مقالات الرأي

إقتصاديات السودان (1)

بقلم: عصام الدين آدم داؤود (بوش)


الأزمة الإقتصادية في السودان


المقدمة:
هنا سلسلة من المقالات نسلط عليها الضوء بشيء من التفصيل عن الأزمة الإقتصادية في السودان التي كبّدت روح الوطن والمواطن البسيط المعاناة ، نتناول في السطور الأولي الكلمات التي تعبر عن عدم جدية الأنظمة الديكتاتورية لتطور البلاد وبلوغ مرحلة النهضة و التقدم والإزدهار الإقتصادي وفيها نلخص هذا المفهوم.
مفهوم الأزمة الإقتصادية:
أن مفهوم الأزمة الإقتصادية يختلف بإختلاف الرؤية الإقتصادية أو البرنامج أو النظام الإقتصادي التي تتبناها الدولة أو المجتمع.
و ما نراه مناسباً هي تلك الصعوبات التي تواجه الدول أو المجتمعات بشكل غير إرادي أو غير متوقع سلبياً نتيجة لسؤ إدارة الموارد المادية (المالية) أو عدم التوظيف السليم للمادة نفسها، وغالباً ما نرى أن هنالك عدم التوازن بين الإستهلاك والإنتاج ،وعندما يكون الإستهلاك أكبر من الإنتاج هنا تظهر الإشكاليات الإقتصادية إلى الأزمة الإقتصادية يضرب البلاد و المجتمعات، بمعني، لو كلنا نشتري الأكل والشرب واللبس والدواء في السوق ونحن لا نعمل اي عمل كي نتحصل على الأموال، تلقائياً الأموال تنتهي وتحدث فجوة إقتصادية.
إذا نظرنا إلى الأزمة الإقتصادية على مستوى الدولة أو أي مؤسسة أو منظومة، نجد ضمن أسبابها الجوهرية قد تكون نتيجة لتداعيات سلبية في الهيكلة الإقتصادية والسياسيات الإقتصادية للدولة أو المؤسسة.
تعريف الأزمة الإقتصادية:
هي حالة عامة لعدم إستقرار الإقتصاد الكلي للدولة أو المجتمع، الذي يؤدي إلى السرعة في التدهور بسبب إنخفاض الإنتاج.
أسباب الأزمة الإقتصادية:
ضمن الأسباب الرئيسية هي الضرر البليغ في علاقات الإنتاج القائمة على إنهيار في سوق الأسهم و أزمة صرف العملات الأجنبية (السوق الأسود) وإنخفاض المستوى المعيشي للسكان ، وانخفاض كبير أيضاً في الناتج القومي الإجمالي.
وربما تقتصر الأزمة الإقتصادية في قطاع البنوك ،وأيضاً تشمل القطاعات الإقتصادية الأخري.
ونلخص هذه الأسباب في الآتي.
١/إنهيار المشاريع التنموية والزراعية والصناعية العامة (مشروع الجزيرةالدندر القاش _ جبل مرة…..).
٢/إنهيار المشاريع الخاصة في معظم أقاليم السودان إبان حروبات الأهلية في تلك المناطق الزراعية.
٣/تصدير المنتجات الزراعية والحيوانية والنباتية في شكل خام.
٤/عدم الإستفادة من التجارب المتراكمة والإستعانة بأصحاب الخبرات والمعرفة في مختلف المجالات الزراعية والتجارية والصناعية.
٥/الأنفاق على معدات الحرب وشؤون الحرب .
٦/عدم تأمين حدود البلاد مما يساعد في تهريب السلع إلى الخارج.
٧/سياسات الحكومة الطاردة للمواطنين والمستثمرين والشركات الإستثمارية.
٨/هيمنة الحركة الإسلامية على هيكلة الدولة وأجهزتها الإقتصادية.
أنواع الأزمات الإقتصادية:
١/الأزمة الائتمانية:
هذا النوع من الأزمة الإقتصادية يواجه المؤسسات المالية في كثير من الأحيان ومن ضمن تفسيراتها نقص في الأموال الائتمانية في البنوك والمؤسسات المالية الأخرى.
٢/الأزمة المالية:
هي أوسع من الأزمة الائتمانية وتشمل أزمات كثيرة منها صعوبة في التمويل و عدم قدرة البنوك والعملاء على الدَين أو ما يسمى بالاقتراض (قرض)مما يؤدي إلى معاناة البنوك في العجز و التمويل.
٣/الأزمة المالية العامة:
تحدث نتيجة لمحاولة الحكومة لسداد ديونها ومحاولة التغطية لعجز في الميزانية.
٤/ أزمة العملة:
تحدث أزمة العملات عند وجود إنخفاض سريع في قيمتها،مما يجعل المستثمرين في حالة من الخوف.
٥/التضخم المفرط:
تحدث هذه الأزمة عندما يحدث تضخم مرتفع وإنهيار في قيمة العملةالمحلية ،مما يجعل المعاملات التجارية العادية صعبة مثل (السلفية،الديون،مقايضات،..)
٦/الإرتفاع المفاجئ في أسعار النفط:
يؤدي الإرتفاع المفاجئ في أسعار النفط إلى كساد إقتصادي وبالتالي إرتفاع معدل التضخم وإنخفاض الإنتاج.
الآثار الاجتماعية والسياسية للأزمة الاقتصادية:
١/الآثار الاجتماعية:
تتأثر المجتمعات في العديد من آثار الأزمة الإقتصادية ومن أهمها ( البطالة،فقدان الدخل……).
ويشار إلى أن الأزمة الإقتصادية تؤدي إلى حالة من الإنكماش الإقتصادي للدولة ،وبالتالي يتعطل النمو الإقتصادي.
وعلى الرغم من ذلك فإن الأزمة الإقتصادية تترك أثراً سلبياً على جوانب التعليم والصحة والتنمية خاصة لدي الأطفال.
ومن جانب آخر،فإن الأزمة الإقتصادية قد تعيق فرصة لتحقيق التقدم الإجتماعي وتطور الشعوب.
٢/الآثار السياسية:
الأزمة الإقتصادية لأي دولة لها آثار سياسية سالبة خاصة السياسية الخارجية للدولة عندما تكون الدولة غير مستقرة أمنياً ولها إنفلاتات أمنية وحروب أهلية وإحتواء المليشيات مثل السودان،
تلقائياً يُحظر إقتصادياً بل يتم فرض عقوبات إقتصادية جديدة كي يكون كرت ضغط للحكومة لتغيير الأوضاع الخاصة بالشأن الداخلي للدولة أو السياسة الداخلية.
لاسيما التوتر في العلاقات الدولية وضعف دور الدولة في المؤسسات العالمية (الأمم المتحدة ، الاتحاد الافريقي ، وزارة الصحة العالمية ، منظمة الغذاء العالمي …….)
كيف نتفادى من الأزمة الإقتصادية في السودان؟
كي نجيب على هذا السؤال، يجب علينا أن نكون أمينين مخلصين للوطن ونبذل قصارى جهودنا من أجل تطور وتقدم بلادنا،لكن هناك خطوات أساسية يجب أن نضعها في الإعتبار كي نتفادى هذه الأزمة الإقتصادية وتتمثل في الآتي:-
١/عقد قمم ومؤتمرات إقتصادية دورية في كل ولايات السودان بشأن إقتصاد الدولة.
٢/ تحديد نظام إقتصادي سليم تتبناها الدولة لتطوير إقتصاديات البلاد.
٣/إجراء تعديلات في سياسات الدولة المالية والتجارية والصناعية.
٤/الإهتمام بنصوص وقرارات منظمة التجارة العالمية والعمل بها.
٥/تنقيح السياسات الإقتصادية العلمية من السياسات الغير علمية.
٦/فتح مجالات وتشجيع المستثمرين والشركات الخاصة والعامة الأجنبية وغير الأجنبية.
٧/تفعيل المشاريع الزراعية والحيوانية والنباتية في كل مناطق السودان.
٨/منع تصدير المنتجات الزراعية والحيوانية والنباتية.

نواصل…

27 مارس 2022م

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x