قراءة في دفاتر ميثاق التأسيس

بقلم: السمؤال جمال
ضجت الساحة السياسية السودانية و ما زالت بحدث هو الأبرز بعد حرب ١٥ أبريل، وتحولاً متوقع فى مسرح الأحداث المتسارعة التى تطرأ.
رغم تعقيدات وتشابكات القضية السودانية، نجد أن الكل يجتهد من حيث منطلقاته ورؤيته لحل المشكلة التى ننظر لها على أنها تراكم لأزمات تاريخية فشلت النخب السياسية والحكومات التى تعاقبت على حكم السودان أن تجد لها الحل الأمثل، حتى أصبحت كل الحلول بمثابة أزمة جديدة.
فكانت الحرب هى خلاصة تراكم الفشل والتمادي فى سياسة إخماد النيران وتعمد تجريب المجرب، وقد ظل السودان وشعبه فى الدرك الاسفل من قاع البؤس الهوان.
إن حدة هذه الحرب قد قسمت الوجدان الشعبي واصطفت القوى السياسية فى معسكرات المع والضد، بينما يقاسى ويعانى شعبنا ويلات الحروب والحكم وأنصاف الحلول.، وقد ظلت حالة الإنقسام السياسي والتباين حد انشقاق الكتلة الواحدة وإنفسام التنظيم الواحد…!!.
ظهر تحالف صمود بقيادة الدكتور عبد الله حمدوك التي خرجت للعلن بعد فك إرتباط تحالف تقدم إثر رؤيتين مختلفتين لمعالجة الأزمة الراهنة، والتي تبرر لإنشقاقها بأن رفاقها سابقا بصدد تشكيل حكومة موازية لسلطة بورتسودان،
والكتلة الأخرى وهى تأسيس والتى تجمع لفيف من السياسيين وحركات التحرر الوطنى أبرزها الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال قيادة عبد العزيز آدم الحلو، وحزب الأمة القومي والدعم السريع وهو أحد أطراف الحرب.
طالعت الميثاق التأسيس الذي حوي أهم القضايا التي تعتبر من جذور الأزمة التأريخية في السودان، مثل الهوية وعلاقة الدين بالدولة والفيدرالبة والوحدة الطوعية للأقاليم السودانية، وتضمين هذه القضايا يعتبر تقدماً مهماً يخدم قضية التغيير في السودان.، ويسعى لإيجاد الحلول للأزمة السودانية المتفاقمة فى كل ثانية إذ يشهد السودان أكبر كارثة إنسانية فى العالم وتحول الشعب السودانى إلى لاجئين أو نازحين أو مفقودين، وأما الذين فى المناطق الأربعة (سلطة بورتسودان التى تقتات على إغاثة هذا الشعب المكلوم وتحول الإغاثة إلى دعم لوجستى للحرب –
مناطق سيطرة حركتى تحرير السودان والحركة الشعبية اللتان يتم منع الإغاثة والدواء عنهما – ومناطق الدعم السريع التى فى مجمل الأحوال هى مناطق حرب مباشرة أو غير مباشرة).
إن الحل النهائى لأزمات السودان يكمن فى الوصفة العلاجية الصحيحة لهذه الأزمات، بتكوين جبهة مدنية عريضة لإيقاف وإنهاء الحرب بمشاركة كل القوى السياسية وحركات الكفاح المسلح والمجتمع المدني وجميع مكونات السودان عدا المؤتمر الوطني وواجهاته ، والتوافق على تشكيل حكومة ثورة من تكنوقراط مشهود لهم الكفاءة ومقاومة النظام البائ