دور التعليم في بناء الدولة والمجتمع
بقلم: عبد الكريم هارون عبد الكريم (جيفارا التاريخي)
لايختلف أثنان أن مهنة التعليم من أصعب المهن وأهمها في حياة الشعوب والتي تحتاج إلى جهد كبير يتناسب مع ما يبذله المعلم ، لأن المعلم هو الأساس في العملية التعليمية والتربوية وهو الأساس في النظام التعليمي لأي دولة ،وينعكس نجاحها على مدى تقدم الدولة وبناء مجتمعها بشكل سليم ، إلا أنّ الشيء العجيب والغريب هو ما يناقض ذلك الأمر و يجعله عكسياً رغم إدراكنا لتلك الحقيقة التي نتغنى بها دائماً بقولنا : قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا ، وهنا نتساءل؟ هل أننا بالفعل نضع التعليم والمعلم في المقام الأول في إهتمامنا؟ بعبارة أُخرى ، هل التعليم يأتي بالدرجة الأولى في إهتمام الدولة ؟ بالتأكيد أن الإجابة واضحة عن تلك التساؤلات ،فهناك بُعد شاسع بين أهمية التعليم والمعلم ودوره في المجتمع وبين درجة الإهتمام به أو بالحركة التعليمية والتربوية بشكل عام ،وعلى الرغم من التحسن في المستوى ألمعاشي والإقتصادي للمعلم في الوقت الحاضر بعد أن وصل إلى مراحل متدنية جعلت البعض يترك مهنة التعليم لاسيما قبل عام 2003م وحتي عام 2020 ،لكن التحسن الذي حصل على حياة المعلم بعد التغيير لم يكن بالمستوى المطلوب وبالقدر الذي يوازي أهميته في المجتمع خصوصاً عندما نقارن تجارب دول العالم التي تطورت بفضل إهتمامها بالتعليم و إدراكها بأنه الأساس لبناء المجتمع والدولة بجميع مفاصلها ومؤسساتها بشكل عام ويحقق التنمية المطلوبة والتي تسعى إليها الدولة ومن ثم تعود بثمارها ونتائجها على أفراد المجتمع .
أن البناء الحقيقي للتعليم ينطلق من تكاتف جهود الجميع سواء السلطة التنفيذية أو التشريعية ،بل أن الأخيرة يقع على عاتقها جزء كبير من المسؤولية ،لكونها الجهة الأعلى في الدولة ،وهنا أود القول بأننا لم نسمع يوماً أن جلسة طارئة أو عادية من جلسات البرلمان السوداني الكثيرة قد خُصصت لمناقشة واقع التعليم في السودان ودراسة المشكلات التي يعاني منها التعليم و أن تُضع الحلول اللازمة لتلك المشكلات من خلال الإستماع إلى أراء الخبراء والمتخصصين بالشأن التربوي حتى نستطيع أن نجني ثمار التعليم بشكل أكبر ومثالي .و أيضاً نستطيع السير مع المتغيرات التي يشهدها العالم والحداثة والتطور الكبير الذي حل في العالم بجميع المجالات وليكون تعليمنا في المسار الصحيح . وعلى هذا الأساس جاء إختيار موضوع البحث للتعرف على التجربة اليابانية في التعليم والتي أصبحت درساً يُدرس في الدول الاوربية التي هي متقدمة ، لكن فخامة تلك التجربة ونجاحها أدى إلى إحترام العالم لها ومن ثمّ محاولة اقتفاءها ، لذا نحاول في هذا المقال أن نُسلط الضوء على تلك التجربة لعلنا نستفيد منها من أجل مراجعة مناهجنا وبرامجنا وخططنا التعليمية للنهوض بالواقع التربوي والتعليمي لا سيما و أن السودان قد تعرض لنفس الظروف التي مرت بها اليابان من خراب ودمار وبعد أن أصبح مصطلح الأمية يطلق في اليابان ليس على الأشخاص الذين لا يعرفون القراءة والكتابة بل على الأشخاص الذين لا يعرفون للحاسبة. بينما بقينا نراوح وظلت حالة الأمية تزداد في بلدنا للذين لا يعرفون القراءة والكتابة في هذا العصر الذي تطور فيه العلم بشكل كبير. وبذلك فأن التعليم هو أساس نهضة الأمم وسر تقدمها لذا وجب علينا مواكبة مستجدات العصر والعمل على تطوير التعليم بما يلبي إحتياجات المرحلة التي نمر بها .
لذا فإننا نسعى لجعل مدارسنا تصل لقمة هرم الإدراك المعرفي أي نجعل مدارسنا متطورة مبدعة توفر بيئة تعليمية تشجع على الإبتكار وتنقل الطالب من مستويات الإدراك الدنيا إلى القمة، مروراً بمهارات الفهم والتطبيق و تحليل المشكلات و الحكم على الأشياء وصولاً إلى الإبداع والإبتكار ولذا علينا أن نحذو طريق الأمم التي تطورت وننقل من تجاربها.