مقالات الرأي

 قبل اسامة داؤود لم نعرف اللؤم والخسة عند النوبيين

بقلم: شوقي بدري

تركت المجموعة النوبية المهاجرة الى السعودية دول الخليج وحتى اندونيسيا وامريكا اعظم سيرة . لا يزال السودانيون وحتى غير النوبيين يحصدون الاحترام والثقة بسب السيرة الحميدة التي تركوها وهم اول المهاجرين او المغتربين . 

 الجرح الذي  تركة التغول على حقوق اهل حلفا وطردهم من ديارهم لا يزال ينزف ونحس بالالم وهواننا بسبب تفريط حكومة عبود العسكرية في حقوق السودان وحلفا خاصة في مياه النيل واغراق حلفا وعشرات القرى . واليوم يأتي نوع من احط الضباع اسمه اسامة داؤود وفي غياب الحكومة ومع ضبع آخر لا يقل عنه سوءا ويتفوق عليه في سوء الطوية الحقد واللؤم . تتم مؤامرة وضيعة لا تمثل الا خسة ،، الصبرة ،،عندما تدخل كر الدجاج . الصبرة لاتكتفي بأخذ دجاجة واحدة لاكلها . مثل الضبع او المرفعين على عكس الاسد يقتل اكبر قدر من القطيع بسبب لؤمه وخسته ، تقوم الصبرة بقتل كل الدجاج اذا تمكنت . اليوم يمثل اسامة وجبريل اسوأ انواع  الضباع والصبرة . 

 المؤلم أن صفقة ابو عمامة تنهب موارد اهل الشرق الذين يطحنهم الفقر انعدام  العلاج ، التنمية ، التعليم ويفتك بهم السل . هذا المشروع وحتى اذا كان مطلوبا يمكن  يقام بقرض ،، 6 مليار دولار ،، ليس كبير في صالح حكومة اهل الشرق الفريق بدلا عن تمكين دولة الامارات التي لا تمتلك القوة العاملة او الادارة . سيأتون باوربيين وآسيويين . مطار دبى الذي هو من اكبر مطارات العالم يوظف اكثر من 60 الف عامل جلهم او جميعهم من الاجانب . القطريون لم ينظموا او يبنوا المونديال لانهم ليسوا بقادرين . لقد اتوا كعادنهم بالاجانب . لماذا لا يأتي اهل الشرق او الحكومة المركزية بالاجانب والاستثمار  الذي هو بمقاييس اليوم ليس بكبير . انها 6 مليار دولارمن الموكد انها تتواجد عند بعض الكيزان اللصوص كما شهد كبيرهم الترابي ،الذين كان اسامة داؤود شريكهم في نهب المواطن السوداني . 

 لم اكن استطيع أن اتصور أن سودانيا يمكن أن يقوم عن طريق الرشوة ومسح الشنب من  سرقة الدقيق المدعوم  لسد حاجة المواطن المسحوق واستخدامه في التصنيع والبيع داخل وخارج السودان كما قام به  الضبع اسامة ….. أن على اهل السودان واهل الشرق خاصة أن يرفضوا ويقاوموا هذه الجريمة ، لأن من قاموا بها لا يستحقون شرف أن يكونوا سودانيين كما لا يستحقون العيش . نلعنهم اليوم وستنعلهم الاجيال القادمة كما ننعل نحن اليوم من فرط في حق السودان، في مياه النيل اغرق حلفا وعشرات القرى . اضاع تقافة وآثارا لا تعوض ورفضت مصر بعد توقيع الاتفاقية المجحفة اعطاء اليونسكوا وحكومة السويد وملكها عالم الآثار وعاشق النوبة وآثار النوبا الوقت الكافي لانقاذ آثار النوبة وتم انقاذ الآثار المصرية !! 

 كتب الكثير من الرحالة في  السودان اشهرهم والاس العملاق في القرن الثامن عشر . في  منتصف القرن التاسع عشر كتب الالماني بريم 

 كتابا رائعا عن السودان واشاد بانسان السودان خاصة النوبيين منهم . بريم لم يكن عابرا عاش في السودان لستة سنوات بدأت في 1847.كان عالما اهتم بالحيوانات  التي وضعها في اقفاص تأهبا لنقلها الى اوربا كما قام بتحنيط الكثير منها والطيور الخ . 

 تحدث عن جلد النوبيين شجاعتهم تحمل اطفالهم وصغارهم المشاق التي لا يستطيع الالمان تحملها . تحدث عن كرمهم الفياض امنهم الذي يجعل الانسان بعد دخول ديارهم لا يحتاج لحماية لا يعرفون السرقة يأتمنهم المسافر على ماله ونفسه . كتب بالرغم من ان اهل ريف مصر يمتلكون مساكنا ارحب ومزارعهم اكبر  وعيشهم ارغد الا أن النوبي اكرم لا يسرق ، ينهب او يغش . هل  الضبع اسامة داؤود  الشاذ الذي يؤكد القاعدة . الانسان قد لا ينصدم في جبريل فهو في النهاية كوز والكوز كما تأكد للجميع من احط واسوأ خلق الله الا من رحم ربي ……. لماذا يصل اسامة الى هذا الدرك  ؟ هل نسى اسامة الجرح النازف الذي عانى منه ولا يزال يعاني منه اهله الحلفاويين بعد طرد اهله واغراق وطنهم ؟ حتى عبود احس بالندم ورفض أن يحضر افتتاح السد العالي الذي تسبب في كارثة طرد اهله . واليوم  يرتكب اسامه احط جريمة  في حق اهل الشرق !! 

 اذكر أن الفنان وردي قد اشترك في مظاهرة في سنة 1960 وتم اعتقاله بالرغم من انه اطلق الاغنية مرحبا  بانقلاب سبعطاشر نوفمبر ويقول بعدها تغير وردي سياسيا مثل العزيز محجوب شريف الذي غنى لمايو عندما لم يكن شيوعيا وعندما انكشف له عوارها صار شيوعيا ….. النشيد يقول ……في سبعطاشر نوفمبر هب الشعب طرد جلاده . هذا اول نشيد لوردي .  كما تم اعتقال استاذنا الرجل العظيم الصحفي محمد توفبق الرحمة للجميع . 

 قبل بضع سنوات عصرني الالم الى درجة البكاء وانا افكر في اهلنا الحلفاويين الذين طردوا من دبارهم وهم مهد الحضارة البشرية الاول التي امتدت الى 12 الف سنة، صاروا الحلفاويون يسكنون في خشم القربة في منازل من الاسبيستوس الذي  يسبب السرطان . كتبت موضوعا استميح فيه اهلنا الحلفاويين عذرا تحت عنوان . 

يا ناس حلفا انتو السمحين انحنا الكعبين 

ـــــــــــــــــــ
في وسط كل هذا الالانفجار الاعلامي بسبب السيول والفيضانات اتتني بعض الخواطر .لقد كان مؤلما جدا مشاهدة معاناة اهلنا في كل ارجاء السودان شماله مجنوبه شرقه وغربه . انها مأساة ، كما يقول كبارنا تحنن الكبدة العاصية . ولكن بالرغم من فسالة الدولة وانحطاط الانغاذ فان المباني ستشيد والجيران سيرجعون الي مساكنهم . سيتفاعلون ويفرحون وسيحزنون . وسيتحابون . وسيتصالحون في العيد بعد ان تخاصموا . وسيعود الغائبون . وسيتزوجون ، ويخلفون ذرية صالحة او غير صالحة . ولكن سيواصلون حياتهم . وسيدفنون موتاهم . ويطوفون في المقابر ويتذكرون القبور القديمة . ويتذكرون اصحابها . وسيتغالطون بسبب القبور التي بدون شاهد يحمل الاسم وكل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلالة والاكرام . اهلناالحلفاويون لن يعرفوا قبور امهاتهم وآبائهم ، فلفد طواها العباب ا
تخيلت انني
ذهبت الي امدرمان ووجدت ان بوابة عبد القيوم قد ذهبت . ومنزلنا ومنازل اهلنا واحبابنا قد قرر البعض الغائها من الوجود . وهؤلاء,, البعض ,, لم يشاهدوا امدرمان وليس لهم حبيب او قريب في امدرمان . ولم تهمهم بلدية امدرمان او قبة المهدي والشيخ قريب الله والشيخ دفع الله . ولن تهمهم دار الرياضة، سوق الطواقي وسوق الانجيرة ، والجزر وزنك الخضار وملاعب الكرة واستاد المريخ والهلال والموردة..
لم استطع ان اتخيل ان سوق الموردة وسوق الشجرة مثلا ، ودور السينما وكل مراتع الطفولة قد اختفت . وكل هذا بفعل فاعل . وهذا ما حدث للحلفاويين . وليتصور كل مسافر او مغترب ان بلده الذي سكن في وجدانه ورافقته ذكراه في حله وترحاله ، وحتي في احلام اليقظة . وهذا العائد يقف في مطار الخرطوم ولايعرف الطريق الي الوطن الجديد . لأن الوطن القديم قد مسحه مسئول في الخرطوم بسهولة مسح حرف في غير مكانه .
مهما حاولنا ان نتخيل ومهما حاولنا ان نضع انفسنا في مكان الحلفاويين ، لن نقدر . لان الالم يفوق التصور . ونحن لم نتحرك لمناصرة الحلفاويين . ولم نتفاعل حتي مع محنتهم اليوم وهم يعيشون في بيوت الاسبستس المحرم عالميا . لانه يسبب السرطان . . وهم احسن السودانيين خلقا . وهذا مثبت في سجلات الدولة .كتب المسؤول البريطاني انه عندما زار سجن حلفا لم يجد سوى سجينا وحيدا . انه عثمان دقنا الذي خانه  ابن وطنه شيخ اور وسلمه للانجليز ولم يكن يمتلك سوى كيس يحتوي على 5 دومات  . 

 في عقول اهل السعودية مصر والخليج وحتي في امريكا تصور لامانة السودانيين خاصة النوبيين . والقاضي اوظابط الشرطة كان يوصي عندما ينقل الي مناطق النوبيين ، ان ينسي قانون عقوبات السودان . فليس بينهم سرقة او كسر منزلي ، او خيانة امانة ، تسبيب االاذي الجسيم . اما الاغتصلب والقتل ، فغير معروف بالنسبة لهم . يقولون للقاضي او ظابط البوليس ، حترتاح . ماعندهم غير المادة 36 و37 وهي السكر والازعاج العام . وهذا يحدث في بعض الاحيان وسط الشبابفقط .
نقل اهل حلفا الي شرق السودان ، يماثل جريمة نقل شعب الاباتشي الي فلوريدا . وهذا بعد ان استسلم زعيمهم جيرانامو بعد حروب مريرة مع الحكومة الامريكية والامكسيكية في القرن التاسع عشر. وعندما احتج الظابط الامريكي الذي وعد الهنود الحمر بمعاملة كريمة ، الاباتشي تعودوا العيش في مناطق جافة في الغرب الامريكي ، وان فلوريدا ارض مستنقعات وامطار كثيفة وسيؤدي المناخ الي موتهم . صمت المسئولون . لان الحكومة الامريكية تعتمد للمناخ لكي يقضي عليهم .
فليتصور اهل مدني ارض المحبة او الابيض عروس الرمال انهم قد ارسلوا للسكن في راجا ، منقلة او الدمازين او أن الدينكا نقوك من ابيي قد ارسلوا الى العتمور . انه شعور مؤلم . لا نستطيع تخيله . والعالم الي الآن يهاجم امريكا علي تدمير هيوشيما وناقازاكي المدن اليابانية . امريكا كانت في حرب مع اليابان . ونحن كنا ولا نزال في حرب مع انفسنا. لماذا بحق السماء اجرمنا في حق انفسنا ؟؟.
منذ العشريتات ومصر تفكر في بناء السد العالي . ولم تقبل انجلترة . في 1936ذهب بابكر بدري وجادل السكرتير الاداري بخصوص الاطيان والجنسية . ورد السكرتير الاداري كما اورد بابكر بدري في الجزء الثالث .ان الاطيان منذ 1907 حفظناها لكم الم تري ان الاجانب الذين سبق ان اشتروا اراضي بجزيرة توتي وفي الجزيرة الكبري لم تسجل لهم وانك من سكان رفاعة وقد حرمتك الحكومه شراء اراضي في الجزيرة فهاذا برهان علي حفظ الاطيان من كل اجنبي بالسودان. اما الجنسية فهي موقوفة علي استمساككم بها وليس للحكومة دخل فيها فاقتنعت بقوله وخرجت .
هذا اكلام منقول بضبانته . بابكر بدري يكتب بلغة اشبه بالدارجية حتي يفهم الجميع . 

 الآن يسيل لعاب اهل الانغاذ للسيطرة علي ارض توتي . ومصطفي عثمان شحادين يطوف العام ليبيع الارض التي حافظ لنا عليها الانجليز . والجنسية منحت للكثيرين بدون وجه حق فقط لكي يدلوا باصواتهم في صالح الحكومة . ومارست المعارضة نفس الشيء عندما استلمت السلطة. والبطل مامون الامين ظابط بلدية امدرمان ، عندما طلبوا منه عمل بعض التعديلات في دائرة الزعيم الازهري والتي فاز بهاا عبد الخالق ، قال لهم,, طظ ,, وهو يتبع لحزب الازهري. اتاه رجل بخطاب من الازهري لمساعدة الرجل . قام مامون الامين بتمزيق الخطاب . ذهب الرجل شاكيا لازهري الذي قال له ….. كنت عارف حيعمل كده . لكن لو قلتا ليك ما كان حتصدقني . .
وجد الحلفاويون انفسهم في بيئة مختلفة تماما . وجدوا انفسهم وسط مجموعات عدة غير متجانسة ، كما في ديارهم . وجدوا انفسهم مواجهين بلغة جديدة . وجيرانهم يحملون السلاح في حلهم وترحالهم . والنهب والاقتتال من مكملات الحياة . وهم لم يحتاجوا لحمل خيزرانهفي وطنهم .
اذكر ان اخي المهندس بشري نبق من رفاعة ، قد حكي لي بعد تشييد خزان خشم القربة انهم سكنوا بالقرب من الخزان ، ولم يكن مسموحا بعبور العربات في الليل الا لأسباب طارئة وفي احد الليالي اتت شاحنة . وطلبوا من احد المهندسين ان يفتح لمرورهم . وعندما تردد ، اخرجوا له مظروفا . وعندما رفض ، واجه المسدس . واضطر للفتح . وابلغوا البوليس الذي تكرم بوضع حراسة دائمة . وصارت الشاحنات تعبر كل الليل بالاجر المعلوم. .
لقد استفاد البعض ماديا من جريمة ترحيل اهل حلفا وعشرات القري . فأنقاض كل المنطقة بيعت ب17 الف جنيه . وشركة ترف التي كانت المسؤولة عن  البناء كان لها وكلاء سودانيين . والفائض من الاسمنت والمواد طرح في السوق مما اضر بالانتاج المحلي . 

 الدكتور محمد محجوب عثمان رحمة الله عليه، كان ظابطا في الجيش . روي ان احد ظباط الجيش باع جبلا كاملا للشركة لاستخدام حجارته في البناء . واكتفي الفريق عبود بتأنيب الظابط قائلا ,, ياخي ماتسرق ذي اخوانك ، تسرق جبل ؟ المؤلم ان السيد الوزير الحلفاوي نور الدين كان يحب مصر كثيرا . ولم يقف موقفا صلبا مع اهله . ابنه توفيق كان من الطلاب البارزين في الاحفاد شارك في المظاهرات  ، ومن كان يقود المظاهرات لمناصرة اهل حلفا كان البروفسير ،، فيما بعد ،، اسامة ابراهيم النور على رأس تلك المظاهرات ومظاهرات اغتيال الرئيس الكونقولي باتريس لوممبا  وتم سجنه وترك السودان وتخرج من جامعة لينينقراد . 

 لفترة درس معنا ابن الاستاذ الاديب جمال محمد احمد قبل الذهاب الي بيروت حيث كان والده سفيرا هنالك. السيد محمد نور الدين كان عنوانا للتواضع . وكان عفيفا نظيف الذيل واليد. هل اعمي حب مصر بعضنا من رؤية المأساة ؟؟
هل حدث في التاريخ ان دوله اضرت باهلها ونفسها لصالح دولة اخري ؟؟ انا لاادري . هل هنالك من عنده الاجابة ، ولماذا حدث هذا ؟؟ ولماذ يحدث الآن ، وسيحدث قريبا. ارجو ان كل من يقرأ هذا الكلام ، يغمض عينيه ويتصور ان الآخرين قد قرروا اغراق موطنه . وانه سيعش ذلك الكابوس وسيري هذا يحدث امام عينيه .لقد اجرمنا في حق اهلنا الحلفاوييت انا هنا استميحهم عذرا و
اطلب صفحهم . ولا يعفي اننا كنا صبية عندما خرجنا للتظاهر . لا اذكر من تلك الايام الا بيتا من قصيدة الشاعر مختار محمد مختار ,, حلفا الذاهبة ,,
دارت عليك رحي الزمان الجافي
فخلوت من اهل و من ايلاف 

 شوقي بدري  

نهاية اقتباس 

 ردا على موضوعي قام الاخ الدكتور كمال خليل النوبي بالرد على بعد التحية باللغة الشيكية . 

لأح العزيز شوقى بدرى … نازدار ياك سى ماش؟؟؟ تحيه طيبه …
فأنا أتابع كتاباتك بكل الإهتمام و الإعتزاز و زكرياتك الجميله و التى ترويها بسلاسه مشوّقه.. و لكنى أرى أنك لم توفق اليوم فى هذه المقالة فخلطت بين أشياء و تشابه عليك البقر !! أو إستندت على معلومات غير حقيقه و مرجعيات مزوّره كتبت عن عمنا السيد المناضل محمد نور الدين الزعيم و المقاتل الشرس فى سبيل الإستقلال والحكم الوطنى و لم يبدل تبديلا …و الذى تناساه الناس و نضاله فى حقبة التحرر الوطنى …. و ما تناولته إلا بعض الأقلام المأجورة من قبل من لم يكن لهم تاريخ مشرّف من أبناء حلفا اليوم….. فالسيد محمد نور الدين عندما ثارت مسألة الهجره من وادى حلفا كان فى بدايات العقد السابع من عمره( يعتقد يأنه من مواليد 1896)و كان يعانى من المرض و آثار الشخوخة و توفى فى 17.11.1964 بعد صراع طويل مع المرض عقب ثورة أكتوبر مباشرة و كانت ملحمة الحلفاويين فى الفترة ما بين 1962 و 1964 كان و رغم مرضه و كبر سنه المقيدة لحركته يحرض و يستنفر لمعارضة التهجير الغير مجزى أكرر الغير مجزى.. فهو لم يكن ضد بناء السد العالى بل كان يلح و ينصح القائمين على الأمر بأنه متى ما تحقق ذلك أن يستفيد السودان من خيراته كما المصريون .. و كلنا يعلم بأن نظام عبود هو الذى فرّط فى حقوق شعبنا و لم يأبه بنصائحه لهم…. و إبنه توفيق لم يكن مترددا فى الخروج فى مظاهرات أهالى حلفا بل شارك و هو اليافع و للتأريخ أسجل لك هنا معلومه بأنه أول من عارض إنقلاب 25 مايو عندما كان قائدا لحامية الأبيض و قال عند سماعه النبأ يأن نميرى هذا لا يستطيع قلب الطاوله مشككا فى قيامه منفردا بالإنقلاب كما وضح فيما بعد و لذا كان أول ضابط أحيل للإستيداع …..
هذه واحده … أما الثانيه يا شوقى أن عمنا نور الدين نال معظم تعليمه فى القاهره و بدأ حياته العملية هناك فى البنك الأهلى المصرى ..و هو طالب ثم موظفا … و كانت له أنشطه سياسية مشرّفه رويت عنه و للأسف لم توّثق … و فى قمتها كان يريد أن يستقيل من تلك الوظيفة المرموقه إلا أن سلطات البنك رأت أن تستفيد منه بفتح أول فرع للبنك الأهلى المصرى فى السودان و إدارته و ذلك فى مدينة الأبيض حاضرة أكبر سوق تجارى للصمغ العربى… و بإلحاح منه إضطرت سلطات البنك بفتح فرع جديد بالخرطوم( و الذى صار بنك السودان بعد الإستقلال) و جاء هو كأول مدير له… و هنا مارس نور الدين العمل السياسى لحركة التحرر الوطنى و كانت له اليد البيضاء فى تنفيذ العديد من المشاريع الخدميه للمواطنين….. فبتعليمات من الملك فاروق قام بإنشاء مسجد فاروق بالخرطوم ( الذى ألقى عليه الإنقاذ إسم مسجد أرباب العقائد) و مقابر فاروق الحاليه… و بصلاته القويه( و ليس بالعماله فالعملاء ليست لهم علاقات قويه مع أسيادهم كما تعلم) بالسلطات المصريه كان له الفضل فى إلحاق الكثيرين من أبناء البلد بل معظم من درسوا فى مصر للتعليم فيها ( راجع كتاب أ. أحمد سليمان المحامى) .. فى الثانويات و الجامعات المصريه …… و بعد الإستقلال تبوأ بعض الوزارات فعمل على خدمة المواطنين مباشرة بأن ملّك ذوى الدخل المحدود منازل مريحه و محترمه بكافة الخدمات فيه تسمى المساكن الشعبيه فى الخرطوم و بحرى لا زالت قئمه حتى اليوم و بشهادة قاطنيها( و كان فى مخططه البناء أيضا فى أمدرمان و بعض المدن لو لا عاجله إنقلاب عبود ) بقيمة رمزيه مقسطه لم يتم سداد معظمها حتى اليوم!!!( أرجو المقارنه مع منازل الإسكان الشعبى الحاليه)و حين خرج جثمانه الطاهر من منزل فى الإسكان الشعبى ببحرى الذى منح لاسرته بإسم زوجته عقب ثورة أكتوبر,, كانت دائرته ( المقفولة له فى كل الإنتخابات حيث يفوز بالتزكيه أو بنصر مبين إذا تجرأ لذلك أى كائن) دائرة وادى حلفا مسقط رأسه و غرة عينه…
صحيح كان نور الدين يحب مصر حبا جما و يحفظ لها بالجميل فى التعليم و التوظيف و رفع الشأن و التلقين بحب الأوطان فهو كان من مدرسة الزعيم سعد زغلول …. فقد كان و حتى مماته وحدويا عتيدا بل و من أكثر المنادين بالإندماج مع مصر( و دى حاله أكبر من الوحده و عنه لذلك قيل الكثير من المزح حتى الزعيم الأزهرى أخذ عنه شعاراته الإتحاديه)…
أخى شوقى ..رجائى أن تصحح ما كتبته عن هذا الزعيم الخالد فى الوجدان السودانيه فهو المثال المشرف و القدوة المثلى فى النضال و العمل السياسى فهو السياسى الوحيد الذى قيل عنه( عاش فقيرا و مات فقيرا رغم ما تبوأ من وظائف مرموقه فى حياته) فكان عندما ينصحه الأهل و الرفاق أن يبنى لنفسه منزلا حين كان يسكن بالإيجار يرد بقوله ( أنا ببنى السودان فى الأول)  

نهاية اقتباس 

 الاخت المناضلة ابنة حلفا والتي شاركتنا في الذهاب  ومقابلة المسؤولين في وزارة الخارجية السويدية لعرض موقف المعارضة  السودانية  ، ردت على بموضوع تحت عنوان . 

 بالحيل يا شوقي انتو كعبين شديد  

 اقتباس قصير .  

احوله الى اللص اسامة داؤود شريك القتلة المجرمين وعميل الامارت الاكبر . 

 اقتباس قصير ويمكن لاسامة ومن يريد يطلع على المعلومات التاريخية . 

ـــــــ 

بادئ ذي بدء دعني اقول ان تجربة الحلفاويين او قل النوبيين في كلا القطرين السودان ومصر لم تنل حظها او ما تستحقه من اهتمام وتوثيق وتسليط للضوء سواء من السودانيين او من المصريين ولا ادري سببا لهذا التجاهل وإغضاء الطرف عن واحدة من اكبر المآسي ـ التي تسبب فيها الانسان لاخيه في الانسانية ـ في التاريخ الحديث غير الكعوبية التي اشرت اليها ولنشرك القراء في الحكم علي اساس ما سيرد من حقائق وقصص واقعية في مقالي هذا . 

 نهاية اقتباس 

 منتهى الانحطاط أن يقوم نوبي مثل اسامة داؤود الذي تعرض شعبه في مصر والسودان لما لا يمكن وصفه من الظلم الى ظلم اهل شرق السودان ،وسط وشمال السودان ….. تصور  

 شوقي  

 كركاسة 

 لقد تأكد للجميع اننا في السودان قد وصلنا الى ما تحت القاع وصرنا نمثل احط انواع الانحطاط انعدام الكرامة واحترام الذات. شاهدنا مريم الصادق تتحدث مع القاتل المأجور حميدتي بحميمية  في فيديو وكانه ابن عمها العائد من السفر ناسية الاساءة  والاحتقارالبليغ الذي وجهه لوالدها رحمة الله عليه . حميدتي هو من ادخل الصادق السجن وقال متبجحا ….. البلد دي مفتاحا عندنا نقول اقبضوا الصادق يقبضوه نقول فكو الصادق يفكوه الخ  

 اليوم نسمع ان مريم تريد الحاق الكوز المجرم جبريل والعتوت الرايح مناوي في الاتفاق الاخير الذي ولد ميتا . الا تعرف مريم أن  جبريل قد قال منذ البداية انهم اتوا الى الخرطوم ليحكموا . وكان يقصد لينهبوا ويفقروا الشعب السوداني ويسببوا اكبر قدر من الدمار الذي بدأ واضحا للاعمى  ، الاصم والابكم . انهيار العقارات في العاصمة تم بعملية تجفيف تامة ، محاربة المزارعين فرض الجبايات رفع الدعم نهب البلايين من الدولارات من بنك السودان والمالية . القصد هو طرد اهل العاصمة والوسط اجبارهم على بيع عقاراتهم والهجرة ….. سامع ايها اللص المجرم اسامة داؤود شريك الضبع جبريل ….. جيد ليك يا اسامة. واليوم يشتري الحجنجويد  والملشيات الارض والعقار بالفلوس المنهوبة وليس هنالك من  يقدر او يريد أن يوقف المسخ جبريل الذي صار الحاكم بامر الله في كل السودان . 

 نعم نعرف المثل الذي يقول اطعموا الفم تختشي العين . مريم واهلها شركاء مع اتعس الكيزان في تجارة مشبوهة ونهب للشعب السوداني ، كما انها تجوب الدنيا متسولة المال والاكراميات ….. هل صار السودان الوطن المستباح ومن  يفتح الباب ويدق جرس الدلالة هم ابناءه ؟ 

 

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x