مقالات الرأي

الدعم النفسي لمرضى السرطان Psychological support for cancer patients

بقلم: محي الدين توبا

ان الدعم النفسي لمرضى السرطان هو تكميل للعلاج وجزء لا يتجزء منه، وهو مُتمم للعلاج الفيزيائي.
ان مرض السرطان بالاضافة لانه يتباين بالنسبة للمريض حسب نوع المرض ومرحلة المرض والمحيط الاجتماعي النفسي فانه من اكثر أنواع الأمراض التي تؤدي للاضطرابات و المتاعب النفسية.

ان مبادرات الدعم النفسي لمرضى السرطان عن طريق تقديم الاستشارات، أو التدريب او العلاج النفسي هي الجهود المنظمة المطبقة من اجل تحسين سلوك التعامل مع المرض.

الهدف العام من الدعم النفسي هو زيادة الروح المعنوية، والثقة بالنفس والقدرة على التعامل، وتقليل الشدة، والغضب والمشاكل الروحية.
ومن بين الاهداف ايضا التعبير بارتياح عن ردود الافعال والمشاعر مثل الاستياء، والغضب والشعور بالذنب وكذلك التشجيع على التحدث فيما يتعلق بالمرض، وتحسين نوعية الحياة من خلال تحقيق التوافق الاجتماعي والنفسي، وكذلك تقوية التفاعل بين حقول تفاعل المريض العائلية والاجتماعية.

يترافق مع الدعم النفسي تغيرات ايجابية تتمثل في نقص لمستويات الاكتئاب، الخوف والقلق، ويتبع ذلك تكون توازن جديد في المناطق التي اثرت فيها تحت المهاد (hypothalamus) والغدة النخامية (pituitary). وبالتالي يحدث انخفاض في انتاج الخلايا الغير طبيعية ويتحرر جهاز المناعة المكبوت. وبالاضافة لكون اساليب العلاج المتنوعة مثل علاج الادوية، العلاج الشعاعي والمبادرات الجراحية موجهة لتخفيض الخلايا الغير طبيعية فان الرغبة في الحياة والاسلوب الايجابي يزيد من فعالية طرق العلاج المستخدمة.

اهمية الدعم النفسي لامراض السرطان ……

إن مريض السرطان كغيره من المرضى المصابين بالأمراض المستعصية يمر بمجموعة من المراحل وأصعبها مرحلة عدم التصديق، والقلق والتوتر ومرحلة تقبل المرض والتعايش معه سواء كان تعايشا إيجابيا أو سلبيا. فرد الفعل الأولى للسرطان هو الموت. وتتدرج الأسئلة ” هل سأموت؟

هل هناك علاج؟ ماذا أفعل لأتغلب على المرض؟”.

لقد وجدت التساؤلات كثيرة وبحثت عن الاجابات فوجدت أن أفضل السبل هي مشاركتكم وعرض أهم المقالات التي وجدتها في هذا الجانب؛ ففي مقالة للدكتور عبدالهادي مصباح نشرت في جريدة الشرق الأوسط العدد 11156 (أصبح من المؤكد والثابت علمياً أن الحالة النفسية لمريض السرطان من أهم مقومات شفائه ونجاح علاجه، وأن إرادة الشفاء بداخله هي العامل الأساسي الذي يحفز الجهاز المناعي بداخله لكي يتصدى ويقضي على هذا المرض، فإحساس مريض السرطان بالهزيمة، واليأس من شفائه يؤثر بالسلب على الجهاز العصبي وخاصة منطقة ما تحت المهاد، التي ترسل وتستقبل إشارات دائمة إلى الجهاز المناعي عن طريق أسطول من الهرمونات التي تسمى بهرمونات الانفعال والتوتر، فتؤثر سلبيا على أسلحة المناعة الأساسية التي تقاوم السرطان من مجموعة السيتوكاينز، وإنترليوكين -2، وانترفيون، وعامل تليف الأورام TNF

وقد اهتمت المجتمعات الغربية بدراسة أمراض الأورام السرطانية باعتبارها أهم الأمراض المهددة للحياة، وما يصاحبها من تأثيرات نفسية قد تصل إلى درجة الألم النفسي الشديد، وما يوازي درجة الألم العضوي الأمر الذي دفع إلى إحداث نقلة نوعية في التعامل مع هذه الأمراض العضوية السرطانية وخصوصا من الناحية النفسية، ولقد كانت محصلتها قيام ذلك الفرع من علم الأورام السرطانية والذي أطلق عليه (علم نفس الأورام Psycho-oncology) وهناك الآن بالفعل فرع علمي آخر أعتقد أنه سوف يكون من أهم تخصصات الطب يسمى Psychoneuroimmunology، يشمل تأثير كل من الحالة النفسية والعصبية للمريض وعلاقتها بكل من جهازي المناعة والغدد الصماء في الجسم البشري.

ولعل من أهم الأبحاث الحديثة التي أجريت في هذا المجال، هو ذلك البحث الذي أجرته د. باربرا أندرسون أستاذة علم النفس بجامعة ولاية أوهايو الأميركية على 115 من السيدات المصابات بسرطان الثدي في المرحلتين الثانية والثالثة، حيث تعاملت مع نصف هذه المجموعة من خلال العلاج النفسي Psychotherapy الذي يساعد المريض على الاسترخاء والإقلال من التوتر، والتكيف مع الانفعال، بينما تركت النصف الآخر ليتلقى علاجه بالأسلوب العادي دون تدخل لتحسين حالته النفسية والنتائج كانت مذهلة بالنسبة للمجوعة التي تلقت الدعم النفسي .

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x