مقالات الرأي

تجارب عديدة و وخيمة  عاشتها المواطن السوداني مع المكون العسكري!!!!

بقلم : احمد محمد عبدالله

المؤسسة العسكرية منذ نشأتها مبنية بأسس وإستراتيجيات غير وطنية فقط تعتمد على قرارات الأفراد وتخدم مصالح الأقلية دون التركيز على ما يحتاجه الإنسان السوداني.

ومن أولى تجارب الحكم العسكري وتغييب آمال وطموحات الشعب السوداني هو إنقلاب 18 نوفمبر 1958م الذي قام به الفريق إبراهيم عبود وفي ذاك العهد اعتمد الجنرال على سياسات قمعية وقسرية فأقمت الأزمة في الجنوب و زادت رقعة الحرب نتيجة قهر والتهميش والإقصاء الممنهج.

وفي 30 إكتوبر 1964م إندلعت ثورة شعبية عملاقة تحمل في طياتها قيم المحبة والسلام والتسامح لتأسيس وطنية جديدة مفادها الحرية والديمقراطية ولكن هيهات لم تحقق أهدافها السامية والعقبة في ذاك الحين كانت القوى السياسية المألوفة على سلطة الإستبداد إعتمادآ على إمتيازات التاريخية.

إنقلاب عسكري الثاني ” الحلقة الشريرة ” الذي قام به الجنرال ” جعفر محمد النميري ” بتاريخ 25 مايو 1969م حل فيه البرلمان وعطل الدستور  وفي ذاك الوقت حرب الجنوب مشتعل فسهم في إيقافه لفترة محدودة ؛ وبناءا على قراراته الأسرية الوخيمة لم يستطيع على مخاطبة أسباب الحرب في الجنوب لإيجاد حلول جذرية لها وبالتالي حكم السودان حسب رغباته الشخصية وأحلامه الوردية ” الصفوية ” وليست فحسب بل إستخدم الدين كسلاح لمحاربة الآخرين و وضع قانون جائر في سبتمبر 1983م المعرف ” بقوانين سبتمبر ” وطبق فيه الشريعة الإسلامية وسمى نفسه إمام المسلمين ضد كل من يخالف الدين الإسلامي بقطع الأيادي والأرجل وضحاياه كثر حتى هذه اللحظة وهي مرحلة الاضمحلال والعبث بالدين.

وفي إبريل 1985م إندلعت ثورة شعبية عظيمة قاوم الظلم والطغيان ببسالة وشجاعة عالية وأسقط النظام الغاشم ؛ ولم تحقق الثورة أهدافها وقطع الطريق أمام التغيير قلة من القوى السياسية عشائرية اوشكلت حكومة إئتلافية بزعامة الإمام الصادق المهدي.

وفي يوليو 1989م حدث إنقلاب ثالث نظمه حركة الإسلامية بزعامة العميد ” عمر حسن أحمد البشير ” وهي تجربة مأساوية وعبثية مرت ولا زالت مستمرة في تاريخ حكم السودان و وسعت دائرة الحرب والإبادات الجماعية المنظمة وجرائم الإغتصاب البشعة في كل ربوع الوطن لثلاثة عقود من الزمن ؛ وللأسف الشديد في ديسمبر 2018م ظهرت ثورة شعبية عملاقة حتى لقب الشعب السوداني فيه بمعلم الشعوب بناءآ على تنظيمهم للعمل الثوري الشعبي السلمي الديمقراطي ولكن هيهات القوى السياسيةالتي لم تعي معنى التغيير حفاظآ على مصالح التنظيمية والذاتية ؛ فظهرت قوى وسميت نفسها ” إعلان الحرية والتغيير ” وقطع الطريق أمام الثورة وهي لم تنتهي بالحلاقة المتكررة فحتمآ ترفرف علم الثورة في سماء السودان مستنيرآ بالحرية والسلام.

اما الوضع الراهن والسلطة الإستبدادية الحالية التي تزعمه الفريق ” عبدالفتاح البرهان ” وأعوانه في اللجنة الأمنية لنظام البائد بتاريخهم السيء 25 إكتوبر 2021م  هو إمتداد لحكم نظام البشير الذي لم تسقط بعد ؛ وما يحدث الأن من الإذلال والإهانة ضد أبناء وبنات الوطن هي سياسات التجويع والتركيع لضمان إستمراريتهم السلطوية المميتة.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x