مقالات الرأي

المسـؤولية الشخصـية ودورها في نهضة المجتمع

بقلم: عبد الباسط يوسف أحمداي (سكلاريزيوم)

مسؤولية الفـرد أو الشخص تُشكل دور محوري وحيوي في نهضة الذات و المجتمع ، وتمثل قيمة وظاهرة أخلاقية وسط كل المجتمعات البشرية، أيضاً تعتبر من القيم الأخلاقية المهمـة التي يجب أن تتوفر لدى كافة الأفراد في طبيعة تعاملهم مع الأخرين سواءً في المؤسسات الخاصة أو العامـة عبر القوانين المعنية، إذا غابت مسؤولية الشخص نجد أثره بشكل كبير جداً بين المجتمعات. السودان نموذج واقعي و نجد التفاصيل الغير أخلاقية متواجدة في عقول الأغلبية من الموظفين والتجار ال ، من إختلاس للأموال داخل مؤسسات الدولة و وجود ظواهر التنمر والتعاملات على أساس ديني ، عرقي ، جغرافي وغيرها من الظواهر. أعتقد أنّ هذه الظواهر نتجت عن فقدات المسؤولية ، نعلم وبدراية معرفية وعلمية وإنسانية بهذا النوع لن نستطيع بناء أي مشروع سواءً كان إقتصادي ، ثقافي ، سياسي ، إجتماعي وغيرها من المشاريع و الأفكار التي تساهم في نهضة الذات والمجتمع أجمـع.

ــ في وطننا الحبيب( السودان ) غياب المسؤولية الذاتية ساهم في إنتاج عدم الثقة ، الطمأنينة ، السعادة ،السرور ، الإنسجام والإستقرار بين المجتمعات الأسرية والقبلية والإثنية ، نحن نحتاج للمسؤولية الشخصية بشدة حتى نخرج من هذا النفق المظلم ، ويكون سودان المواطنة مسؤوليتنا جميعاً كسودانيين عبر مشروع وطني ديمقراطي حر وموحـد، كما نلاحظ من خلال التجارب الواقعية و الحياتية في تجليات الوطن المنكوب منذ الإستقلال أن المسؤولية الفردية تجاه الوطن والمواطنة لم تتشكل بالشكل المطلوب ، الفرد هو الأُس والوجود الفعلي لنجاح أي مشروع عبر الإلتزام والإهتمام بالزمن وبالعقود القانونية والإجتماعية والسياسية وعدم التدخل في شؤون الأخرين والإحترام والتقدير وعدم التحريض والشتم والتنمر .
أخيراً أتساءل وبصورة بديهية لما نحن منذ تاريخنا التليد كشعب سوداني لم نصنع دولة بأسس ومعايير المواطنة المتساوية؟
ــ من الذي أنتج غياب المسؤولية الشخصية في السودان هل رجال الدين أم الساسة؟ وهل أثر هذه الأزمة في الإقتصاد السوداني أم في الثقافات السودانية المنتوعية والمتعددة ؟
ــ بكل جراءة هل في ذاتك تمتلك مسؤولية تجاه الوطن وبنائه أم غير مسؤول .
إذا وجدت نفسك من غير المسؤولين فعليك أن تضع ملاحظة حول نفسك أولاً لأن المسؤولية هي أساس و بداية للتقدم و من دونها لن تستطيع أن تتخذ قرار سليم ، انظر في الحياة البشرية يا إبن/ة وطني السودان بعمق واسع حتى تجد بأنه لا توجد إدراة أو مجتمع سليم ومتعايش مع بعضه البعض بصورة إيجابية يتوفر فيها التسامح والتعايش السلمي.
دون الإدارة الشخصية وكما المجتمع و الهمة تجاه كل التجليات والتكهنات التي يمكن أن تقودنا نحو السعادة والمواطنة ،
بهذا الصدد علينا أن نوجه الأسلحة الفكرية والسياسية والإجتماعية و الإقتصادية الهادفة لمعالجة الإخفاقات والعوائق ونلتف برمتنا نحـو التوجـيه والإلتزام والرقابة والتنظيم والاخلاق (الإدارة الرشيدة ، و أولاً الذات ).

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x