مقالات الرأي

معاناة النازحين في مخيمات دارفور

بقلم: آدم رجال

ظلت دارفور لعقدين من الزمن مسرحاً لإنتهاكات ضد حقوق الإنسان التي إرتكبها نظام الجبهة الاسلامية ولجنته الأمنية، من ضمنها النزاع في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، فقد أُرتكبت جرائم خطيرة، مثل جرائم العنف الجنسي والإغتصاب، والقتل الجماعي والفردي، والسلب والنهب والحرق والتشريد والتهجير القسري.
في 15 إبريل 2023م، إندلع الصراع العبثي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما زاد من وتيرة العنف علي أساس النوع، وشمل أغلب مناطق السودان ، لا سيما دارفور التي تحتوي 155 مخيم نزوح داخلي و20 مخيم لجوء خارجي قبل إنفجار الحرب العبثية، وقد كان النازحون في هذ المخيمات يعتمدون علي المساعدات الإنسانية التي تأتي من منظمة برنامج الغذاء العالمي WFP، وشركائهم، وللأسف توقفت هذه المساعدات الإنسانية كلياً بسبب الحرب اللعينة مما زاد من معاناة ومأساة النازحين، الذين في حوجة ماسة إلى توفير المعونات الإنسانية الغذائية والدوائية وغير الغذائية.
الجدير بالذكر أن غياب الأمن، وإنعدام الغذاء يشكلان خطراً دائماً علي حياة جميع النازحين والمدنيين في أغلب مناطق السودان خاصة في دارفور ومعسكرات النازحين في وسط وغرب وجنوب وشمال وشرق دارفور، مثال علي ذلك معسكر الحصاحيصا بزالنجي الذي مات فيه أكثر من 100 نازح ونازحة بمن فيهم أطفال وسقوط 200 جريح وعدد غير محدد من المغتصبات لم يتم حصرهن، وحرق بعد المنازل، بسبب الإشتباكات بين طرفي الحرب العبثية نسبة لصعوبة التواصل وإنقطاع شبكة الإتصالات والإنترنت لأكثر من خمسة شهور.
إن هذه الأزمة إذا لم يتم حلها سوف تكون لها تبعات سياسية وأمنية وإجتماعية بالغة الخطورة، تهدد مستقبل السودان ووحدة أراضيه، وقد ظهرت آثار سالبة وسط المجتمعات لا سيما إنتشار خطاب الكراهية العرقية والجهوية والمناطقية، وإستسهال قتل الإنسان لأتفه الأسباب ، وتفشي ظاهرة السلب والنهب وسيادة قانون الغابة والغياب الكامل للدولة وأجهزتها.

11 أكتوبر 2023م

adammoh1166@gmail.com

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x