مقالات الرأي

منطق الحرب…!!

بقلم: محمد عبد الرحمن الناير (بوتشر)

■أي طرف من الأطراف قد يشعل فتيل الحرب ولكنه لم ولن يحدد مسيرتها ونهايتها، فقد إشتعلت الحرب في الصومال والعراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها من بلدان العالم ، فزعموا أن الحرب سوف تنتهي خلال أيام وأسابيع ، ولكنها تزال مستعرة لسنوات دون بارقة أمل لوقفها قريباً…!!.

■لا تتشائموا ولا تفرطوا في التفاؤل، وأسمعوا الكلام “الببكي” واستعدوا لكافة الإحتمالات ومآلات الحرب حتي لا تُؤخذوا حين غِرة ، فالإفراط في التفاؤل دون تحليل واقعي لمجريات الأحداث وتفاعلاتها أمر قاتل جداً، فمن المؤكد أن السودان سيتعافي ولكن بتكلفة باهظة جداً في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة.

■إن بلادنا تدفع ثمن تركة ثقيلة من الفشل السياسي والإجتماعي والإقتصادي منذ 1956 ، وقد كان نظام 30 يونيو 1989أبرز تجليات هذه الأزمة والفشل الذي إنفجر على هذا النحو “المتوقع” بعد إستفاذ كافة أساليب الإستهبال والإستغفال والبلطجة والتدليس والأونطة والسواقة بالخلاء…!!.

■كلنا شركاء “أحزاب وجماعات” في صناعة هذا الواقع المؤلم بطريقة أو بأخري وبدرجات متفاوتة، وقد ضيعت الصفوة السياسية والعسكرية كل الفرص الممكنة لتجنيب بلادنا الحرب ومآلاتها من دمار وتشرد ، فالعقلية الصفوية لم تستفد من دروس التأريخ وعبر الشعوب والدول التي من حولنا ومرت بنفس التجربة التي نعيشها الآن، فالأنانية والنرجسية والأطماع الشخصية والحزبية قد أدخلت بلادنا في هذا الإمتحان العسير، الذي هدد وحدتها وتماسكها وإستقرارها، فالحاضر يتسم بالضبابية والمستقبل قاتم غير معروف الملامح، مع إيماننا الراسخ بأن السودان سيعبر رغم الجراحات والآلام، فالأمم العظيمة قد خرجت من رحم المحن والإبتلاءات العظيمة…!!.

■إن الوقف الفوري للحرب وخروج كافة من ساهموا في صناعة هذه الأزمة من المشهد السياسي والعسكري، هو الخطوة الأولي للعبور، ومن ثم تكليف “حكومة أزمة” من شخصيات مستقلة لا تدين بالولاء أو تربطها علاقة بأي من أطراف الصراع العسكرية والمدنية، التي تقوم بالإشراف على حوار سوداني سوداني يخاطب جذور الأزمات التاريخية بأيادي سودانية ودعم إقليمي ودولي يرسم ملامح الحاضر والمستقبل، وتستشرد حكومة الإنتقال بمخرجاته التي يجب أن تكون البرنامج والمشروع الوطني للإنتقال، ولا يستثني هذا الحوار سوي الفئة التي ثار عليها شعبنا والمتحالفين معها.

■إن إنقاذ السودان من الكارثة الحالية مسئولية كل سوداني/ة شريف/ة ، فرداً كان أو مجموعة أو حزب ، فيجب أن ننهزم جميعاً لينتصر السودان ، ونموت ليحيا الوطن، فالشعب السوداني العظيم يستحق حياة كريمة تليق به.

#المجد_للسودان

# المجد_للشهداء
#أوقفوا_الحرب_العبثية

13 مايو 2023م

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x