مقالات الرأي

ياسر العطا يخلط أوراق الجيش السوداني ويدمر جسور الوحدة


بقلم: آدم موسي (أوباما) باحث في الشأن السوداني وغرب إفريقيا

التصريح الذي أدلي به الفريق ياسر عبدالرحمن العطا مساعد القائد العام للجيش، في سلاح المهندسين أمام ضباط وجنود القوات المسلحة يوم 25 يوليو 2023م ووجه فيه رسائل مباشرة إلى مجموعة سلام جوبا التي يمثلها كل من السيد الطاهر حجر، و د. الهادي إدريس، ود. جبريل إبراهيم، و مني اركو مناوي بوصفهم مسؤولين في الحكومة ( الدولة) وأن هناك مليشيا تمردت علي الدولة و(هم يقولون أنهم محايدون) وكذلك أشار إلى أن القائد السياسي دوره إدارة السلطة التنفيذية في الدولة، و أن عقيدة المليشيات هي القتل والإغتصاب وإذلال الشباب .
السيد ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش، نسي أنه في مقابلات كثيرة منشورة في القنوات الفضائية المختلفة ومواقع التواصل الإجتماعي أنه كان يؤدي التحية العسكرية للجنرال حميدتي، وكان يمدح قوات الدعم السريع، ويقول إنها الزراع الأيمن القوي للقوات المسلحة، و لن تفكك، وأن الجيش والدعم السريع، هم أبناء الوطن، كان ذلك في لقاء جماهيري في الريف الشمالي لمنطقه أمدرمان في العام 2019م وفي العام 2020م يمكن مراجعة مقابلته مع قناة BBC العربية .
إن الفريق ياسر العطا أعرفه عن قرب، حيث عملنا مع بعض لمدة عامين في مجلس السيادة الإنتقالى، منذ العام 2019up 2021م تاريخ إنقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م بقيادة البرهان وحميدتي.
هل نسى الفريق ياسر حديث القائد العام للجيش البرهان الذي كان يتحدث إلى آخر لحظة قبل حرب 15 أبريل 2023م بأن الدعم السريع، هو من رحم القوات المسلحة السودانية، ولن يحدث أي خلاف بينهم !
وإن المؤسسة العسكرية في السودان منذ تكوينها قوة دفاع السودان 1925م و قبل أن تتحول إلى قوات الشعب المسلحة في الثمانينات، كان الجيش هو من يقوم بتشكيل مليشيات للدفاع عنه في مواجهة حركات المقاومة، التي ظهرت في أقاليم السودان، جنوب السودان، وكردفان ودارفور، وشرق السودان، وأول عمليلت تسليح للقبائل في السودان تم عن طريق المجلس العسكري الإنتقالي في عام 1985م عن طريق عضو المجلس فضل الله برمة ناصر، قائد سلاح النقل في ذلك الوقت، واستمر الجيش في إنشاء المليشيات حتي جاء قانون الدفاع الشعبي في أغسطس 1989م في عهد حكومة الحركة الإسلامية أي الإنقاذ، التي أنشأت كتائب المجاهدين والدبابين، بقيادة الراحل د. خليل إبراهيم، بعد هجوم الحركة الشعبية بقيادة الراحل د. جون قرنق على جوبا في 1995م .
واستمرت القوات المسلحة في إنشاء المليشيات المسلحة إلى أن جاء تكوين قوات حرس الحدود، تحت قيادة موسي عبدالله هلال في 2003م بداية حرب دارفور، وكذلك ظهرت قوات الإحتياطي المركزي تحت قيادة علي كوشيب الذي يحاكم أمام ICC بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور ، وأنشأت الإنقاذ قوات الدعم السريع في 2013م عندما في فشل العطا وقواته المسلحة في مواجهات الحركات المسلحة في إقليم دارفور وكردفان والنيل الأزرق، وكؤف يفسر الجنرال العطا دعوة القائد العام للجيش الفريق البرهان الشباب السوداني لحمل السلاح للدفاع عن السودان في 26 يونيو 2023م، أم نسي البرهان وياسر العطا والكباشي وحميدتي ومجموعة المجلس العسكري الإنتقال، أنهم قتلوا الثوار والشباب السلميين أمام قيادة الجيش وواصلوا عمليات إغتيال الثوار والثائرات عقب إنقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م حيث سقط أكثر من ٢٠٠ شهيد وشهيدة وآلالف الجرحى والمفقودون، فقط لأنهم عبروا عن رأيهم فيما يجري في وطنهم في مظاهرات سلمية لإستعادة التحول المدني الديمقراطي ومقاومة الانقلاب على حكومة رئيس الوزراء السابق د عبدالله.
إن تصريحات الفريق ياسر العطاء مساعد القائد العام ضد القوي السياسية، أمر خطير و مؤشر لإنزلاق السودان نحو الحرب الأهلية الشاملة، التي ظلت القوي السياسية السودانية منذ بداية الحرب العبثية بين الجيش والدعم السريع، تحذر منها، وهى اليوم أي الحرب الأهلية، هدف لعناصر النظام البائد داخل الجيش، تحت سمع البرهان والعطا وكباشي .إن الدعوة لوقف الحرب و إنهاء حالة الفوضى التي خ هذه الحربلفتها في البلد مناطق ومدن الوطن، باتت ضرورة اخلاقية ووطنية، لأنه ليس هناك حل عسكري للصراع في السودان، والدليل علي ذلك مرور أكثر من مائة يوم علي الحرب دون أن يحقق أي طرف نصر على الآخر، ولذلك على طرفي الحرب الجلوس إلى طاولة المفاوضات لانهاء الأزمة التي انهكت الإقتصاد ودمرت موارد، ولابد أن نثمن جهود الوسطاء منظمة الإيقاد والإتحاد الإفريقي والإتحاد الأوربي ومجموعة منبر جدة المملكة العربية السعودية والولايات التي تسعى جاهدة لانهاء الحرب، ووقف القتال، وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين الذين تزداد اعدادهم على مدار الساعة واليوم،
والمعلومات المتداولة في وسائل الإعلام المختلفة تفيد بأن هناك حلول سوف تفرض علي الجميع في خلال الأيام القادمة بتيجة تعنت أطراف الحرب العبثية في السودان،و إبعاد طرفي الصراع من أي حلول سياسية في المرحلة القادمة و تشكيل حكومة مدنية تتولي قيادة البلاد في المرحلة الإنتقالية حتى قيام إنتخابات حرة ونزيهة .

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x