتر القبيلة و تقسيم المجتمع إلي زرقة و عرب و تحويل الحركات ذات الطرح السياسي لحركات الزرقة و أنهم ضد المكون العربي و ليس ضد سياسات نظام الإنقاذ فصنع الحكومة مليشيات مساندة لها حتى وصلنا إلى الدعم السريع و لو لا ذلك لتم إنجاز مشروع التغيير بإسقاط نظام المؤتمر الوطني و البدء في تأسيس دولة منذ بداية الالفينات في هذه الفترة لابد من الإشادة في موقف الحركات بالثبات في طرح مشروع التغيير دون الانجرار في خط الحكومة للقتال المجتمعي و يتضح ذلك في خطابات الاستاذ عبدالواحد رئيس و مؤسس حركة تحرير السودان قبل أكثر من عشرة سنة و الذي جد رواجاً واسعاً الآن . في حرب 15 ابريل الكيزانية و خروج الدعم السريع من بيت الطاعة و العمل من أجل التغيير الذي وقف ضده في الماضي فهذا تغيير إيجابي لصالح تأسيس سودان جديد فتغير خطاب الصفوة ثلاثمائة وستين درجة عن الخطاب حين كان حميدتي حمايتي و يقاتل نيابة عن النائمين لأنه من رحم القوات المسلحة و لن نذهب الى السيادي إلا و هو نائب إلي عرب الشتات و دولة عطاوة على وزن دولة الزغاوة الكبرى في الماضي. نعم مفهوم أن هذه هي سياسة الصفوة ضد المجتمع السوداني و لكن المؤسف تمرير هذه السياسة عبر من حمل السلاح يوماً ضدها في احسن تبرير لي لموقف القوة المشتركة في القتال من طرف الجيش لأن حركتي تحرير السودان قيادة مناوي و العدل والمساواة قيادة جبريل كانتا في معسكر انقلاب 25/10/2021م بسبب القراءة من كتاب تاريخ السودان القديم أي أن الجيش هو من يحسم المعركة السياسية و لكن بعد اندلاع حرب 15 ابريل كان الموقف الصحيح عدم الدخول في الحرب لصالح عودة المؤتمر الوطني هذا كان ممكن كما فعل دكتور سليمان صندل من العدل والمساواة و حسب النبي من حركة تحرير قيادة مناوي إلا إذا كان الهدف الحفاظ على المناصب هذا الموقف هو الذي عكس الحال للموقف في بداية الالفينات و تطول مدة الحرب لتدخل في العام الثالث. يا هؤلاء من يموتون في هذه الحروب هم المتضررين جميعا من الدولة الصفوية فإن التغيير إن لم يأتي بك إلي السلطة سيفتح لك فرص في المجالات الأخرى و العيش الكريم فلا تسفكوا دماء شباب التغيير من أجل مناصب وهمية. وفي السياق ما تقدم ذكره، فهل من المقبول، سياسيا وعسكريا أن تستمر الحركات التي كانت يوما ما تُقاتل من أجل التغيير المنشود في دعم تحالفات تعمل من أجل أن تعيد إنتاج ذات النظام الذي ثارت عليه؟ أم آن الأوان لإعادة تعريف المصلحة الوطنية وفق مشروع سودان جديد الذي لا يقف على أنقاض دماء شبابه؟
16/مايو/2025م