مقالات الرأي

سيناريو الحرب القائمة …(3)

بقلم : نصر الدين محمد احمد محمد

الخوف من الموت سنبلا …. أو تقسيم البلاد ….

لا زلنا نعيش أثار الحرب العبثية التي اندلعت بين القوات المسلحة و الدعم السريع في الخرطوم وبعض الولايات، لكن الماء الذي جرى تحت الجسر وافرازات الحرب حتم علينا تسليط الضوء عليها.
من الملاحظ في الولايات الشرقيه – أن حق لنا تقسيم البلاد إلى شرق وغرب مرة واحدة ليساعدنا في إيصال المعلومة- فالغربية أعني بها ولايات كردفان ودارفور بالإضافة إلى الخرطوم، في الولايات الشرقيه هذه – والتي هي ما دونما ذكرته – فيها قبضة أمنية مشددة جدا، بدأيا بالتساؤل و التحقيق على أساس أثني و جهوي مقرف جدا، تعرض عشرات من أبناء الولايات الغربيه لمضايقات واساءات تمس كرامه الانسان وادميته على نحو مخيف ومخزن في نفس الوقت.
الاخبار القادمة هناك تشير إلى وجود استفزاز شديد وغير مبرر من قبل الأجهزة الأمنية، والاستهداف الممنهج على كل ما هو يحمل صفات جينية أو ملامح وجهه قريبه إلي مكونات الإثنية لكردفان ودارفور.
بالمقابل تعرض عشرات الآلاف من المواطنين في الولايات الغربيه ذوي السحنات الزنجية للمضايقات قد تصل إلي التصفية الجسدية، بتهمة واهية لا أساس لها من الصحة، تعرض قبال بأكملها إلي التهجير القسري والتطهير العرقي، ونهب الممتلكات بشكل ممنهج تنم على وجود تنسيق مسبق، ما دفع الكثير منهم عبور الحدود واللجوء إلى تشاد للنجاة بأرواحهم من الموت ( سنبلا).
هذا الاستقطاب الحاد قد يجنم عنه ما كنا نحذره ونحذر منه قادة الجيوش المتحاربة، وهي التصدع الذي سوف يؤدي إلى تقسيم البلاد.
إن حدث شرخ في وحدة البلاد هذه المرة لن تنقسم إلى قسمين رئيسيين كما حدث في 2011 بل الي خمس دوليات.
لن أكن متشائم لهذا القدر لكن للأمانة والتاريخ لابد من قولها الآن، الخطر قادم لا محال وستشهد السودان أكبر حركة نزوح عبر التاريخ البشري، ستتفوق على النزوح الذي حدث في الهند عند انقسامها الي هند وباكستان.
سنتقسم السودان الي – اتمنى أن أكن مخطى- خمسة دوليلات و تبتلع بعض دول الجوار الجغرافي بعض الأراضي.
الدوله الاولى ستكن دارفور بولاياتها الخمسة، ستكن دولة هشة ستعوم في مستنقع العنف، ستفق جزء كبير من أراضي الدولة لصالح تشاد و افريقيا الوسطى.
الدوله الثانية والتي سنتخذ إسم جبال النوبة ستكون في ولايات غرب وجنوب كردفان وبعض من شمال كردفان ستكن أكثر تماسكا من سابقتها.
الدولة الثالثة وهي التي ستأخذ إسم السودان، والتي تتكون من ولايات الوسط، الجزيرة والنيل الأبيض وسنار وبعض من شمال كردفان وولاية الخرطوم وبعض من النيل الازرق والقضارف وبسببها ستكون محفزات الاستقرار منتفية، هي الوحيدة التي ستكون مستقرة إقتصاديا إلي حدا ما، ذلك لتورثها بناه التحتية متماسكة.
الدوله الرابعه ستكن الشرق بولاياتها الثلاثة القضارف ناقص الفشقة التي تلتهما إثيوبيا إلي الابد، البحر الاحمر ناقص حلايب والتي ستفقدها لصالح مصر، بالإضافة إلي كسلا ، الاستقرار ستكن نسبي المناوشات بين المكونات الاجتماعية، و الصراع الداخلي والخارجي بين جيرانها الشرقين.
الدوله الخامسة و الاخيره ستكن دولة الشمال والتي لن تستقر طويلاً وتطلب الحماية من مصر، لن تدخر مصر جهدا لضمها إليها، لكنها لن تستطيع اخضاها، دونكم ذاكرة أسلافنا المماليك في جنوب مصر.
في الاخير ستبقي جنوب النيل الازرق شوكة حوت في حلق السودان و جنوب السودان و اثيوبيا، وتتنافس للظفر بقطعة الجنه تلك، ستشكل صداع دائم لشرق افريقيا.
اخيرا أتمني أن تكن قراءتي خاطه لنجنب البلاد شر التشظي، دعوتي لأطراف الصراع تحكيم صوت العقل والجلوس الي المفاوضات لأنها القتال والاتفاق على بناء دولة المواطنة الحقة على أسس جديدة.
علي المجتمع الدولي لعب دوره المنوط به لوقف القتال والانتهاكات التي ترتكب في حق المدنيين على أساس أثني و جهوي.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x