مقالات الرأي

سلطنة دار مساليت والمطالبة بحق تقرير المصير عبر العودة إلى إتفاقية “قلاني”

بقلم: عمار إسماعيل (فلسفة)

لاشك أن إتفاقية قلاني التي أبرمت بين سلطنة دار مساليت في أقصى غرب السودان( الجنينة ) و الحكومة الإنجليزية، والفرنسية في التاسع عشر من سبتمبر في سنة 1919م، التي جاءت تتويجاً لنضالات سلطنة دار مساليت، وتصديها للغزو الخارجي والإستعمار الأوروبي المتمثل في الإمبراطورية الفرنسية التي إستباحت أفريقيا، وإستعمرت شعوبها. إلا أنها اصطدمت في تمديدها نحو الشرق بعد الإستيلاء على سلطنة(الوداي).
سلطنة المساليت التي هي عصية على الفرنسيين بنضالاتها الشجاعة، والبطولية التي سجلها التاريخ لهذا اليوم، وأصبحت نقطة فاصلة في تاريخ الإستعمار الأوروبي في القارة الأفريقية.
و أما (قلاني) فهي منطقة تقع جنوب منطقة(أدري )التي إحتلها الفرنسيين و تقع ضمن الحدود السياسية لدولة تشاد، التي أرسل فيها سلطان بحرالدين وفداً بخطاب إلى القيادة الفرنسية مطالباً فيها عقد إجتماع من أجل توقيع معاهدة للصلح، و حوت الرسالة على إستعداده في التنازل عن منطقة أدري التي تحت الإحتلال الفرنسي.
دارت معارك تاريخية مابين سلطان بحرالدين، و الحكومة الفرنسية، والإنجليزية، ومن أشهرها معركة(دروتي ) ومعارك(كريندق ) فإستطاع سلطان بحرالدين أن يهزمهم في المعارك الحربيه، وبعدها تم ضم سلطنة دار مساليت إلى السودان في التاريخ المذكور أعلاه، رغم وجود الإستعمار الإنجليزي في السودان عبر بنود محددة ومن ضمنها:
١- أن تكون لحكومة السودان إدارة غير مباشرة على سلطنة دار مساليت.
٢- أن يكون لسكان المنطقة من كيان المساليت حق الإختيار في مكوثهم،أو ما تراه مناسباً عند إنتهاء مفعول الإتفاقية، وهي إشارة قوية، بإن لمكون المساليت خيار البقاء في دولة السودان أو العودة لإستقلال سلطنتهم، ودارهم بإنتهاء مفعول الأتفاقية.
بعد أكثر من 100عام من الإتفاقية عادت سلطنة دار مساليت تطالب بحق تقرير المصير نتيجة لتراكم المشاكل التي تدور في السلطنة يوماً تلو الأخر، ومنهم من يرددها بأنه إستهداف لكيان المساليت، والبعض بأنه إستهداف على الموارد الطبيعية من قبل الحكومة السودانية، ومليشياتها، التي لا تنتهي إستراتيجيات حروبه على شعوبه، مما أدى في السنوات الماضية بإنفصال (الجنوب) في عام 2011م، و السبب الذي جعل الجنوبيين ينالوا مصيرهم أنهم لم يجدوا أنفسهم في المراءة، وهاهو اليوم بنفس المنوال ترفع دار المسالبت شعارها باللون الأخضر، الأسود، الأصفر، ونجيمات تضئ بريقها وسط الألوان في أقصى فضاء غرب السودان (الجنينة) مطالبين بتقرير المصير بناءآ على بنود إتفاقية قباني التي يقر لها ما تراه مناسبآ عند إنتهاء مفعول الإتفاقية.
ويبقى السؤال هنا:
_ إتفاقية قلاني:
هل أن الأوان لفض الغبار عنها؟
_ هل الإنفصال هو الحل، رغم تجربة الجنوب؟
_ كيف يكون الإنفصال في ظل تعدد الكيانات،التي بين المؤيد، والرافض؟
_ ما مصير بقية الكيانات من الإنفصال؟
_ هل هناك مقومات للإنفصال؟
الأسئلة كثيرة جداً عن ماهية تقرير مصير أحد أقاليم السودان لا سيما الشعوب،دولة جنوب السودان نموذجاً.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Noureldein
Noureldein
2 سنوات

كل الابناء الإقليم متفق للانفصال او بحق تقرير المصير.

زر الذهاب إلى الأعلى
1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x