سيناريو الحرب

بقلم: صلاح الدين براك
لا أحدا منا أن ينكر بما حدث في ١٥ ابريل نيسان للعام ألفان وثلاث وعشرون هي سيناريو بامتياز، ولكن ثمة بعض المثقفون والأدباء والمؤرخين واعداد كبيرة من أفراد الشعب السوداني أطلقوا على تلك عملية بالحرب العبثي ، وهي أقرب للمعنى الحقيقي أو مرادف لها، فالعبث في اللغة العربية تعنى المزح أي تلك الحرب ليست مواجهة حقيقية بين الجيش ودعم السريع بل هي معركة صورية لا تهدف إلى إنتصار أحدى أطراف الصراع، يقصد بها خلق الفوضي وتعميمها على الشعب السوداني الثائر انتقاما بما قام به في ثورة ديسمبر ألتي رفع فيها الشعارات(حرية ،سلام عدالة ) رافضا حكومة الحركة الإسلامية(مؤتمر الوطني ) بزعامة رئيس المخلوع عمر حسن أحمد البشير، وكان ذلك جليا في خطاباته توحي بأن هنالك يجري ترتيب مسبق لإشعال الحرب، ملوحا بذلك ، ولكي تكون لنا مقال أكثر وضوحا علينا الوقوف على بعض العبارات من خطابات البشير :
اولا خطاب الذي القاءه رئيس المخلوع لدى زيارته الأخير لولاية جنوب دارفور حاضرتها مدينة نيالا في عام ألفان ثمانية عشر قبل سقوط حكمه ببضع أشهر قال باللهجة العربية السودانية البسيطة( تاني لو موسيقة دقت أي فأرة يخش جحره ) أي أنه كان يلوح ويهدد شعب السوداني بقيام الحرب في حالة رفضها استمرار مؤتمر الوطني في السلطة، أي إذا رفضتم بقاؤنا في السلطة سنطلق قذائف المدافع وهي بمثابة موسيقة سيدخل كل مواطن في جحره أي بيته ويموت هناك داخل منزله من الرعب والذعر، وهذا يدل أن هنالك كان يجري ترتيب للحرب، ولكن في نظري كثيرا من الشعب السوداني غير أكفاء في علوم السياسية للادراك معاني تلك الجمل، أو أدركوا ما يقصده الرئيس ولكنهم غير قادرين لاتخاذ القرار المناسب لمجابهة تلك سيناريوهات المميتة.
ثانيا: قال في نفس اللقاء الجماهيري في جملة ألتي تلي جملة السابقة( قالوا ما يحكمونا بالكاكي لكن لو جاء زول لابس كاكي حنسلم السلطة ) أي تعني تلك العبارة إنه يلوح يقول لا نترك السلطة لأي جهة إلا إذ يأتي بقوة السلاح وهو يرتدي زي العسكري وتلك كانت تمرد المبكر للتحول الديمقراطي في السودان،و كان الحركة الإسلامية على العلم تام بقيام الثورة، ودليل على ذلك تنبى بخسارتها للسلطة أمام الثوار ، ومن النماذج كانت ثورة اكتوبر للعام ألفان وثلاثة عشر ألتي راح ضحيتها أكثر من ثلاثمائة الثائر إلا أنهم تمكنوا من إغماض الثورة بقوة السلاح .
وفي خطابات أخرى مثيلة لها قال إذا لم تحترم الشعب السوداني نفسها سنقلب السودان سوريا اثنان ،وقال برهان لدى زيارته لولاية غرب دارفور بعد مجزرة أحياء وضواحي الجبل في أبريل نيسان للعام ألفان واثنان عشرون( ما يحدث في ولاية غرب دارفور سيحدث في بقية الولايات ) أي أنه كان يلوح بما لوح به بشير لتنفيذ مخططات الحزب في حالة رفضت الشعب سلطة الحزب ، ومن خلال تلك الملاحظات وأدلة وبراهين السابقة من خطابات القادة الجيش تعطينا تحليلا واقعيا ومنطقيا بأن الحرب الدائر حربا عبثيا ، لكن أطلق عليها قادة الجيش على حرب جائر بمعركة كرامة يظنون أن تكون تلك تسمية عقيدة قتالية للجنود المقاتلين في الجبهات مخادعا لعقولهم كما فعلها هذا النظام في حرب جنوب السودان مستخدما ايديلوجية دينية كاذبة مدعيين بان قتال في جنوب السودان جهادا لإعلاء كلمة الله مما دللوا أبناء السود وانخرطوا في صفوف الجيش مما راح ضحيتها أكثر من مليوني شخص طوال خمسين عاما، أما الآن هي نفس السيناريو تتكرر ،فيجب علينا فهم سيناريو خطير ألتي نعيشها اليوم حتي لا تتكرر محرقة أبناء السود كما كانت في جنوب السودان، فسميت المعركة بالكرامة بالعكس مهانة للشعب ، بما أننا نعلم معركة الكرامة هي تلك العملية التي كانت أطلقها معمر القذافى ضد التشاد في السبعينيات بقيادة خليفة حفتر لا داعى لاختطاف التسمية، ولكنها أريد بها أسلوب الخداعة لعقولنا مجوفة، ولكن من أفضل أن نطلق على حرب القائم بالسيناريو ،فهي تعني :
في معجم العربي إسم جمع سيناريوهات وتعنى تصور أو مسلسل ،كان حركة الإسلامية طبق تلك المفهوم في عام(٢٠٠٣) يونيو حزيران بين حركات المسلحة وجيش لإشعال الحرب ، إلا أن الحركات كانوا أكثر واعيا من مليشيات الجنجويد حول مخطط ، ولكنها فشلت من إزالة الحركات المسلحة بقوة السلاح في دارفور ، إلا كان المقصود من تلك مسلسل موطنون الأصليين وبالفعل تم إبادتهم وابدالهم بمستوطنين الجدد، فحرقوا حوالي مليون قرية وأكثر من ثلاثمائة ألف قتيل و نهبت ملايين من رؤس الأموال وارتكبوا جرائم والفظائع ضد السكان الأصليين من الاغتصابات الجماعية و الفردية كاغتصابات قرية تابت بولاية شمال دارفور ، لكي نتعرف علي سيناريوهات قوات المسلحة السودانية علينا الرجوع إلى الوراء للإدراك كيف نشأت هذا الجيش المشؤم .
تأسست الجيش السوداني في عام ١٩٢٥ للميلاد على حكومة الإنجليزية مستعمر للسودان آنذاك، وكان أول قائدا لها هو جنرال محمد أحمد وكان الجيش تنقسم إلى أربعة فرق أي فرقة عرب الشرق و فرقة عرب الغرب وفرقة عرب الوسط وهجانة،و من غريب أن الجيش كانت تتبع للإستعمار الإنجليزي ومازال تتبع للمستعمر الإنجليزي و هي تعتبرآلية القمع و تخضع لها وتنفذ سياسة فرق تسد كانت تتبع للمستعمر آنذاك ألتي تنشطر كل يوم بخلق أزمات جسيمة تحرم الشعب السوداني من الانخراط لوحدة الصف، واغرب من ذلك تكونت الجيش من اثنيات الدخيلة مستوردة من خارج الوطن أو مستنسخة ما بين البربر والعرب من اؤلايك القبائل العربية التي دخلت السودان عن طريق فتوحات الإسلامية كما سميت أو عن طريق تبشير ديني أو عن طريق التجارة ، هؤلاء كانوا غذاة قبل الإستعمار الإنجليزي، فتلك المجموعات المكونة للجيش لم تكن لهم الضمير الوطني أو إحساس بالانتماء حتى الآن، فمن الطبيعي أن تكون الجيشا معاديا للشعبه، لذا منذ ذلك الحين ظل يقتل الشعب السوداني بكافة الوسائل الممكنة بصناعة ميليشيات من بني جلدها العربي مع تغيير مسمياتها من وقت لآخر حتى لا يتمكن الشعب من معرفة مايقوم به الجيش، فكون عدة ميليشيات منها ( مليشيات باشتوك في تسعينيات لمحاربة حركة الشعبية في جنوب السودان و من قبلها مرتزقة في عهد رئيس الوزراء صادق المهدي وتم استخدامهم في محاربة قبائل الأفريقية في دارفور، ومارسوا جرائم والفظائع بحق المدنيين وبما في ذلك حرق قطار الضعين فى عام ١٩٨٧ التى تقل على متنها ٣٠٠٠ مواطن من جنوب السودان كمخطط لابادة السود ، ثم تليها ميليشيات دفاع الشعبي وهي كانت أكثرها عددا وأكثرها فظائعة بحق المدنيين الجنوبيين لعقدين من الزمن وتجند من جميع انهاء السودان معظمهم من أبناء قبائل السود إلا كان الضباط من أبناء قبائل العربية لفرض السيطرة على الشعوب المهمشة ، ثم تلي النهب المسلح في غرب السودان التى كانت تنهب الابهار من قرى و تمارس القتل على سكان الأصليين و حينما تبلغ عنهم عند الشرطة تصفهم الحكومة بالخارجين عن القانون و يصعب السيطرة عليهم كتبرير لمخطاطها الإجرامية، لاحقا أطلق عليهم إسم الهباتة أو قطاعون الطرق وكانوا يمارسون قطع طرق المواصلات المؤدية بين القرى والمدن وتنهب الأبقار وإدخال المواشي في مزارع سكان الأصليين في فترة ما بين ١٩٨٩ إلى ٢٠٠٣ و كانت تبريرات حكومة الإنقاذ تقول إنها صراع قبلي في دارفور ولكن كانت دون ذلك ، وفي منتصف عام ٢٠٠٣ بدأت تظهر نوايا وخطط الجيش في الأفق بتسليح قبائل العربية علنا عبر الفرق والحاميات العسكرية في غرب السودان بحجة قضاء على المعارضة المسلحة، ولكن الهدف الحقيقى كانت إبادة المدنيين وبالفعل دمرت القرى بالكامل وهجرت المواطنون قسريا إلى المدن الكبيرة ،وأطلقت ميليشيات على نفسها مصطلح الجنجويد وهي تعني جيم وجواد فالجيم نوع من البندقية باللهجة السودانية أما جواد هي حصان فقال مليشيا إذا أمتلك أحد منا جيم وجواد سيحصل كل ما يريد في الحياة، ولكن الجيش أطلق على مليشياتها باشمرقة انتحالا لمسمى بالشمرقة الكردية في العراق ، وفي تلك اللحظة تم تسليح حوالي عشرون مليون شخص عربي من دول مختلفة من نيجر ومالي ،أفريقيا الوسطى، موريتانيا، جزائر، ليبيا ،مصر وتشاد كل تلك القبائل كانت عربية لم يكن من بينهم زنوج وإضافة لقبائل العربية في السودان وتم ذلك عن طريق إدارات الأهلية ومنحت لهم الجنسيات بحق شعب السوداني ،و بعد استخدامهم كمليشيات ضد المدنيين و تم تقنينهم و أطلق عليهم الجيش مصطلح حرس الحدود ،والغريب في الأمر ما الذي جعل الشعب السوداني دائما لم يكتشف مخططات الجيش ومليشياتها في وقت مبكر ؟ فسبب تعود إلى الإستخدام أسلوب الخداعة بتغيير المسمى المليشيا بعد تنفيذ مخطط وبسرعة لبضع سنوات فقط دون أن يدرك المواطن حقيقة تلك المليشيات و يتم تغيير مسماها ومهامها في غضون أشهر ، ومرت المليشيات ألتي تصنعها الجيش بعدة مسميات منذ عام ١٩٥٦ حتى عام ٢٠١٣ ، ومن أبرزها تغيير مسمى المليشيا كانت حرس الحدود بقيادة مجرم موسى هلال إلى مليشيا دعم السريع بقيادة جديدة على هو حمدتي بعد الإعتداء على أسرة هلال واعتقاله من منطقة مستريحة ، كل تلك المليشيات كانت عربية متعدد الجنسيات تجمعهم جيش السوداني مع ترميز اعداد قليلة من زنوج لكمكمة الافواح ألتي ترفع الأصوات احتجاجا على تصرفات الجيش السوداني العنصري و كل ذلك كانت مامرات الجيش ضد شعب السوداني وبعد فشل تعميم المسلسل الحرب على الشعب في فترات الماضية، إلا أنهم اختاروا إبنهم مدلل دعم السريع لتطبيق المسلسل أو السيناريو الحرب، وبعضنا كنا نعلم ان الحركة الإسلامية قد نجحت في تسيس وتعريب الجيش السوداني ومليشياتها حتى تحكمت عليهم بسهولة، وكل تلك الترتيبات كانت تجهز لمجابهة فترة ما بعد السقوط نظام حكم مؤتمر الوطني.
واذ لاحظنا في سيناريو الدائر أو الحرب كما يسمى، سنجد أن القوات المسلحة مكبلة بموجهات و القوانين لا تسمح لهم بالقتال العنيف المعزز لحسم مليشيات الدعم السريع ودليل على ذلك نزعت أبر مدافع قوات دفاع الجوى بمطار مدينة الجنينة بفرقة ١٥ مشاة عقب اندلاع المعركة في ٢٤ أبريل ٢٠٢٣ حتى اصبحوا غير قادرين من حماية أنفسهم وتم قضاء عليهم بسهولة وساروا بعضهم أسرى تحت رحمة مليشيات الدعم السريع ثم عذبوا وقتلوا لاحقا ،ومن أبرز السمات تورط الجيش في تنفيذ مخططاتها ، أشعل الحرب في ٢٤ أبريل ٢٠٢٣ بإرسال سرايا من المجندين الحديثين إلى قيادة قوات المشتركة السودانية التشادية التي تقع بالقرب من مقر القوات الدعم السريع ،ثم إرسل معلومات مخلوطة لقوات الدعم السريع بأن هنالك سرايا من الجيش من أبناء مساليت خالفوا الموجهات وذهبو للهجوم عليكم فاستعد الدعم السريع للرد ولكن العجيب تدل على سيناريو الجيش ، بأن معظم أفراد الاستخبارات الجيش وقيادات من الدعم السريع ينحدرون من قبيلة عربية واحدة وهذا سهل عملية تنفيذ المخطط، وأثناء عبور الموكب، أطلق النار وقضى عليهم ثم بعد بضع دقائق من الاشتباك شن مليشيات الجنجويد الهجوما على المواطنين العزل من أربع محاور وتلك المشهد تدلنا بأن هنالك ترتيب وتنسيق بين الجيش ودعم السريع لتنفيذ الخطط مما جعل المواطنون هرعوا إلى أماكن تجمعات حركات المسلحة ألتي وقعت السلام ودافعوا عن أنفسهم محتمين بالحركات حتي تم إبادتهم بعد مقاومة دامت لأكثر من ستين يوما خلال تلك الفترة كانت الجيش لم يحرك ساكنا لحماية المدنيين ،ولكن الأمر أصبح أكثر واضوحا حينما هاجم مليشيات قيادة الفرقة ١٥ مشاة وكانت هنالك شجار بين الضباط ما بين مؤيد لمسلسل الحرب ورافض لكن الشعب لا يصدق حتي الان بما قام به جيش السوداني من سيناريوهات ،و من أبرز المشاهد حرب العبثي سقوط ولاية الجزيرة ألتي تحيط بها إعداد لا تحصى ولا تعد من الفرق العسكرية كالفرقة بابنوسة وفرقة الأبيض، وغيرها، ولكن هنالك معلومات لجان التحقيق حول سقوط جزيرة توحي بأن انسحاب الفرقة بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة ، هنا كشفت جزء من وجه سيناريو الحرب، وتفيدنا بأن انتصارات مليشيات الدعم السريع كانت بتخطيط من قوات المسلحة قاصدا تلاعب بأرواح أبناء وبنات الشعب السوداني حتى ارتفعت أصوات تنادي بتصحيح قيادة الجيش الأعلى قاصدين فريق برهان إلا أنهم اسكتوا تلك الأصوات بفرض الفوضى عليهم بتمرير ميليشيات الدعم السريع إلى أماكن أخرى حتى اجبروا المواطن على انخراط في مقاومة الشعبية لحماية أسرهم بدلا من انتقاد القائد الأعلى وتركوا القائد يبرر موقفه بأن هنالك عملاء(طوابير ) العدوا في صفوف الجيش ، ومن أكثر الأدلة تدلنا أن الحرب جاري هي سيناريو نلاحظ في الأسرى سنجد معظم الأسرى من الجيش لدي مليشيا دعم السريع جنود من ذوات البشرة السوداء ويتم عرضهم في امام الكاميرات مع ضرب المبرح وتنكيل وقتلهم بأساليب مختلفة وتمثيل بجثثهم لازلال عنصر الزنجي وتخفى أسرى ذوات البشرة البيضاء وتحفظ بهم في السجون بعيدا عن الأنظار ثم يتم إطلاق سراحهم لاحقا بعد قتل جنود السود، وسنلاحظ أيضا في أسرى ميليشيات الدعم السريع لدى الجيش سيتم عرضهم امام الكاميرات المليشيات ذوات البشرة السوداء الذين اجبرهم دعم السريع للقتال معهم أو تم استئجارهم للقتال ويتم تعذيبهم بكافة الوسائل من ضربهم وتنكيلهم حتى الموت ثم تمثل بجثثهم وتبث الفيديوهات تظهر ازلال السود مع احتفاظ أسرى ذوات البشرة البيضاء في السجون دون إظهار وجوهم امام الكاميرات ويتم إطلاق سراحهم بعد ذلك، هذه الطريقة سرية لإبادة السود عن طريق سيناريو الحرب ولم يعلم المستنفرين حتى الآن ما يخطط لهم، بل يحشدون وراء معارك مميتة ويسبحون في احواض التصفية ، إلا أن البيض لا يمثلون سوى ٢% من جملة قوات المسلحة ، اما هؤلاء السود عبارة عن مواطنين عزل تاخذهم ميليشيات كدروع بشرية تستخدم لحماية جنود البيض في الجبهات و هي طريقة غير مباشرة لابادتهم بدلا من القتلهم الجهارا ،وأحيانا يفعلون ذلك لبث الرسائل بان السود مشاركون في صفوف الدعم السريع ، فمن هذا المنطلق هنالك عدة فيالق فشلت أثناء تحركهم نحو إسناد الفرق المحصور في الولايات ومن بينها فيلق أو متحرك فاو ألتي كانت تتحرك نحو تحرير ولاية الجزيرة هنا نصبت لهم الكمين محكم وتم تدمير عدد كبير من المعدات الحربية وخسائر في الأرواح ولقد لاحظ كثير من أفراد الشعب السوداني و الجنود بأن من يسرب معلومات تحركات الفيالق هو قيادة العلياء للجيش و من سوء الحظ كان تم تعطيل بعض المدافع وازالوا حواجس اغلاق الجسر بادعاء فتح ممر لقوة قادمة من الخرطوم ولكن كان الغرض منها إفشال مقاومة الكمين ،ثم تليها فيلق ( مترك )إسناد فرقة ٢٢ بابنوسة في شهر مايو الماضي ٢٠٢٤ أيضا سقط فيلق في كمين محكم من قبل قوات الدعم السريع وتم تشتيت الفيلق وتدمير عدة مركبات العسكرية وقتل إعداد كبيرة من أفراد الجيش السوداني وأسر بعضهم ولكن ترك الأمر دون تحقيق دقيق واتهم قائدها في تلك اللحظة ، أما آراء مجتمع كانوا يلومون قيادة الجيش العلياء و الاستخبارات الجيش هما الجهتان يمتلكان المعلومات الدقيقة عن تحركات الفيلق وعلاوة على ذلك سقط فيلق جبل كردفان في كمين نصبت له أثناء عملياتها لاسناد القوى ألتي سقط في كمين اثناء تقدهم نحو بابنوسة ولكنها تمكنت من الامتصاص الكمين ثم بدأت تلاحق العدو حتي اثبتت موقفها وتجاوزت عن مخططات مجلس العسكري ، وتليها متحرك جيلي او فيلق جيلى هذه قوة تحركت بهدف فرض حصار على مصفاة جيلى التى تمكث فيها ميليشيات دعم السريع منذ أشهر ،ويقول البعض دخلت المليشيات المصفاة بتوصية من حزب مؤتمر الوطني بغرض إلحاق دمار بالمصفاة ، وهي ضمن الخطط والبرامج الانتقامية ضد التنمية ألتي وضعتها حزب المؤتمر الوطني و لوح بها رئيسها البشير متوعدا الشعب السوداني سيجعل السودان مثل سوريا بالدمار ، بهذه الطريقة تم إدخال القوى العسكرية المتحركة في كمين ميليشيات الدعم السريع وتم تدميرها بالكامل عتادها الهائلة وأسر مئات الجنود بمافيها القائدها محمد الصديق وتم تصفيته بصورة ممنهجة ويقول البعض تم تجريد تلك القوة من الذخائر الحية بتماطل من القيادة الجيش العلياء حتى نفدت ذخايرهم وأبادهم المليشيات ،أن تلك سيناريو كمثل بقية السيناريوهات وتم تسليم الفرق وحدات العسكرية في غرب السودان لمليشيات دعم السريع وإعلان سقوط فرق في الولايات مدعيين بأنها سقطت بالقوة، ولكن يجب على جميع يعلم بأن ما يقوم به مليشيات الدعم السريع ليس من كفاءاتها العسكرية ولا من قدرتها على قيادة ولا من خبرتها العسكرية، بل هي كان عمليات تجري بناءا على خطة الجيش ومساعدتها حتى جزء من قوات الدعم السريع لن تدرك حتى الآن بما يقوم به الجيش من العمليات بل هم عملاء التنفيذ لمخططات الجيش حتى لا يتضح لهم أهداف حرب العبثي ولم يتثني لهم الإدراك حتى نهاية مسلسل الحرب ودليل على ذلك هنالك زمرة من الضباط الجيش و ضباط مليشيات الدعم السريع متناسقة لتنفيذ المسلسل الحرب،
وما الهدف من تلك سيناريو الحرب ١٥ أبريل؟
هنالك عدة الأهداف وأغراض من حرب العبثي منها:
أولا: شرعنة الانقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ ألتي إدانتها القوى الإقليمية والدولية أنها انقلاب على الديقراطية وليس تصحيح المسار الثورة ،ويظن الجيش ستجبر مجتمع السوداني والدولي للاعتراف بها من خلال الحرب وهذا ما نقصده سيناريو.
ثانيا: إبادة السكان الأصليين من أراضيهم وابدالهم بمستوطنين جدد من أصول عربية عن طريق خلق الفوضي من السيناريو الحرب وترك المواطنين تحت رحمة ميليشيات الدعم السريع، ومبررا عن ذلك بأن الجيش غير قادر على إلحاق هزيمة لمليشيات الدعم السريع لتوفير الحماية للمدنيين مدعيا بأنها تحتاج إلى الدعم شعبي للانخراط في صفوف مقاومة الشعبية حينها يدخلهم في افخاخ مميتة تمكنهم من إبادة السود،
ثالثا: إعادة حزب المؤتمر الوطني في سدة الحكم مستخدما مؤسساتها العسكرية في تنفيذ سيناريو الحرب لإجبار شعب السوداني لرضوخ وخضوع للتتطلعات الحزب عن طريق نداءات بعض أعضاء الحزب الرئيس المخلوع بافضلية عهد الإنقاذ.
رابعا: استئصال السود(الزرقة ) من المؤسسة العسكرية عن طريق الحرب العبثي والذين هم يمثلون بالنسبة ٨٠ % من جملة قوات المسلحة السودانية ، وذلك كان جليا حينما صرح رئيس المخلوع عمر حسن أحمد البشير قبل سقوط ولايته وقال جيش طوابير يجب إبدال الجيش بقوات الدعم السريع فثار حوالي ٢٨ ألفا جنديا من الجيش السوداني احتجاجا على ما قاله البشير كرد فعل على تصريحاته بل انهم فصلوا من مؤسسة الجيش، حتى اسسوا حركة مسلحة سميت بحركة جندي المظلوم، ونتيجة لمخاوف الجيش من إنضمام المفصولين تعسفيا لحركات المسلحة سوف تشكل خطرا على نظام الإنقاذ وترك الأمر استئصال الجنود السود من المؤسسة عسكرية قانونيا، وترك الأمر الاستئصال عن طريق سيناريو الحرب ،وهنا نلاحظ ما يجري الآن، و أن الفوارق بين الجنود والضباط كالآتي فتتكون الجيش السوداني من الطبقتين هما طبقة الجنود جميعهم من أبناء هامش أي السود وهم وقود للحرب العبثي دائما بينما طبقة الضباط وهم قلة لا يمثلون إلا ١٠% بالمئة وهم من أبناء العرب الشمال الذين ورثوا السلطة من المستعمر الإنجليزي وظلوا يمارسون العنف والاستبداد ضد الشعوب الأصيلة وتدمير ملايين منهم بخلق حروب عبثية،ولكن كيف تتم إبادة السود عن طريق سيناريو ؟
يتم جمع أبناء السود المجندون في جيش في فيالق وبينهم بضع ضباط من أبناء العرب الشمال كقادة لتنظيم هرم الفيلق، ثم يتم ارسالهم كقوة متحركة لاسناد الفرق المحاصرة، ثم إجراء إتصالات مع قوات الدعم السريع لتوفير المعلومات الكافية عن الفيلق لتنصب كمينا محكما لتدميرهم مع تعطيل المدافع من قبل ضباط المدفعية بتوصية من قيادة العلياء للجيش قبل وقوعهم في الكمين ببضع دقائق مع قطع إمداد الذخائر وإسناد الجوى حتى تفرض المليشيات حصارا محكما لتدميرهم ويتم اجلاع الضباط سالمين بعد أسرهم مع إبادة الجنود وفقا لتوجيهات قيادة الجيش الأعلى ومع تنفيذ عمليات القتل لبعض الضباط الأحرار الغير موالين لحزب أو غير منتمين لحزب مؤتمر الوطني، مبررين بذلك في الإعلام المدلل مدعيين بأن الجيش قد سقط في الكمين نتيجة لوجود عملاء العدو في صف الضباط وتسببوا بخسائر فادحة مع إستعراض أسرى ذوات البشرة السوداء في وسائل الإعلام تظهر ازلالهم وتمثيل بجثثهم متضمنا رسالة تفوق العرق العربي على عرق اسود،
ثم تخطط كيفية تدمير فيلق الآخر وهكذا استمرت سيناريوهات الإبادة الممنهجة منذ عام ١٩٥٦ ، فمثلا كانت في حرب جنوب السودان فرضت مؤسسة العسكرية خدمة العسكرية إجبارية على طلاب الجامعات ويتم تجنيدهم بالملايين وفترة تدريبهم لا تتجاوز أسبوعان، ثم يتم انزالهم فوق حقول ألغام لإزالة ألغام كدروع بشرية فماتوا بالملايين ثم يأتي من خلفهم الجيش زحفا على أرض ألتي نزعت منها ألغام بأرواح الطلاب بدلا من إستخدام كاسحات استمرت وضع هكذا لمدة خمسون عاما،وكان ذلك فقط تستخدم أبناء السود كوقود للحرب دون تجنيد أبناء عرب الشمال، ولكن الغريب أصبحت تلك سيناريو منذ فرض إلزامية الخدمة العسكرية في عام ١٩٩٥ وحتى ٢٠٠٥ في جنوب السودان ثم تكررت نفس سيناريو في عام٢٠٠٣ في دارفور ظلت ومازال تلاحق أبناء السود حتى إشعال سيناريو في أبريل لعام ٢٠٢٣ كما سميت بالحرب العبثي، ولكن سؤال الجوهري ما الذي جعل السود ظلوا يتمادون وراء تلك السيناريوهات المميتة لسنوات عديدة وحتى الآن ؟
فالإجابة عن السؤال لامرين اما مجتمعات السوداء لا يفهون شي في السياسة ولا يفقهون شي عن مخططات الجيش لذا سيطرت على عقولهم وتحكمت في تصوراتهم الذهنية بالايديلوجية الدينية سياسية مدللةواصبحوا مطيعين طاعة الامياء حتى باتت استخدام مكونات الزنجية كوقود لحروب عبثية لمئات السنين منذ ١٨٢٠ ميلادية .
أو أنهم فهموا سيناريوهات ومخططات الجيش ألتي تقودها قلة من ضباط العرب تنحضر من كيانات الشوايقة والجعليين ولكن السود ظلوا خدم وضحايا حروب عبثية لخضوعهم على أوامر فلول الإستعمار بدوافع مصالح ارتزاقية مادية أو معنوية سلطوية على حساب هدر دماء اجيالهم لقرون مضت دون توقف عن الخضوع حتي هذه اللحظة.
أذا ماذا يحدث إذا سحبنا جميع أبناء مكونات السوداء من قوات المسلحة السودانية؟
فالاجابة على السؤال تمكن مستقبلنا التاريخي كسود أو كزرقة هنا، إننا نعلم جميعا بأن قوات المسلحة السودانية تتكون من طبقتين، فالأولى هم الضباط الصف وقيادات العلياء من أبناء كيان العربي ذات بشرة البيضاء ولم تكن هناك جندي واحد من بني جلدهم هنا قد عزلنا الضباط عن الجنود ولا يمثلون إلا ٣% بالمئة من جملة قوات المسلحة،ولا يستطيعون أن يقودوا معركة واحد حتى مع جنودهم السود الذين يمثلون بالنسبة ٩٧% فمعظمهم من أبناء دارفور ،جبال النوبة، ونيل الأزرق وقلة من قبائل الشرق ، وهنا سوف تنتصر ثورة الزنوج ضد العروبة خلال ٢٤ساعة ،إذا ماذا ننتظر؟ علينا إعلان الإنسحاب الجماعي فورا بدلا من نمضي حياة لقرون عدة كوقود لحروب عبثية.
ولكن ثمة سؤال ما يدور في أذهان كثير من أفراد الشعب السوداني لماذا لم تجند أبناء الجلابة أو عروبة في قوات المسلحة كجنود أو كمستنفرين لمواجهة العدو أو لم تلد نسائهم شبان؟
فالاجابة عن السؤال أنهم لم تكن لهم يوما شعور بالوطنية لأنهم ينحضرون من فلول الإستعمار .
ولم يقودوا يوما حربا دفاعيا عن الوطن ضد العدو خارجي بل يشعلون سيناريوهات ومسلسلات عبثية تتلاعب بمشاعر السود لهدر دمائهم سدا لتحقيق اغراض سلطوية تعمل على محافظة وإستمرار سلطتهم السياسية على حساب سفك دماء السود وبناء تفوق العرقي العربي على كومة من جماجم شعوب الزنجية وانقاص تعدادهم السكاني حتى لا يتفوق عليهم عنصر الزنجي، لذا يمارسون عمليات القتل الجماعي لمدنيين العزل منذ حرب جنوب السودان وقتل الجماعي في دارفور في عام ٢٠٠٣ وحتى عمليات إبادة السود الواسع ألتي نراها اليوم منذ ١٥ أبريل لعام ٢٠٢٣ للميلاد .
ولكن البعض يسأل أين نذهب كمجتمعات الزنجية بعد انسحابنا من الجيش ؟
فالجواب يجب جميعا الانخرط في صفوف حركات المسلحة ذات رؤية سياسية عريقة تقودنا إلى تحرير البلاد من بقايا الإستعمار وبناء وحدة الشعوب أو تأسيس حركات المسلحة تحررية ذات رؤى إستراتيجية متعددة الاغراض في كافة أقاليم ثم بناء وحدة قوية أو تحالفات تمكننا من إلحاق ضربة قاضية لتنظيمات الحركة الإسلامية ووضع حدا لجرائم وفظايع باتت ترتكبها ضد الشعوب الأصيلة منذ معاهدة البقط الشهيرة ،فأما المستنفرين الذين مازالوا يثقون بعمليات قوات المسلحة ويؤمنون بحقيقة المعركة لا تاتيهم الإدراك بخطورة السيناريو إلا بعد مرور سنوات على المعركة المهزلية ومساومة جهودهم وظنهم في الجبهات حتى أنها معركة عبثية عندها يعودوا إلى من حيث بدأوا بخيبة أمل.
فمنذ ذلك ألحين تعتبر الجيش آلية القمع والعنف لحركة الإسلامية وتنشي مليشيات من حين لآخر لذا فإن لم نعلن نهاية الجيش فلا يمكن أن نعلن نهاية مليشياتها المنبثقة كل يوم.
لا أستطيع أن أكتب كل ما يتعلق عن سيناريو الحرب في مقال واحد فحسب بل للعنوان بقية