مقالات الرأي

التماهي وأثره على المجتمع السوداني

بقلم: عبد الباسط يوسف أحمداي (سكلاريزيوم)

التماهي من الأمراض والسياسات التي جاءت إلى السودان وأثرت في سيكولوجيات الإنسان السوداني بصورة مركب نقص، وتحول هذا المرض إلى جزء كبير من المجتمع الـسوداني في عملية التغميص أو التقليد على شخصية المختلف عنه,أن طريق الصفات أو السلوك ، اللهجة، الفكرة ، اللغة أو الثقافة….إلخ , أما التغميص في هذه الصفات نجده قد نهج إلى تماهي الفرد والمجتمع بشكل عميق , وفقد كمية كبيرة من اللغات والثقافات والعادات وتقاليـد المجتمع السوداني سواء كانت في الشرق ,الغرب,الوسط , الجنوب.

كيف جاءت هذه الأزمة؟

من الذي سكن في كينونة الشعب السوداني؟

لما لم نتحرر منها؟

فكر في أجوبة على هذه الأسئلة. التي أفتكر بأن أزمتها قد لعبت الدور الفعلي والملموس منذ بوادر و بواكير تحويل السودان إلى دولة وطنية بنيله للاستقلال المزيف هي النخب الصفوية السياسية التي حكمت السودان, ومارست سياسة (فرق تسد) و أعطت لنفسها وبعض من المكونات الإجتماعية والدينية والكيانات الثقافية والعرقية واللونية شرعية وإمتيازات لكي تستعلى على باقي المكونات المختلفة عنهم من الشعوب السودانية, واعتبروا انفسهم هم السادة والأوصياء والمصطفين في الوطن وهم الأفضل من بقية الشعوب الأخرى.

ظلت هذه الأزمة موجودة في السودان حتى الآن, وتساهم بشكل كبير في عملية الإعتراف بالذات وعدم تقبل الأفراد والتسامح مع أنفسهم ومع الآخرين
الموجودين داخل السودان الشامخ والواسع.

يبدو إنه دليلاً ونموزجاً واقعياً للتماهـي في السـودان.

ماذا نعني بالتماهــي؟

ـ نجد أن التماهي, من المفاهيم الخطيرة التي جاءت لتحدد شخصية الإنسان السوداني, ومن أكبر العوامل والسياسات التي أُستخدمت وتأثـر بها الشعب السوداني, ونلاحظ بشكل مباشر إنصهار في قيم بعض المجتمع السوداني وعلى سبيل المثال:

فقدان بعض من المكونات الإثنية والقبيلة لغاتها وثقافاتها,وهذا سيكون فقد كبير في مستقبل الأجيال القادمة بطريقة ملموسة وواضحة إذا لم تتم محاربته.

لماذا التماهـي في السـودان ؟

من أجل طمس الهويات ذات الخصوصية والقومية وإثبات الإيديولوجية الإسلاموية العربية, والإنتهاء من بعض الثقافات واللغات السودانية, يجب على الكل عدم التعامل بطبيعة هذا المرض وبالصورة الجادة وكل الذين فقدوا ذاتهم يجب عليهم الرجوع إليها حتى نقاوم كل مفاهيم التغميص.

أسباب التماهي في السودان:

هناك العديد من الأسباب التي تقود إلى التماهي نذكر منها ما يلي:

1- عدم إعتراف الدولة بالتعدد الثقافي واللوني والديني والعرقي والفكري منذ تاريخ السودان البعيد والقريب.

2- عدم المساواة وتكافوء الفرص على أساس الوطن للجميع في تعبير عن كل الخصوصيات بالطريقة المتساوية.

آثار الأماني على المجتمع السوداني:

-أثر في بطاقة الشعب السوداني.

-عدم بناء أو تأسيس هوية وطنية منذ عام1956م حيث تشكلت بطريقة خاطئة بدلآ أن تتشكل بالوعاء الجامع بوجود كل خصوصيات المجتمع المتعدد داخل الوطن.

-نناشد كافة المؤسسات التعليمية والسياسية والعسكرية والمدنية ، وعلى وجه الخصوص المكونات الإجتماعية والثقافية الدينية …..إلخ.

-عدم غرس المفاهيم التي تغيب الإعتراف بالذات وعلى التباين في السودان الجميل.

-يجب غرس المفاهيم التي تؤدي إلى قبول الذات والإعتراف بالذات الأخر لبناء بطاقة وطنية حقيقية.

2 مايو 2022م

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
2 تعليقات
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
إبراهيم آدم
إبراهيم آدم
1 سنة

موضوع جميل شديد يطرح واحد من أكبر الإشكالات في المجتمع السوداني أخذنا فيه الكاتب عبدالباسط (انسان باسطة) الي التعرف على التماهي واشكالاته وأسبابه وآثاره السلبية على الفرد والمجتمع واخير كيفية التعامل معه والحد منه شكرا لكم لبث الوعي وتحيا المعرفة

آدم الطاهر البروووف
آدم الطاهر البروووف
1 سنة

جيش تحرير السودان بجميع القطعات عملنا وقائدين لتغيير قدام بس النصر اكيد

زر الذهاب إلى الأعلى
2
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x